أظهرت أحدث بيانات صادرة عن إحصاءات كندا انخفاضًا ملحوظًا في عدد الكنديين الذين يقومون برحلات العودة من الولايات المتحدة، حيث كشف التقرير أن الأرقام المتعلقة بالسفر في شهر مارس 2025 قد تراجعت بشكل لافت مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. ويشير التحليل إلى انخفاض كبير في الرحلات البرية، حيث انخفض عدد الكنديين العائدين من الولايات المتحدة بسياراتهم بنسبة 32%، ليكون هذا التراجع هو الثالث على التوالي الذي تشهده كندا على أساس سنوي.

ويعزى المراقبون هذا التراجع إلى عدة عوامل اقتصادية وسياسية تؤثر على حركة السفر عبر الحدود بين كندا والولايات المتحدة. من أبرز هذه العوامل ضعف الدولار الكندي مقابل نظيره الأمريكي، ما يزيد من تكلفة السفر والتسوق في الولايات المتحدة، وهو ما يجعل الكثير من الكنديين يترددون في القيام برحلات عودتهم عبر الحدود. إضافة إلى ذلك، يعزو بعض المحللين هذا التراجع إلى تصاعد مشاعر الاستياء من الحرب التجارية التي شنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على كندا، وكذلك تصريحاته المثيرة للجدل حول مسألة ضم الأراضي. كل هذه العوامل مجتمعة تساهم في تقليص عدد الكنديين الذين يختارون السفر إلى الولايات المتحدة، سواء كان ذلك بهدف السياحة أو التسوق أو لأغراض أخرى.

وبالإضافة إلى الرحلات البرية، سجلت أيضًا الرحلات الجوية من الولايات المتحدة إلى كندا تراجعًا بنسبة 13.5% في شهر مارس 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ورغم أن هذا الانخفاض أقل من التراجع الذي شهدته الرحلات البرية، إلا أنه يعكس نفس الاتجاه العام الذي يشير إلى تراجع السفر عبر الحدود.

ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من هذا التراجع في حركة السفر من الولايات المتحدة، فقد شهدت الرحلات الجوية من دول أخرى غير الولايات المتحدة زيادة بنسبة تقارب 9% خلال نفس الفترة، مما يعكس تحولات في توجهات السفر لدى الكنديين نحو وجهات أخرى.

في سياق آخر، قامت الحكومة الكندية بتحديث تحذيرات السفر للمواطنين المقيمين في كندا، حيث أصدرت تحذيرًا رسميًا يشير إلى أنه قد يواجه الكنديون المسافرون إلى الولايات المتحدة تدقيقًا مشددًا من قبل حرس الحدود الأمريكي، مع إمكانية احتجازهم إذا تم رفض دخولهم إلى الأراضي الأمريكية. هذا التحذير يأتي في وقت حساس، حيث يواجه المسافرون المزيد من التدقيق بسبب التوترات السياسية بين البلدين، ما يجعل السفر عبر الحدود أكثر تعقيدًا.

ماري جندي