المناظرة الأخيرة تتحوّل إلى محكمة لكارني.. وبواليفير يوجّه الضربة الأقوى: “أنت لست التغيير يا سيدي”
مونتريال – لم تكن المناظرة الانتخابية الأخيرة مجرد نقاش سياسي، بل ساحة قتال لفظي وُضعت فيها شخصية مارك كارني تحت المجهر، وتحوّلت سريعًا إلى جلسة استجواب جماعي لزعيم الليبراليين، في مشهد خرج منه زعيم المحافظين بيير بواليفير الأقوى والأكثر وضوحًا في الطرح.
المناظرة الأخيرة تتحوّل إلى محكمة لكارني.. وبواليفير يوجّه الضربة الأقوى: “أنت لست التغيير يا سيدي”
مونتريال – لم تكن المناظرة الانتخابية الأخيرة مجرد نقاش سياسي، بل ساحة قتال لفظي وُضعت فيها شخصية مارك كارني تحت المجهر، وتحوّلت سريعًا إلى جلسة استجواب جماعي لزعيم الليبراليين، في مشهد خرج منه زعيم المحافظين بيير بواليفير الأقوى والأكثر وضوحًا في الطرح.
منذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن كارني، القادم من خلفية اقتصادية دولية، دخل المناظرة هدفًا متفقًا عليه من خصومه – وفي مقدمتهم بواليفير، الذي لم يُفلت أي فرصة لربط كارني بالعقد الليبرالي الذي يصفه بـ”العقد الضائع”.
بواليفير، بنبرة واثقة، واجه كارني مباشرةً قائلاً: “نحن بحاجة إلى التغيير.. وأنت يا سيدي لست التغيير”.
لم يكتفِ زعيم المحافظين بذلك، بل دعاه إلى النظر في الكاميرا والاعتذار للكنديين عن السياسات التضخمية التي – بحسب قوله – ساهم كارني في رسمها من وراء الكواليس إلى جانب جاستن ترودو.
كارني حاول التمايز عن ترودو، مؤكدًا أنه رجل أرقام ونتائج، مشيرًا إلى خبرته كمحافظ سابق لبنك كندا وبنك إنجلترا، حيث أبقى التضخم دون 2%. لكن بواليفير لم يتراجع، واتهمه بكونه امتدادًا لنخبة ترودو، وقال إن نفس الوزراء والمستشارين الذين ساعدوا في تدهور الأوضاع الاقتصادية هم اليوم خلف كارني، يكتبون له ملاحظاته.
“أنت محاط بنفس الأشخاص، بنفس الأفكار، وبنفس السياسات”، قالها بواليفير، ثم تابع: “هل أنتم مستعدون لتكرار نفس الحقبة الفاشلة؟”
المرشحون الآخرون لم يوفروا كارني من النيران الجانبية، لكن بواليفير كان من قاد الهجوم، خاصة حين كشف زلات كارني في الحديث عن خطوط الأنابيب، إذ خلط بين كيستون وترانس ماونتن، ما استغله المحافظون سريعًا لتقويض مصداقيته في ملف الطاقة.
أما في موضوع الحريات، فبينما تمسك بواليفير بوعده الصارم باستخدام بند الاستثناء لضمان عقوبات صارمة ضد مرتكبي جرائم القتل الجماعي، حذّر كارني من خطر تقويض الحقوق الأساسية. لكن موقف بواليفير بدا أكثر حسمًا، وأكثر قربًا من نبض شريحة واسعة من الناخبين القلقين من الانفلات الأمني.
وفي ختام المناظرة، ورغم تعدد الأصوات، خرجت صورة واحدة واضحة: مارك كارني كان في موضع الدفاع منذ البداية وحتى النهاية، بينما بواليفير قدّم نفسه كالقوة التي لا تخشى المواجهة، وتعرف بالضبط أين تبدأ المعركة… وكيف تكسبها.
ماري جندي
1