تُظهر دراسة جديدة أُجريت لصالح وزارة الصحة الكندية زيادة ملحوظة في عدد الشباب الذين يتعاطون أنواعًا مختلفة من المخدرات في وقت واحد. وتُعد هذه الظاهرة، التي تشتمل على مزج المخدرات الترفيهية مع الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، واحدة من القضايا التي تثير القلق في المجتمع الكندي، حيث أصبحت المخدرات المدمجة في المقدمة من حيث الانتشار، وتحتل المرتبة الثانية بعد الكحول في قائمة المواد الأكثر تعاطيًا، تليها القنب.
تُظهر دراسة جديدة أُجريت لصالح وزارة الصحة الكندية زيادة ملحوظة في عدد الشباب الذين يتعاطون أنواعًا مختلفة من المخدرات في وقت واحد. وتُعد هذه الظاهرة، التي تشتمل على مزج المخدرات الترفيهية مع الأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية، واحدة من القضايا التي تثير القلق في المجتمع الكندي، حيث أصبحت المخدرات المدمجة في المقدمة من حيث الانتشار، وتحتل المرتبة الثانية بعد الكحول في قائمة المواد الأكثر تعاطيًا، تليها القنب.
تم إجراء هذه الدراسة من قبل مجموعة “إيرنزكليف” الاستراتيجية لصالح وزارة الصحة الكندية، بهدف فهم العلاقة بين تعاطي المخدرات لدى الشباب ومجموعة من العوامل المؤثرة مثل الصحة العقلية والضغوط الاجتماعية والعاطفية. وركز البحث بشكل خاص على تحليل انتشار تعاطي المواد المخدرة المتعددة بين فئات السكان الأصغر سنًا، وهو أمر أظهر معدلات متزايدة في السنوات الأخيرة.
الظاهرة: مزج المخدرات والتأثيرات الصحية
يشير مفهوم “استخدام المواد المتعددة” إلى تناول مجموعة من المواد المخدرة في نفس الوقت أو في فترة زمنية قصيرة. ويمثل هذا السلوك أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في حدوث الجرعات الزائدة، والتي قد تكون مميتة في بعض الأحيان. يشمل ذلك الجمع بين الكحول والمخدرات غير القانونية أو الأدوية التي تُصرف بدون وصفة طبية، وهي مشكلة تؤثر بشكل خاص على الفئات الشابة في المجتمع.
تكمن أهمية هذه الدراسة في محاولة وزارة الصحة الكندية فهم العلاقة بين انتشار تعاطي المخدرات المتعددة من جهة، وبين القضايا الصحية والعاطفية من جهة أخرى. فقد أظهرت نتائج البحث أن أكثر من 80% من المستجيبين قد استهلكوا مادة واحدة على الأقل في الأشهر الاثني عشر الماضية، مع استثناء فئة الشباب بين 13 و17 عامًا، الذين سجلوا أقل نسبة في هذه العينة (52%).
الأنماط السائدة بين الفئات العمرية
على الرغم من أن الكحول كان العنصر الأكثر استهلاكًا بين الشباب الكنديين، حيث أفاد 70% من المشاركين باستخدامه، إلا أن الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية كانت في المرتبة الثانية بنسبة 52%، تليها القنب بنسبة 31%. ومن الواضح أن الفئة العمرية الأكثر عرضة لاستخدام المواد المتعددة هي تلك التي تتراوح أعمارها بين 18 و24 عامًا، حيث أفاد 56% منهم بأنهم مزجوا بين نوعين أو أكثر من المواد المخدرة في العام الماضي.
بينما كان الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا أقل احتمالًا للإبلاغ عن تعاطي المخدرات المتعددة، حيث بلغت نسبتهم فقط 11%. وهذا يعكس تباينًا في سلوكيات استخدام المخدرات حسب الفئة العمرية.
العوامل النفسية والاجتماعية وتأثيرها على تعاطي المخدرات
تشير الدراسة إلى أن الصحة العقلية تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع تعاطي المواد المخدرة المتعددة. فالشباب الذين تم تشخيصهم بحالات صحية عقلية معينة مثل اضطرابات الشخصية أو الاكتئاب كانوا أكثر عرضة لاستخدام هذه المواد. على سبيل المثال، أظهرت البيانات أن 68% من الذين تم تشخيصهم بحالة صحية عقلية قد تناولوا مواد متعددة، مقارنة بـ 45% فقط من الذين لم يتم تشخيصهم.
تستمر الدراسة في تسليط الضوء على أن الأفراد الذين يواجهون صعوبات مالية أو يعيشون في ظروف اقتصادية صعبة كانوا أيضًا أكثر عرضة لتجربة تعاطي المخدرات المتعددة. ويُظهر ذلك أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية قد تؤثر بشكل كبير على سلوكيات استخدام المواد المخدرة بين الشباب.
الآثار الجانبية والمشكلات اليومية
عند سؤال المشاركين عن الآثار الجانبية لتناول مواد متعددة، أفاد 46% منهم أنهم لم يلاحظوا أي تأثيرات واضحة. ومع ذلك، كشف التقرير عن بعض الآثار السلبية الأكثر شيوعًا، مثل الشعور بالإعياء (الغثيان أو الصداع أو التعب)، التي شملت 26% من المشاركين. كما ذكر 14% منهم أنهم شعروا بعدم القدرة على تقليل وتيرة الاستخدام أو الكذب بشأن كميات المواد المستخدمة.
وعندما سُئلوا عن تأثير تعاطي المخدرات على حياتهم اليومية، ذكر نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أنهم واجهوا مشكلات في العمل أو المدرسة في الشهر الأخير. وشددت الدراسة على أن هذه الفئة العمرية كانت الأكثر عرضة للتأثر بالأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب.
وتُظهر هذه الدراسة أن ظاهرة تعاطي المواد المخدرة المتعددة أصبحت سائدة بشكل متزايد بين الشباب الكنديين، مما يتطلب استجابة شاملة من الجهات الصحية والاجتماعية لمكافحة هذه المشكلة. تدعو وزارة الصحة الكندية إلى توعية أكبر حول المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي المخدرات المتعددة، خاصة في فترات الاضطراب النفسي أو الاجتماعي، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظاهرة بين الشباب، مع توفير الدعم العاطفي والنفسي للأفراد المتأثرين.
ماري جندي
المزيد
1