في خطوة تهدف إلى دعم كبار السن الذين يختارون مواصلة العمل بعد سن التقاعد، تعهّد زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، بتغييرات كبيرة في النظام الضريبي والسياسات التقاعدية، مما يمنح هذه الفئة امتيازات مالية إضافية.
وإليك ماذا يعني تمديد فرص تنمية المدخرات التقاعدية
في خطوة تهدف إلى دعم كبار السن الذين يختارون مواصلة العمل بعد سن التقاعد، تعهّد زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بواليفير، بتغييرات كبيرة في النظام الضريبي والسياسات التقاعدية، مما يمنح هذه الفئة امتيازات مالية إضافية.
إعفاء ضريبي موسّع لكبار السن العاملين
أعلن بواليفير خلال محطة حملته الانتخابية في مونتمانيي، كيبيك، يوم 26 مارس/آذار، أنه سيعمل على زيادة سقف الدخل المعفى من الضرائب لكبار السن إلى 34 ألف دولار، أي بزيادة 10 آلاف دولار عن النظام الحالي، الذي يتيح إعفاءً شخصيًا يبلغ حوالي 15 ألف دولار، بالإضافة إلى ائتمان عمري يصل إلى 9 آلاف دولار.
وأشار بواليفير إلى أن هذا التعديل يأتي ضمن سياسة تهدف إلى تشجيع كبار السن ذوي الخبرة والحكمة على البقاء في سوق العمل دون أن يُعاقبوا ماليًا، مؤكدًا:
“نحن بحاجة إلى أذكى الناس وأكثرهم حكمة، الذين يختارون المساهمة وتقديم كل ما لديهم. علينا مكافأتهم عندما يفعلون ذلك، وليس معاقبتهم.”
رفع سن الاستفادة من مدخرات التقاعد
إلى جانب تخفيض الضرائب، كشف بواليفير عن خطة أخرى تتمثل في رفع الحد الأدنى لسن اتخاذ قرار بشأن حسابات الادخار التقاعدي المسجلة (RRSPs) من 71 إلى 73 عامًا، مما يتيح للمدخرات مزيدًا من الوقت للنمو قبل سحبها. وتشمل الخيارات المتاحة لكبار السن سحب الأموال، أو تحويلها إلى صندوق دخل تقاعدي مسجل (RRIF)، أو شراء معاش تقاعدي.
كما أكد زعيم المحافظين أنه سيُبقي على سن التقاعد عند 65 عامًا، مشددًا على أن قراره لا يعني إجبار كبار السن على العمل، ولكن بدلاً من ذلك، يهدف إلى منحهم حرية الاختيار دون أي عقوبات مالية.
وأضاف:
“يجب أن يكون واضحًا أن لا أحد ينبغي أن يُجبر على العمل بعد التقاعد، ولكن أولئك الذين يرغبون في ذلك يجب ألا يُعاقَبوا ماليًا.”
خلفية سياسية وتأثيرات الحملة الانتخابية
يأتي هذا الإعلان في وقت يكافح فيه حزب المحافظين للحفاظ على شعبيته بين فئة كبار السن، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن تقدمه الذي بلغ 20 نقطة تقلّص بشكل ملحوظ منذ إعلان رئيس الوزراء السابق، جاستن ترودو، استقالته. وزاد من تعقيد الوضع التهديدات الاقتصادية القادمة من إدارة ترامب، التي أعلنت عن نيتها فرض رسوم جمركية على كندا.
ومنذ انطلاق حملته، ركز بواليفير على تقديم وعود اقتصادية تشمل تخفيض الضرائب وتعزيز الدخل، ومن بين وعوده الأخيرة:
إلغاء ضريبة السلع والخدمات (GST) على المنازل الجديدة التي تقل قيمتها عن 1.3 مليون دولار.
تخفيض معدل ضريبة الدخل بنسبة 2.25% للطبقة الأدنى من أصحاب الدخل.
في المقابل، قدّم زعيم الحزب الليبرالي، مارك كارني، وعودًا مماثلة، مثل:
إلغاء ضريبة السلع والخدمات على المنازل الجديدة التي تقل قيمتها عن مليون دولار.
تخفيض معدل ضريبة الدخل بنسبة 1% على أدنى شريحة ضريبية.
ترامب والرسوم الجمركية.. تهديد جديد لكندا؟
بالتزامن مع احتدام المنافسة الانتخابية، تصاعدت المخاوف من تأثير سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعلن في 26 مارس/آذار فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات المستوردة، في خطوة تهدف إلى دعم صناعة السيارات الأمريكية. ومن المتوقع أن تدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ في 2 أبريل/نيسان، مما قد يُعرّض صناعة السيارات الكندية لخطر كبير.
وفي محاولة لمواجهة هذه التداعيات، أعلن كارني خلال حملته الانتخابية في وندسور، أونتاريو، عن إنشاء صندوق استراتيجي بقيمة 2 مليار دولار لدعم العمال المتضررين من الأزمة الجمركية.
أما بواليفير، فقد وجّه رسالة مباشرة إلى ترامب، قائلًا:
“كفى تهديدًا لكندا بالرسوم الجمركية. هذه السياسات تخلق حالة من الفوضى في الأسواق وتُربك العمال على جانبي الحدود. عليكم التوقف عن ذلك.”
ترامب والتدخل في الانتخابات الكندية
لم يقتصر تأثير ترامب على الجانب الاقتصادي، بل امتد إلى المشهد السياسي الكندي أيضًا. ففي تصريحات مثيرة للجدل، قال ترامب إنه يفضّل التعامل مع رئيس وزراء ليبرالي بدلاً من المحافظين، مضيفًا:
“أعتقد أن التعامل مع ليبرالي أسهل، وربما يفوز. لكن، في النهاية، لا يهمني من سيفوز.”
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل وصف كندا بأنها “من أسوأ الدول التي يمكن التعامل معها”، مشيرًا إلى أن ترودو وفريقه كانوا خصومًا صعبين. كما كرر ترامب فكرته الغريبة بأن كندا يجب أن تصبح “الولاية الأمريكية رقم 51″، مشيرًا إلى أن ذلك سيسمح لها بالاستفادة من تخفيض الضرائب والحماية العسكرية الأمريكية.
ختامًا.. معركة اقتصادية وانتخابية حاسمة
مع اقتراب موعد الانتخابات، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذه السياسات على خيارات الناخبين. هل ستساعد وعود بواليفير بشأن تخفيض الضرائب لكبار السن والمحافظة على الاستقرار التقاعدي في تحسين موقفه في استطلاعات الرأي؟ أم أن تهديدات ترامب الاقتصادية والتدخل السياسي ستُعيد خلط الأوراق لصالح الليبراليين؟
الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مصير هذه الانتخابات المثيرة، التي يبدو أنها ستتجاوز حدود السياسة الداخلية لتشمل تأثيرات دولية غير متوقعة.
ماري جندي
المزيد
1