في خضم الحملة الانتخابية الفيدرالية المتواصلة في كندا، يكشف استطلاع جديد للرأي عن تغير مفاجئ في مزاج الناخبين، يحمل في طياته مؤشرات على تحول في موازين القوى السياسية. ورغم أن الحزب الليبرالي لا يزال في صدارة نوايا التصويت، إلا أن المحافظين يحققون اختراقًا ملحوظًا يضعهم في موقف متقدم مقارنة بالأسابيع الماضية.
الاستطلاع، الذي أجرته شركة إيبسوس بتكليف حصري من قناة غلوبال نيوز، كشف عن أن 42% من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سيصوتون لصالح الحزب الليبرالي، وهو ما يمثل انخفاضًا بمقدار أربع نقاط مئوية مقارنة بالأسبوع السابق. اللافت هنا أن هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحملة الانتخابية التي يسجل فيها الليبراليون تراجعًا في شعبيتهم، الأمر الذي يثير تساؤلات جدية حول قدرتهم على الحفاظ على تقدمهم حتى يوم الاقتراع.
في خضم الحملة الانتخابية الفيدرالية المتواصلة في كندا، يكشف استطلاع جديد للرأي عن تغير مفاجئ في مزاج الناخبين، يحمل في طياته مؤشرات على تحول في موازين القوى السياسية. ورغم أن الحزب الليبرالي لا يزال في صدارة نوايا التصويت، إلا أن المحافظين يحققون اختراقًا ملحوظًا يضعهم في موقف متقدم مقارنة بالأسابيع الماضية.
الاستطلاع، الذي أجرته شركة إيبسوس بتكليف حصري من قناة غلوبال نيوز، كشف عن أن 42% من الكنديين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سيصوتون لصالح الحزب الليبرالي، وهو ما يمثل انخفاضًا بمقدار أربع نقاط مئوية مقارنة بالأسبوع السابق. اللافت هنا أن هذه هي المرة الأولى منذ بداية الحملة الانتخابية التي يسجل فيها الليبراليون تراجعًا في شعبيتهم، الأمر الذي يثير تساؤلات جدية حول قدرتهم على الحفاظ على تقدمهم حتى يوم الاقتراع.
وفي الجهة المقابلة، صعدت شعبية المحافظين بنقطتين لتبلغ 36%، وهو ما يعكس نجاحًا في تضييق الفجوة مع الليبراليين، ويُعيد بعض الأمل لمعسكر حزب المحافظين الذي يقوده بيير بواليفير. وفي تعليق مباشر على هذه الأرقام، قال داريل بريكر، الرئيس التنفيذي لشركة إيبسوس للشؤون العامة:
“لقد تراجع الزخم الذي كان يتمتع به الليبراليون… وهذا التحول هو أول خبر سار حقيقي يتلقاه المحافظون منذ أن تولى مارك كارني قيادة الحزب الليبرالي. لكن يبقى السؤال: هل سيصمد هذا الزخم؟”
أما على صعيد الأحزاب الأخرى، فيبدو أن الأمور أكثر هدوءًا، لكن ليست خالية من التحديات. إذ كشف الاستطلاع أن 11% فقط من المستطلعة آراؤهم قالوا إنهم سيصوتون لحزب الديمقراطيين الجدد، بتراجع نقطة واحدة عن الأسبوع الماضي. أما حزب الخضر، فقد تراجع هو الآخر بنسبة نقطة مئوية ليصل إلى 2%. في حين حافظت الكتلة الكيبيكية على نسبتها الوطنية البالغة 6%، مع تأييد ربع ناخبي كيبيك (25%) لها، وهو رقم مهم يعكس استقرار قاعدتها الإقليمية رغم ضغوط الحملة.
ولعل من أبرز المؤشرات التي كشفت عنها نتائج الاستطلاع، هو ارتفاع نسبة الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد – حيث زادت بنسبة أربع نقاط مئوية مقارنة بالأسبوع الماضي، لتصل إلى 11%. هذه الشريحة تمثل الآن كتلة انتخابية لا يُستهان بها، وقد تلعب دورًا حاسمًا في تغيير المشهد مع اقتراب موعد المناظرات الكبرى.
وبالحديث عن المناظرات، فقد أشار الاستطلاع إلى أن زعيم الحزب الليبرالي مارك كارني يُنظر إليه على نطاق واسع كالأوفر حظًا للفوز بالمناظرة التلفزيونية باللغة الإنجليزية، حيث قال 41% من المشاركين إنهم يعتقدون أنه سيتفوق فيها. أما في المناظرة باللغة الفرنسية، فالصورة مختلفة قليلًا، حيث توقع 34% من الكنديين أن يتفوق بيير بواليفير، زعيم المحافظين.
ومع مرور ثلاثة أسابيع على انطلاق الحملة الانتخابية، قال 33% من الكنديين إنهم باتوا أكثر ميلاً للتصويت لصالح الليبراليين مما كانوا عليه في بداية الحملة، في حين قال 25% الشيء نفسه عن حزب المحافظين. ولكن ما يثير القلق في أروقة كلا الحزبين، هو أن النسبة ذاتها (33%) قالت إنها أصبحت أقل ميلاً للتصويت للمحافظين مقارنة ببداية الحملة، بينما قال 27% إنهم تراجعوا عن دعم الليبراليين.
أما حزب الديمقراطيين الجدد، فيبدو أنه يواجه تحديًا كبيرًا، حيث قال فقط 9% من المشاركين إنهم أصبحوا أكثر ميلاً لاختيار الحزب، في مقابل 32% قالوا إنهم باتوا أقل ميلاً للتصويت له.
وفي هذا السياق، علّق داريل بريكر قائلاً:
“إن الحزب الديمقراطي الجديد سيواجه صعوبة بالغة في الحفاظ على وضعه الرسمي كحزب داخل البرلمان إذا استمرت الأرقام بهذا الشكل.”
وأضاف مفسرًا توجهات الناخبين:
“الناخبون الذين يشعرون أن البلاد لم تعد تعمل لصالحهم باتوا يميلون بشكل متزايد إلى دعم بيير بواليفير والمحافظين، لأنهم يرون فيهم الخيار الحقيقي والوحيد المتاح على ورقة الاقتراع لإحداث التغيير.”
هذه النتائج تسلط الضوء على واقع سياسي متقلب ومفتوح على جميع الاحتمالات، وتُشير إلى أن الأسابيع القليلة المقبلة، خاصة مع اقتراب المناظرات الكبرى، قد تحمل معها مفاجآت كبيرة، وربما تعيد رسم خارطة التنافس بالكامل.
ماري جندي
1