في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أطلق عضو الكونغرس الأمريكي من الحزب الجمهوري، مايك تيرنر، تصريحات نارية تجاه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حيث وصفه بأنه “تهديد” لاستقرار حلف شمال الأطلسي (الناتو). جاء ذلك في مقال رأي نشرته مجلة “نيوزويك”، حيث انتقد تيرنر الإنفاق الدفاعي الكندي واعتبره غير كافٍ لتحقيق الأهداف المتفق عليها داخل الحلف.
بين الدعم والخذلان.. هل كندا في طريقها لفقدان ثقة حلفائها؟
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أطلق عضو الكونغرس الأمريكي من الحزب الجمهوري، مايك تيرنر، تصريحات نارية تجاه رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، حيث وصفه بأنه “تهديد” لاستقرار حلف شمال الأطلسي (الناتو). جاء ذلك في مقال رأي نشرته مجلة “نيوزويك”، حيث انتقد تيرنر الإنفاق الدفاعي الكندي واعتبره غير كافٍ لتحقيق الأهداف المتفق عليها داخل الحلف.
تطرق تيرنر إلى ضرورة التزام كندا بزيادة إنفاقها الدفاعي، مشيرًا إلى أن البلاد تأخرت كثيرًا في تحقيق الهدف المتفق عليه، وهو إنفاق 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. وفي الصيف الماضي، أعلن كل من وزير الدفاع الكندي بيل بلير وترودو أن كندا تستهدف تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2032، واصفين ذلك بأنه “التزام موثوق ومسؤول”. ومع ذلك، لم يقدم ترودو جدولاً زمنياً واضحاً لتحقيق هذا الهدف، مما أثار القلق لدى بعض الأعضاء في الحلف.
وأوضح تيرنر أن كندا، كونها عضوا مؤسسا في الناتو، يجب أن تكون “قدوة” لبقية الأعضاء، مشيرًا إلى أن السويد، التي انضمت حديثًا إلى الحلف، تتوقع بالفعل تحقيق هدف 2٪ في وقت قريب. وكتب تيرنر في مقاله: “يبدو أن كندا تستغل ليس فقط عضويتها في الناتو، بل أيضًا قربها من الولايات المتحدة”. وأضاف بشكل ساخر: “خذ وقتك، كندا، روسيا يمكنها الانتظار”.
انتقد تيرنر أيضًا قلق الزعماء في الحلف من احتمال عودة ترامب إلى الرئاسة، مذكرًا بأن الرئيس السابق كان قد أبدى مواقف صارمة تجاه الدول الأعضاء التي لا تلتزم بأهداف الإنفاق الدفاعي، مما أثار جدلاً بين الحلفاء. في الوقت نفسه، وصف ترامب بأنه قد عزز من موقف الناتو، بينما رأى أن ترودو يقوضه من خلال عدم الالتزام بالإنفاق الدفاعي المطلوب.
كما تساءل تيرنر عن مدى جدية كندا في دعم أوكرانيا، مشيرًا إلى أن ترامب كان قد قدم صواريخ جافلين لأوكرانيا قبل الغزو الروسي، في حين أن الحكومة الكندية قدمت “مساعدة عسكرية فاترة”. يأتي ذلك بعد تصريحات لترودو بأنه كان يحث زملاءه في الناتو على دعم رفع القيود المفروضة على الأسلحة بعيدة المدى لأوكرانيا، معتبرًا أن هذه القيود تعيق جهود أوكرانيا في الفوز في الحرب.
تُعد هذه التصريحات جزءًا من النقاش الأوسع حول دور كندا في الناتو، وكيفية تحقيق الأهداف المشتركة بين الدول الأعضاء، خاصة في ظل التوترات المتزايدة مع روسيا. بينما تتجه الأنظار نحو المستقبل، يبقى التساؤل: هل ستتمكن كندا من الوفاء بالتزاماتها الدفاعية، أم ستستمر في إلقاء اللوم على الظروف الخارجية؟
ماري جندي
1