يواجه الحزب الليبرالي الكندي اليوم أسوأ أوقاته السياسية، حيث يبدو أنه على وشك التعرض لهزيمة تاريخية قد تكون الأكبر في تاريخ البلاد. ومع استمرار تراجع استطلاعات الرأي بشكل دراماتيكي، باتت الشكوك تحوم حول قدرة الحزب على استعادة ثقة الناخبين الكنديين، الذين بدأوا يظهرون نفورًا متزايدًا من قيادته الحالية.
إذا استمر الوضع على هذا الحال، فإن الحزب قد يشهد تكرارًا للأزمة التي مر بها في عام 2011، حينما سقط بشكل مفاجئ من 77 مقعدًا إلى 34 مقعدًا فقط. تلك كانت لحظة فارقة في تاريخ الحزب الليبرالي، واليوم، وبعد سنوات من الوعود الفارغة والقرارات التي أغضبت شريحة واسعة من المجتمع الكندي، يبدو أن الحزب يسير نحو نفس المصير المؤلم.
يواجه الحزب الليبرالي الكندي اليوم أسوأ أوقاته السياسية، حيث يبدو أنه على وشك التعرض لهزيمة تاريخية قد تكون الأكبر في تاريخ البلاد. ومع استمرار تراجع استطلاعات الرأي بشكل دراماتيكي، باتت الشكوك تحوم حول قدرة الحزب على استعادة ثقة الناخبين الكنديين، الذين بدأوا يظهرون نفورًا متزايدًا من قيادته الحالية.
إذا استمر الوضع على هذا الحال، فإن الحزب قد يشهد تكرارًا للأزمة التي مر بها في عام 2011، حينما سقط بشكل مفاجئ من 77 مقعدًا إلى 34 مقعدًا فقط. تلك كانت لحظة فارقة في تاريخ الحزب الليبرالي، واليوم، وبعد سنوات من الوعود الفارغة والقرارات التي أغضبت شريحة واسعة من المجتمع الكندي، يبدو أن الحزب يسير نحو نفس المصير المؤلم.
التوقعات الحالية، وفقًا لموقع 338Canada.com، تشير إلى فوز ساحق للمحافظين في جميع المقاطعات الكندية باستثناء كيبيك، ما يعكس مدى الخيبة التي يشعر بها المواطنون الكنديون تجاه الحزب الليبرالي. وإذا كانت انتخابات 2011 قد شهدت “موجة برتقالية” لصالح الحزب الديمقراطي الجديد، فربما نكون أمام “موجة زرقاء” في 2025 تقضي على ما تبقى من آمال الليبراليين.
المقاعد التي يُعتبر البعض “آمنة” للليبراليين لا تكاد تُذكر في ظل الانهيار الذي يعيشه الحزب. وفقًا لتوقعات 338Canada، يُتوقع أن يقتصر عدد المقاعد الليبرالية على ثلاثة مقاعد فقط، جميعها تقع في كيبيك. حتى هذه المقاعد لن تكون محصنة إلى الأبد، فالشعور العام بالكراهية والغضب من الحزب يعم المدن الكبرى مثل مونتريال وتورنتو، حيث بدأ المواطنون يبتعدون عن الحزب الذي كان في يوم من الأيام رمزًا للعدالة والتغيير.
الهزائم الأخيرة التي مُني بها الحزب في الانتخابات الفرعية في كولومبيا البريطانية وتورنتو ومونتريال توضح بشكل قاطع أن الليبراليين لم يعودوا يحتفظون بمساحتهم الانتخابية القديمة. وفي حين أن البعض من كبار المسؤولين في الحزب، مثل جاستن ترودو، لا يزالون يتمسكون بأمل ضئيل في العودة إلى الميدان، فقد بدأت الشكوك تزداد حول قدرتهم على الاحتفاظ بمواقعهم. الضعف الذي أظهرته هذه الشخصيات جعل الكنديين يشعرون بأن الحزب أصبح مجرد ظل لما كان عليه في الماضي.
المناصب الحكومية التي يشغلها عدد من الوزراء الكبار، مثل وزير المالية دومينيك لوبلانك ووزير الدفاع بيل بلير، تبدو أيضًا مهددة بالخطر. التوقعات الحالية تشير إلى أن المحافظين سيكتسحون معاقل الليبراليين في دوائر حاسمة مثل دائرة بيرلينغتون في أونتاريو، حيث يُتوقع أن يفوزوا بأغلبية ساحقة تبلغ 99% من الأصوات.
العديد من الوزراء الذين كانوا يعتبرون في الماضي نجومًا صاعدة، مثل وزير الموارد الطبيعية جوناثان ويلكينسون ووزير الصناعة فرانسوا فيليب شامبين، يواجهون الآن تحديات شبه مستحيلة للحفاظ على مقاعدهم. الفجوة بين الليبراليين والمنافسين في العديد من الدوائر أصبحت غير قابلة للتجاوز، في ظل حالة السخط الشعبي ضد السياسات التي تبناها الحزب.
من الواضح أن الحزب الليبرالي الكندي يواجه الآن أزمة وجودية، حيث تزداد الفجوة بينه وبين الناخبين الذين أصبحوا يشعرون بالغضب تجاه القيادات الفاشلة التي فشلت في تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم. مع استمرار هذا التراجع، يبدو أن الحزب الليبرالي ليس فقط في خطر فقدان السلطة، بل أيضًا في خطر فقدان مكانته التاريخية كأحد القوى الكبرى في السياسة الكندية.
ماري جندي
1
1