في مقاله الأخير، يتناول جون روبسون، الكاتب والصحفي وصانع الأفلام الوثائقية، قضية حساسة ولكنها غالبًا ما تُهمل: القدرة العسكرية الكندية، خاصة في المناطق الشمالية. يفتتح روبسون مقاله بمشهد خيالي عن سانتا كلوز الذي يستعد لجولته التقليدية عبر القطب الشمالي الكندي، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة الكندية، التي تفخر بتعقب زلاجة سانتا، قد تُفوّت الانتباه إلى تهديدات حقيقية في المنطقة.
جون روبسون: “كل ما أريده في عيد الميلاد هو جيش كندي قادر”
في مقاله الأخير، يتناول جون روبسون، الكاتب والصحفي وصانع الأفلام الوثائقية، قضية حساسة ولكنها غالبًا ما تُهمل: القدرة العسكرية الكندية، خاصة في المناطق الشمالية. يفتتح روبسون مقاله بمشهد خيالي عن سانتا كلوز الذي يستعد لجولته التقليدية عبر القطب الشمالي الكندي، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة الكندية، التي تفخر بتعقب زلاجة سانتا، قد تُفوّت الانتباه إلى تهديدات حقيقية في المنطقة.
وبلهجة لا تخلو من السخرية، يطلب روبسون هدية عيد الميلاد غير اعتيادية: جيش كندي يعمل بكفاءة وفعالية. يلمّح إلى أن هذه الرغبة ليست مجرد أمنية شخصية، بل ضرورة وطنية ملحّة وسط التحديات المتزايدة في القطب الشمالي، حيث لا تقتصر التهديدات على الطبيعة القاسية فحسب، بل تشمل أيضًا نوايا جهات دولية قد تكون غير ودّية.
جيش غير مستعد للقطب الشمالي
يشير روبسون إلى تقرير مثير للقلق نشره مراسل بلاكلوك، الذي يوضح أن الجيش الكندي يفتقر إلى الموارد الكافية للدفاع عن القطب الشمالي. التقرير يشير إلى وجود عدد قليل من الجنود في الخدمة، ومطارات محدودة صالحة للاستخدام من قبل القوات الجوية، وتدريبات شتوية ضعيفة للقوات المقاتلة. المدهش في الأمر، كما يضيف التقرير، أن أكبر المستفيدين من التدريبات العسكرية السنوية هم مقاولون من القطاع الخاص، وليس القوات المسلحة نفسها.
ينقل روبسون هذا الواقع بعبارة تحمل تهكمًا واضحًا: “هذا ليس تمامًا ما كنت تأمل في كشفه، أليس كذلك؟”. ثم يعزز ذلك بسرد بيانات صادمة، منها أن نظام الإنذار الشمالي يحتوي على 46 موقع رادار فقط لتغطية 40% من مساحة اليابسة في كندا، وأن عدد الجنود النظاميين والاحتياطيين المتواجدين في القطب الشمالي لا يتجاوز 2,329 فردًا.
مشكلات البنية التحتية والطيران
أما بالنسبة للبنية التحتية، فيلفت روبسون الانتباه إلى وضع المطارات في القطب الشمالي. فرغم وجود أكثر من 100 مطار، فإن أقل من نصفها يمكنه استقبال طائرة CC-130 هيركوليز، وواحد فقط من كل ثمانية مطارات قادر على استقبال طائرة CC-177 جلوبماستر. يعزو روبسون هذا الوضع إلى عدم الجدية في التعامل مع الأولويات العسكرية، حيث تُعتبر المدرجات القصيرة من الحصى أصولًا عسكرية “بالاسم فقط”.
التدريبات في الصيف: مفارقة ساخرة
التدريبات العسكرية في القطب الشمالي تُعقد في الصيف ضمن عملية تُعرف باسم “نانوك”. ينفق الجيش 10 ملايين دولار سنويًا على هذه التدريبات، لكن المفارقة أن معظم الأموال تُوجه للمقاولين وليس لتحسين قدرات الجيش التشغيلية. ينتقد روبسون هذا النهج السطحي، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على هؤلاء المقاولين عند مواجهة تهديدات حقيقية.
الإنكار واللامبالاة
يتناول روبسون بنبرة ساخرة محاولات السياسيين والقادة العسكريين لتبرير العجز. وينقل عن تقرير بلاكلوك أنه لا يوجد إجماع بين القادة العسكريين حول وجود تهديد حقيقي في القطب الشمالي. يردّ روبسون على هذا الإنكار بالقول: “الواقع، كما قال فيليب ك. ديك، هو الشيء الذي لا يختفي عندما تتوقف عن الإيمان به”.
الحاجة إلى إعادة البناء
يختتم روبسون مقاله بتوجيه نداء واضح إلى صناع القرار: “لا يمكننا التظاهر بأننا مجهزون لمواجهة أي تهديد، داخليًا أو خارجيًا”. يدعو إلى إعادة بناء الدفاعات الكندية بجدية، بما يشمل إعادة ترتيب الميزانية الوطنية لتوفير الموارد اللازمة. يرى روبسون أن الاستمرار في سياسة الإنفاق غير الكافي مع الثقة الزائدة هو وصفة لكارثة طويلة الأمد.
رسالة إلى سانتا
وبلهجة تجمع بين السخرية والجدية، يختم روبسون مقالته بعبارة مفادها: “دعونا نعتمد على سانتا ليُحضر لنا هدايا لا نستحقها، بينما نترك للدببة والمفترسات الأخرى حرية اختبار قدرتنا على حماية منازلنا”.
هذه المقالة ليست مجرد تحليل للوضع العسكري الكندي في القطب الشمالي، بل هي دعوة صارخة للاستيقاظ قبل فوات الأوان.
ماري جندي
المزيد
1