مع انتهاء عام حافل بالأحداث المتسارعة، يجد الكنديون أنفسهم محاصرين بمشاعر الغضب بدلاً من التفاؤل، وسط تدفق مستمر من الأخبار السلبية التي هيمنت على عناوين الصحف. في صدارة هذه الأخبار المزعجة يأتي اسم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي أصبح محور الحديث والكثير من المشاعر السلبية.
مع انتهاء عام حافل بالأحداث المتسارعة، يجد الكنديون أنفسهم محاصرين بمشاعر الغضب بدلاً من التفاؤل، وسط تدفق مستمر من الأخبار السلبية التي هيمنت على عناوين الصحف. في صدارة هذه الأخبار المزعجة يأتي اسم دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي أصبح محور الحديث والكثير من المشاعر السلبية.
استطلاع يكشف عن ارتفاع مشاعر الغضب بين الكنديين
وفقًا لاستطلاع سنوي أجرته شركة “بولارا” تحت عنوان “مؤشر الغضب”، أشار 63% من الكنديين إلى أنهم يشعرون بمشاعر سلبية تجاه أخبار عام 2024، مقارنة بنسبة ضئيلة بلغت 5% فقط أعربوا عن مشاعر إيجابية. هذا الغضب المتزايد يمثل قفزة ملحوظة مقارنة بعام 2022، حيث أعرب 58% فقط عن مشاعر مشابهة آنذاك.
وبالنظر إلى مؤشر الغضب الإجمالي، فإن 55% من الكنديين أفادوا بأنهم يشعرون بالغضب إزاء تطورات العام، بزيادة عن نسبة 50% المسجلة قبل عامين.
الانتخابات الأمريكية: الحدث الأكثر تأثيرًا في المزاج الكندي
كان الحدث الأكثر جذبًا للانتباه وإثارة للغضب بين الكنديين هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تمكن دونالد ترامب من تحقيق انتصار ساحق على نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس، مكتسحًا تقريبًا جميع الولايات المتأرجحة.
وقد أبدى 86% من الكنديين اهتمامًا بدرجات متفاوتة بتلك الانتخابات، مع متابعة 50% لها باعتدال، في حين بحث 36% بنشاط عن أخبار متعلقة بها. على الجانب الآخر، لم تكن الانتخابات سوى خبر عابر بالنسبة لـ12% فقط.
تهديدات ترامب التجارية: مصدر آخر للاستياء
لم يكن انتصار ترامب الانتخابي وحده ما أثار المشاعر السلبية، بل جاءت تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع الكندية لتضيف وقودًا إلى نيران الغضب الكندي. أبدى 77% من الكنديين اهتمامًا بهذه التهديدات، حيث تابعها 55% باعتدال بينما بحث 22% عن التفاصيل بنشاط.
قصص أثارت المشاعر: من الخسوف إلى محاولة الاغتيال
تصدرت أخبار الانتخابات والرسوم الجمركية قائمة القصص المثيرة للمشاعر في كندا، لكن كانت هناك أيضًا قصص أخرى جذبت اهتمام الكنديين.
الخسوف الكلي: الذي غطى أجزاء واسعة من كندا، جاء في المرتبة الثالثة.
الحرب في أوكرانيا: احتلت المرتبة الرابعة.
محاولة اغتيال ترامب: رغم غرابتها، جذبت اهتمام 70% من الكنديين، وجاءت في المرتبة الخامسة.
إدانة ترامب الجنائية: نقطة جدل كبيرة
إدانة ترامب بارتكاب 34 جريمة أثارت أيضًا اهتمامًا واسعًا، حيث تابعها 64% من الكنديين باهتمام كبير، مما يظهر مدى تأثير سياساته وشخصيته المثيرة للجدل على المزاج العام.
مصادر الغضب والسعادة بين الكنديين
وفقًا للاستطلاع، كانت أكثر القصص المثيرة للغضب مرتبطة بترامب بشكل مباشر:
31% شعروا بالغضب بسبب فوزه في الانتخابات.
15% غضبوا من تهديداته التجارية.
3% شعروا بالغضب نتيجة محاولة اغتياله.
في المقابل، كانت مشاعر السعادة المرتبطة بترامب أقل بكثير:
8% فقط أشاروا إلى أن فوزه في الانتخابات كان مصدرًا للبهجة.
5% أبدوا سعادتهم بمحاولة اغتياله.
قصص كندية محلية: بين الأمل والقلق
على الصعيد المحلي، كان للخسوف الكلي الذي شهده الصيف الماضي صدى واسع، حيث احتل المركز الثالث بين أكثر القصص شعبية. بالإضافة إلى ذلك:
خفض بنك كندا لأسعار الفائدة جاء في المرتبة السابعة.
زيادة ضريبة مكاسب رأس المال فرضتها حكومة ترودو، احتلت المركز العاشر.
الفوز التاريخي للسباحة سمر ماكنتوش بثلاث ميداليات ذهبية أولمبية جاء في المركز الحادي عشر.
ألبرتا: حرائق الغابات تتصدر الاهتمامات
في حين انشغلت بقية أنحاء كندا بقصص ترامب والانتخابات الأمريكية، كانت ألبرتا منشغلة بقصتها الخاصة. فقد حظيت حرائق الغابات التي اجتاحت مناطق واسعة من جاسبر باهتمام كبير، خاصة أنها أتت على وجهة سياحية بارزة، مما جعلها القصة الأكثر تداولاً في المقاطعة.
قصص متنوعة أثارت الجدل والاهتمام
من بين القصص الأخرى التي لفتت الأنظار:
وصول فريق “إدمونتون أويلرز” إلى نهائيات كأس ستانلي.
معركة دوقة كامبريدج كيت ميدلتون مع السرطان، والملك تشارلز مع نفس المرض.
خسارة الليبراليين في تورنتو-سانت بول.
المنافسة الموسيقية بين الكندي دريك وكيندريك لامار.
وختامًا فبين تهديدات ترامب وسياساته المثيرة للجدل، والقصص المحلية التي تنوعت بين الأمل والقلق، يبدو أن عام 2024 كان عامًا مليئًا بالتحديات التي أشعلت مشاعر الكنديين بشكل غير مسبوق. ومع تصاعد الغضب، يظل السؤال: هل سيشهد العام القادم تغيرًا إيجابيًا؟
ماري جندي
المزيد
1