وندسور، أونتاريو – لطالما اعتاد إيان سميث قضاء معظم أوقاته خلف مكتبه في مفرزة شرطة الخيالة الملكية الكندية بمدينة وندسور، حيث كان عمله يقتصر على التحقيقات والمهام الإدارية. وبصفته عضوًا في وحدة سلامة الحدود، لم يكن حتى بحاجة لارتداء زيه الرسمي في العادة. لكن هذه الأيام تغير كل شيء.
اليوم، يرتدي سميث زيه الرسمي الكامل، مزودًا بدرع واقٍ للجسم، وهو يقود سيارة الشرطة الملكية الكندية أثناء تنفيذ دوريات تمتد لمسافة تقترب من 800 كيلومتر على طول الحدود الفاصلة بين أونتاريو والولايات المتحدة. كل هذا بالإضافة إلى عمله الأساسي في التحقيقات، في تحول واضح يعكس تصاعد الاهتمام بتأمين الحدود الكندية بشكل غير مسبوق.
وندسور، أونتاريو – لطالما اعتاد إيان سميث قضاء معظم أوقاته خلف مكتبه في مفرزة شرطة الخيالة الملكية الكندية بمدينة وندسور، حيث كان عمله يقتصر على التحقيقات والمهام الإدارية. وبصفته عضوًا في وحدة سلامة الحدود، لم يكن حتى بحاجة لارتداء زيه الرسمي في العادة. لكن هذه الأيام تغير كل شيء.
اليوم، يرتدي سميث زيه الرسمي الكامل، مزودًا بدرع واقٍ للجسم، وهو يقود سيارة الشرطة الملكية الكندية أثناء تنفيذ دوريات تمتد لمسافة تقترب من 800 كيلومتر على طول الحدود الفاصلة بين أونتاريو والولايات المتحدة. كل هذا بالإضافة إلى عمله الأساسي في التحقيقات، في تحول واضح يعكس تصاعد الاهتمام بتأمين الحدود الكندية بشكل غير مسبوق.
يأتي هذا التغيير في أعقاب إعلان الحكومة الكندية عن استثمار 1.3 مليار دولار لتعزيز أمن الحدود، وهو تحرك يهدف جزئيًا إلى تهدئة تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا، وهو ما بدأ بالفعل في بعض الحالات.
مزاعم ترامب تدفع أوتاوا للتحرك رغم نفيها
على الرغم من أن الحكومة الكندية نفت مرارًا صحة مزاعم ترامب التي تقول إن الهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل من كندا يشكلان تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة، إلا أنها لا تزال ماضية في تعزيز إجراءات مراقبة الحدود وتحديث نظام الهجرة. كما قامت أوتاوا بتعيين مسؤول خاص لمكافحة الفنتانيل.
سميث، من جانبه، يشعر بأن عليه القيام بدوره في هذه الجهود. فبينما كان يقود سيارته بمحاذاة نهر ديترويت، الذي يشكل جزءًا من الحدود بين أونتاريو وميشيغان، تحدث عن الإجراءات الجديدة قائلًا:
“نحن الآن نقوم بدوريات على مدار الساعة، وهذا أمر غير مسبوق هنا.”
وأضاف:
“الجريمة لا تحدث خلال ساعات النهار فقط، لذا فإن تكثيف الدوريات الليلية يمكن أن يساهم في ردع الأنشطة غير القانونية.”
تعزيز التواصل مع المجتمعات الحدودية
ضمن الاستراتيجية الجديدة، لا تقتصر مهمة الشرطة على تسيير الدوريات، بل أصبح الضباط يتواصلون بشكل أكبر مع السكان المحليين الذين يعيشون على طول الحدود لجمع المعلومات وطلب مساعدتهم في التصدي لعمليات التهريب، سواء كانت للبشر أو للمخدرات.
خلال يوم شتوي غائم، كان سميث يسير بحذر على الجليد المتجمد بالقرب من النهر، متحدثًا مع مجموعة من الصيادين الذين كانوا يمارسون صيد الأسماك عبر ثقوب في الجليد. سألهم عما إذا كانوا قد لاحظوا أي شيء غير اعتيادي مؤخرًا، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي هو:
“أن نكون موجودين، أن نكون مرئيين، وأن نؤمّن الحدود بأفضل ما لدينا من إمكانيات.”
التكنولوجيا في خدمة الأمن الحدودي
تضم مفرزة وندسور بين 30 إلى 40 ضابطًا، بما في ذلك عناصر منتدبة من وحدات أخرى، إلى جانب ضابطين من شرطة أونتاريو الإقليمية أُرسلا خصيصًا لتعزيز أمن الحدود. ويعمل هؤلاء الضباط على مدار الساعة في دوريات تغطي مئات الكيلومترات الممتدة من توبيرموري على بحيرة هورون إلى بورت بورويل على بحيرة إيري، وهي منطقة تتنوع تضاريسها بين المستنقعات والبحيرات والأنهار.
ولمساعدة هذه الدوريات على مراقبة المناطق الحدودية الشاسعة، أصبحت الطائرات بدون طيار أداة أساسية في عمل الوحدة. مؤخرًا، تسلمت المفرزة الطائرة المسيرة الثالثة، ويجري تدريب الضباط على تشغيلها بفعالية.
وأوضح الرقيب إيان ديبلوك، أحد مشغلي الطائرات المسيّرة في المفرزة، أهمية هذه التكنولوجيا في عمليات المراقبة، قائلًا:
“نحن نستخدم الطائرات بدون طيار للحصول على رؤية أوسع، فلا نكون مقيدين بمستوى الرؤية الأرضي فقط.”
وأشار أيضًا إلى أن هذه الأجهزة تُستخدم خصوصًا في المناطق المائية، حيث يصعب على الضباط رؤية كل شيء أثناء القيام بدوريات على متن القوارب. ومع ذلك، هناك قيود تشغيلية، حيث يجب أن تبقى الطائرة المسيّرة ضمن مدى كيلومتر واحد من المشغل.
بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، تمتلك الوحدة قاربين مخصصين لدوريات المياه سيتم تشغيلهما فور ذوبان الجليد في الربيع. كما جرى تدريب بعض الضباط على المراقبة الجوية باستخدام طائرات هليكوبتر مستأجرة كجزء من خطة أمن الحدود الشاملة.
استثمارات ضخمة لتعزيز أمن الحدود
تُظهر ميزانية 1.3 مليار دولار التي خصصتها أوتاوا لتعزيز أمن الحدود مدى الجدية التي تتعامل بها الحكومة مع القضية. سيتم تخصيص أكثر من نصف هذا المبلغ لشرطة الخيالة الملكية الكندية، بينما ستحصل وكالة خدمات الحدود الكندية على 355 مليون دولار لتعزيز إمكانياتها.
وبالفعل، بدأت الشرطة الملكية الكندية إعادة توزيع الموارد والضباط لمراقبة المناطق الحدودية التي تشهد أعلى معدلات العبور غير القانوني. رغم أنها لم تكشف عن العدد الدقيق للضباط المنتشرين على طول الحدود الممتدة 8891 كيلومترًا بين كندا والولايات المتحدة، فإنها أكدت أن التركيز منصبّ على المناطق التي لطالما كانت معابر رئيسية للهجرة غير النظامية.
في السياق ذاته، أعلنت وكالة خدمات الحدود الكندية عن تعيين أكثر من 100 ضابط جديد، إلى جانب محللي استخبارات وكيميائيين متخصصين في الكشف عن المخدرات، كما تخطط لتوسيع برامج الكلاب البوليسية وتطوير تقنيات المسح الضوئي.
تهريب الأسلحة والمخدرات.. تهديد متزايد
بينما يركز ترامب على تهريب الفنتانيل والمهاجرين إلى الولايات المتحدة، تشير البيانات إلى أن كندا تعاني أيضًا من تدفق الأسلحة غير القانونية والمخدرات عبر الحدود الجنوبية.
فمنذ عام 2022، صادر عملاء وكالة خدمات الحدود الكندية ما لا يقل عن 2345 قطعة سلاح ناري قادمة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أكثر من 24 ألف كيلوغرام من المخدرات المختلفة، بما في ذلك أكثر من 2 كيلوغرام من الفنتانيل.
في وندسور وسارنيا وحدهما، ضبطت السلطات الكندية منذ يناير 2022 أكثر من 3891 كيلوغرامًا من المخدرات غير المشروعة، بينما بلغ إجمالي ما تم ضبطه في عام 2025 وحده حتى الآن 386 كيلوغرامًا.
وفي إحدى الحوادث البارزة، تمكنت السلطات الكندية في عام 2022 من إحباط محاولة تهريب أسلحة نارية عبر طائرة مسيرة كانت تحمل حقيبة مليئة بالأسلحة، قبل أن تعلق الطائرة في شجرة أثناء عبورها نهر سانت كلير جنوب سارنيا.
تأثير التوتر السياسي على الكنديين
أثارت تصريحات ترامب بشأن كندا، بالإضافة إلى حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة، مشاعر الغضب والإحباط بين الكنديين. ونتيجة لذلك، بدأ البعض في مقاطعة المنتجات الأمريكية وإلغاء الرحلات إلى الولايات المتحدة.
حتى سميث، ضابط الشرطة في وندسور، اعترف بأنه وعائلته أوقفوا زياراتهم إلى ديترويت مؤقتًا، قائلًا:
“في الوقت الحالي، سأحتفظ بأموالي داخل كندا حتى تتلاشى هذه التهديدات الجمركية.”
ماري جندي
المزيد
1