اليوم، يتوجه الناخبون في مونتريال ووينيبيج إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الفرعية الفيدرالية، التي تعد اختبارًا مهمًا لدعم كل من القوى السياسية . وتشكل هذه الانتخابات الفرعية فرصة لتسليط الضوء على التحولات السياسية المحتملة في كندا.
اليوم، يتوجه الناخبون في مونتريال ووينيبيج إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الفرعية الفيدرالية، التي تعد اختبارًا مهمًا لدعم كل من القوى السياسية . وتشكل هذه الانتخابات الفرعية فرصة لتسليط الضوء على التحولات السياسية المحتملة في كندا.
دائرة لاسال-إمارد-فردان في مونتريال: اختبار حاسم لليبراليين
تعتبر دائرة لاسال-إمارد-فردان في مونتريال أحد أبرز المراكز السياسية في كندا، وقد شهدت تاريخيًا دعمًا قويًا من الحزب الليبرالي. غير أن هذه الانتخابات الفرعية تشكل اختبارًا حقيقيًا لرئيس الوزراء جاستن ترودو وحكومته، لا سيما بعد الهزيمة غير المتوقعة التي مني بها الحزب في يونيو/حزيران الماضي. في تلك الفترة، خسر الحزب الليبرالي مقعدًا مهمًا في دائرة تورنتو-سانت بولز لصالح المرشح المحافظ دون ستيوارت، الذي نال 42% من الأصوات في دائرة كانت تعتبر معقلًا ليبراليًا لأكثر من 30 عامًا.
لطالما كانت دائرة لاسال-إمارد-فردان منطقة ذات ولاء قوي لليبراليين، حيث انتصروا فيها في الانتخابات الثلاثة الماضية، وسيطروا على المنطقة لأكثر من مئة عام.
اليوم، سيقوم أكثر من 78 ألف ناخب بالتصويت لاختيار ممثل جديد في هذه الدائرة. يتضمن السباق الانتخابي 91 مرشحًا، مع تركيز كبير على مجموعات ترفض النظام الحالي للتصويت الذي يعتمد على الأغلبية البسيطة.
رغم الضغوط، أكد ترودو الأسبوع الماضي أنه لن يستقيل من منصبه كزعيم للحزب الليبرالي حتى إذا خسر حزبه في هذه الانتخابات الفرعية. وقال في تصريح لمحطة راديو مونتريال CJAD 800 إن الخسارة تعني ببساطة أن حزبه “يمتلك المزيد من العمل الذي يجب القيام به”.
تأتي هذه الانتخابات الفرعية بعد استقالة النائب السابق دانييل بلايكي في مارس/آذار، الذي اختار أن يعمل كمستشار خاص لرئيس وزراء مانيتوبا من الحزب الديمقراطي الجديد، واب كينو. منذ عام 2015، مثل بلايكي دائرة إلموود-ترانسكونا، وقبل ذلك، مثل والده بيل بلايكي المنطقة لمدة ثلاثة عقود.
استخدم المحافظون ارتباط الحزب الديمقراطي الجديد بالحكومة الليبرالية المتعثرة كوسيلة لتقويض دعم الحزب الديمقراطي الجديد، حيث ظهرت لافتات تحمل صورة سينغ وهو يصافح ترودو، مع الرسالة التي تقول إن التصويت للحزب الديمقراطي الجديد هو تصويت للحكومة الليبرالية.
كما قام كل من بواليفير وسينغ بزيارة إلموود-ترانسكونا مؤخرًا، في محاولة لكسب الدعم لمرشحيهم.
ويخوض الكنديون انتخابات فرعية فيدرالية هامة في دوائر انتخابية متعددة عبر البلاد، مما يبرز التنوع الجغرافي والسياسي للمنافسات. سيتم التصويت في دوائر إلموود-ترانسكونا في وينيبيغ ولاسال-إيمارد-فيردان في مونتريال، بعد استقالة نواب من الحزب الديمقراطي الجديد والحزب الليبرالي على التوالي.
دائرة إلموود-ترانسكونا:
التحدي: الحزب الديمقراطي الجديد يسعى للحفاظ على مقعده في معقله التاريخي.
المرشحون الرئيسيون:
ليلى دانس (الحزب الديمقراطي الجديد): مديرة تنفيذية في مجال تحسين الأعمال.
كولين رينولدز (الحزب المحافظ): كهربائي وعضو نقابي.
إيان ماكنتاير (الحزب الليبرالي): معلم وزعيم نقابة.
السياق: كانت الدائرة تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الجديد منذ عام 1988، مع تغييرات طفيفة في السيطرة عبر السنين. الأداء في الانتخابات السابقة أظهر هيمنة واضحة للديمقراطيين الجدد.
دائرة لاسال-إيمارد-فيردان:
التحدي: الحزب الليبرالي يسعى للحفاظ على مقعده بعد خسارة غير متوقعة في تورنتو-سانت بول.
المرشحون الرئيسيون:
لورا بالستيني (الحزب الليبرالي): عضو مجلس المدينة.
كريج سوفيه (الحزب الديمقراطي الجديد): عضو مجلس المدينة.
لويس فيليب سوفيه (كتلة كيبيك): يعمل في مؤسسة بحثية اقتصادية.
لويس إيالنتي (الحزب المحافظ): صاحب أعمال صغيرة.
السياق: كانت دائرة لاسال-إيمارد-فيردان ذات أغلبية ليبرالية قوية تاريخياً، لكن المنافسة باتت شديدة مؤخراً. بعد استقالة النائب ديفيد لاميتي، يسعى الليبراليون لاستعادة السيطرة.
السياق العام:
الأسباب: الانتخابات تأتي في ظل استقالة نواب من الحزبين الرئيسيين، وقد أعلنت الحكومة عن موعد الانتخابات بشكل يتجاوز الجدول الزمني الأصلي.
التحديات: تواجه الأحزاب تحديات محلية ومنافسات شديدة في ظل التغيرات في المزاج العام والضغوط السياسية. سيؤثر الأداء في هذه الانتخابات الفرعية على الاستراتيجية الوطنية للأحزاب.
التصريحات:
جاستن ترودو: أكد على أهمية الانتخابات الفرعية لإعادة ملء المقاعد الشاغرة.
جاجميت سينغ: أشار إلى أهمية الاستمرار في دعم العمال والدفاع عن المصالح الاجتماعية.
بيير بواليفير: اعتبر الانتخابات بمثابة اختبار للسياسات البيئية.
كريستيا فريلاند: شددت على أهمية كل انتخابات وأكدت استعداد الحزب الليبرالي لخوض المنافسة بقوة.
تُعتبر هذه الانتخابات فرصة حيوية للأحزاب لتعزيز مواقفها وتوسيع نفوذها، ومن المتوقع أن تكون المنافسات فيها محط أنظار المراقبين والمواطنين على حد سواء.
بالمجمل، تتيح هذه الانتخابات الفرعية للناخبين فرصة التأثير على المشهد السياسي في كندا، بينما تتغير الحظوظ للأحزاب المختلفة في دوائرها الانتخابية، مما يعكس ديناميكيات جديدة قد تشكل ملامح السياسة الكندية في المستقبل.
ماري جندي
المزيد
1