في تقرير حديث، أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أن تفشي مرض السالمونيلا قد أصاب 69 شخصًا في مختلف أنحاء البلاد، وتم ربط هذا التفشي بالمعجنات المستوردة. المرضى في هذا التفشي عانوا من أعراض مختلفة، وكان تفشي المرض واسع النطاق حيث تم رصد الحالات بين أواخر سبتمبر 2024 وأوائل يناير 2025.

تفاصيل الإصابة وتوزيع الحالات في كندا
وفقًا للهيئة الصحية العامة في كندا، من بين الحالات الـ 69 المبلغة، تم نقل 22 شخصًا إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكشفت الهيئة أن أكبر عدد من الحالات تم تسجيله في مقاطعة كيبيك حيث أصيب 37 شخصًا، تليها أونتاريو بـ 24 حالة، بينما تم تسجيل 4 حالات في كولومبيا البريطانية و3 حالات في ألبرتا، بالإضافة إلى حالة واحدة في نيو برونزويك.
من اللافت أن المصابين من مختلف الأعمار، حيث تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و88 عامًا، وكان النساء يشكلن نسبة 59% من مجموع الحالات. هذه الأرقام تبرز حجم التفشي الذي لا يقتصر على فئة عمرية معينة بل يمتد ليشمل مختلف الأعمار.

المعجنات المتأثرة بالتفشي
أوضحت الهيئة الصحية أن المعجنات الصغيرة من ماركة “Sweet Cream” كانت من بين المنتجات التي تسببت في تفشي السالمونيلا. كما تم سحب نوعين آخرين من المعجنات بعد أن ثبت تلوثهما بالسالمونيلا: ماركة “D. Effe T. Lemon Delights” و”Tartlets with Forest Fruits”.

وكانت هذه المنتجات قد تم توزيعها على نطاق واسع في كندا، بما في ذلك في محلات البقالة والمخابز، بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والكافيتريات والمستشفيات ودور رعاية المسنين. تم بيع هذه المعجنات أيضًا في المناسبات الخاصة التي يتم خلالها تقديم الطعام.

نمط تفشي المرض والإبلاغ عن الحالات
وأشارت هيئة الصحة العامة الكندية إلى أن العديد من الأشخاص المصابين بالمرض أشاروا إلى أنهم تناولوا المعجنات خلال المناسبات التي يتم فيها تقديم الطعام أو من مؤسسات أخرى التي تعرضت لسحب المنتجات المتأثرة. وأوضحت الهيئة أن فترة الإبلاغ عن حالات الإصابة بالسالمونيلا تتراوح بين 13 و42 يومًا، مما يعني أن هناك إمكانية للإبلاغ عن حالات جديدة في الأيام القادمة.

أعراض مرض السالمونيلا
تظهر أعراض السالمونيلا عادة بعد فترة تتراوح بين ست ساعات وستة أيام من التعرض للبكتيريا. تشمل الأعراض الشائعة الإسهال (الذي قد يكون مصحوبًا بالدم في بعض الحالات)، وتقلصات البطن، والغثيان، والقيء. في الغالب، يتعافى الأفراد الأصحاء في غضون أربعة إلى سبعة أيام من دون الحاجة إلى علاج طبي. ومع ذلك، قد تتطلب الحالات الشديدة دخول المستشفى، خاصة في الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة مثل الأطفال الصغار، وكبار السن، والأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

الإجراءات الوقائية والتوجيهات
أوصت هيئة الصحة العامة الكندية بأن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد تناولوا المنتجات المسحوبة من السوق يجب عليهم الاتصال بمقدمي الرعاية الصحية إذا شعروا بأي أعراض مرضية. كما نصحت الهيئة بضرورة التخلص من المنتجات المسحوبة أو إعادتها إلى المكان الذي تم شراء المنتج منه.

تأتي هذه الأزمة الصحية لتسلط الضوء على أهمية متابعة جودة وسلامة المنتجات الغذائية المستوردة، خاصة تلك التي يتم توزيعها في الأماكن العامة والمناسبات، لضمان سلامة المستهلكين والحد من تفشي الأمراض المعدية.

ماري جندي