في كشف علمي مثير، أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ باحتمالية الوفاة المبكرة لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، وهو مصطلح يشمل كلًا من داء كرون والتهاب القولون التقرحي. هذه النتائج تسلط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الطب الحديث، حيث أصبح أداة قوية لتحليل البيانات والتنبؤ بالمخاطر الصحية.
في كشف علمي مثير، أظهرت دراسة حديثة أن الذكاء الاصطناعي قادر على التنبؤ باحتمالية الوفاة المبكرة لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، وهو مصطلح يشمل كلًا من داء كرون والتهاب القولون التقرحي. هذه النتائج تسلط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الطب الحديث، حيث أصبح أداة قوية لتحليل البيانات والتنبؤ بالمخاطر الصحية.
كيف أُجريت الدراسة؟
اعتمد الباحثون على تقنيات التعلم الآلي لتحليل بيانات صحية لأكثر من 9000 شخص في مقاطعة أونتاريو الكندية، جميعهم تم تشخيصهم بمرض التهاب الأمعاء، وتوفوا بين عامي 2010 و2020. وباستخدام هذه البيانات، تمكن الذكاء الاصطناعي من تحديد الأنماط والعوامل المشتركة بين المرضى الذين تعرضوا للوفاة المبكرة، مما يساعد الأطباء على فهم المخاطر بشكل أكثر دقة.
نتائج صادمة: نصف المرضى توفوا قبل سن 75 عامًا
أظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الكندية، أن 50% من الوفيات بين المرضى المشمولين في البحث وقعت قبل بلوغهم سن 75 عامًا، وهو ما يعتبر وفاة مبكرة وفقًا للمعايير الطبية. هذا الاكتشاف يعزز أهمية مراقبة تطورات المرض وعلاقته بالحالات الصحية الأخرى.
الأمراض المزمنة تزيد من خطر الوفاة المبكرة
لم يكن مرض التهاب الأمعاء نفسه هو السبب المباشر في هذه الوفيات، بل كشفت الدراسة أن المرضى الذين تم تشخيصهم بحالات مرضية أخرى قبل سن 61 عامًا كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة. وتشمل هذه الحالات:
التهاب المفاصل
ارتفاع ضغط الدم
فشل الكلى
السرطان
مشاكل الصحة العقلية
هذه النتائج تؤكد أن الأمراض المصاحبة لالتهاب الأمعاء يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مدى خطورة الحالة الصحية العامة للمريض.
تحذير من الأطباء: ضرورة تنسيق الرعاية الصحية
الدكتور إريك بنشيمول، المؤلف الرئيسي للدراسة وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي للأطفال، أشار إلى أن مرض التهاب الأمعاء ليس قاتلًا بحد ذاته، لكنه قد يكون عاملًا مساهمًا في زيادة خطر الوفاة المبكرة عندما يقترن بأمراض أخرى.
يؤكد بنشيمول، الذي يعمل في مستشفى سيك كيدز ويشغل منصب عالم بارز في معهد العلوم التقييمية السريرية (ICES)، أن هذه النتائج تدعو إلى تغيير جذري في طريقة التعامل مع المرضى. يقول:
“المهم هنا هو أننا بحاجة إلى أن ندرك أنه لا يمكن لطبيب الجهاز الهضمي أن يعمل بمفرده بعد الآن. نحتاج إلى نهج أكثر تكاملًا يضمن مراقبة الأمراض المزمنة الأخرى التي قد يعاني منها المريض.”
وأضاف أن توفير نظام رعاية صحية منسق يمكن أن يكون العامل الحاسم في تقليل معدل الوفيات المبكرة بين مرضى التهاب الأمعاء.
ما هو مرض التهاب الأمعاء وكيف يؤثر على الجسم؟
بحسب جمعية كرون والتهاب القولون التقرحي الكندية، يتسبب كل من داء كرون والتهاب القولون التقرحي في التهاب بطانة الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تأثيرات خطيرة على قدرة الجسم على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية الضرورية للحياة. وتشمل الأعراض الشائعة للمرض:
إسهال مزمن
شعور مُلحّ بالحاجة إلى التبرز
نزيف في البراز
هذه الأعراض لا تؤثر فقط على جودة الحياة اليومية، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى مضاعفات طويلة الأمد إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح.
ماذا تعني هذه الدراسة لمستقبل العلاج؟
مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، يمكن أن تساهم مثل هذه الدراسات في تحسين أساليب الرعاية الصحية، من خلال التنبؤ بالمخاطر الصحية واتخاذ التدابير الوقائية قبل تفاقم الأوضاع. إذا تمكن الأطباء من التعرف مبكرًا على المرضى الأكثر عرضة للوفاة المبكرة، فقد يساعد ذلك في تطوير خطط علاجية أكثر تخصيصًا، مما يعزز فرصهم في العيش لفترة أطول وبصحة أفضل.
خاتمة: هل يمكن للذكاء الاصطناعي إنقاذ الأرواح؟
الدراسة تفتح بابًا واسعًا أمام استخدام الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر الصحية، لكنها تؤكد أيضًا أن التحدي الأكبر لا يزال يتمثل في كيفية ترجمة هذه التنبؤات إلى إجراءات علاجية فعالة.
في النهاية، قد يكون الحل الأمثل هو الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والتدخل الطبي المبكر، لضمان حصول مرضى التهاب الأمعاء على الرعاية الصحية التي يحتاجونها قبل أن يفوت الأوان.
ماري جندي
المزيد
1