و بدأ العالم يتكلم عن فيروس اسمه (كورونا ) و اللي ظهر في الصين بسبب سوق كان محط الاهتمام من العالم كله نظرا لبيعه حيوانات حية، و للأسف حاجات محدش يتوقع ان فيه إنسان بياكلها..

كان السوق ده في مقاطعة جينغاهان و بالتحديد في مدينة ووهان.. و انتشر انه انه بؤرة الوباء الجديد.. و لأن أول الحالات ظهرت في نهاية سنة 2019 ..فأرتبط أسم الوباء كوفيد بالرقم 19 و بقى : كوفيد 19

لكن في الوقت ده محدش انتبه في بقية العالم أن الفيروس اللي طلع من الصين هيزحف على العالم كله، و هيكون أخطر و أشرس وباء في القرن الواحد وعشرين..

و قبل نهاية شهر يناير و بالتحديد يوم 30 يناير.. رحت حضرت فعالية مميزة جدا في مجال الموضة، دعاني عليها المركز التجاري الإيطالي في تورنتو

دعتني عليها صديقة كنت اتعرفت عليها في مهرجان السينما- صديقة إيطالية جديدة، و بدأت تشتغل مع المركز التجاري بنظام العقود

رحت و لقيت زميلتي المسؤولة عن القسم و اللي قابلتها أيام دبي.. الست اللي قالت لي كلام كتير عن تورنتو قبل ما انقل..

و سألتني:” عاملة معاكِ إيه تورنتو؟”

رديت و قلت لها:” تورنتو جميلة، و مدينتي الجديدة اللي بتحقق لي احلامي كلها…”

استغربت من ردي و قالت لي:” طيب و حققتي إيه؟ و أخبار جوزك إيه صحيح؟”

رديت بكل حماس و طاقة و قلت:” حققت حاجات كتير.. حلم الأمومة، و حلم إني ابدأ شغل جديد و أكون أنا اللي بديره، و بيت مستقر، و عربية كمان..”

انبهرت من كلامي، و كانت مستنية اللحظة اللي هتكلم فيها عن جوازي بفارغ الصبر .. و كملت.. و قلت:
“أما جوازي ففشل.. عادي مش كل حاجة بتنجح.. و مش هعلق فشلي على شماعة المدينة، هعلقه على سوء إختياري و تسرعي”

و بصت لي بطريقة مختلفة تماما و قالت لي:
“مكنتش اعرف انك بالقوة دي!!… كنت متخيلاكي أضعف من كده، لكن واضح انك فوقتي توقعاتي..”

قلت لها:” القوة الداخلية أقوى و أكثر تأثير من القوة الخارجية اللي بنحاول نتظاهر بها و احنا من جوه هاشيين.. انا يمكن وصلت لمرحلة اني بقيت العكس.. بقيت صلبة و قوية جدا من جوه، اما من بره حاولت احافظ على صورة بسيطة و رقيقة و عذبة جدا بتخبي قوة محدش يتخيلها… تمام زي ما حصل معاكي”

كانت أول مرة أشوف نظرة أعجاب منها.. و يمكن كلامي جالها على الجرح كمان

و قضيت وقت جميل في المعرض، و اتعرفت على شركات و مؤسسات منها مؤسسة كبيرة من مدينة (بولونيا) حاولت انني اعمل معاهم شغل، لكن للأسف الكورونا وقفت المشروع ده..

و انتهى شهر يناير، و يا دوب غطيت مصاريفي فيه بالعافية، لكن طبعا معرفتش اشيل اي فلوس علشان قسط الشقة..

و استنيت على فبراير اللي توقعت انه يكون أفضل من يناير في الماديات..

و بدأت شهر فبراير بطاقة، و حماس، وطاقة إيجابية استمدتها من تمشيتي الصباحية مع صديقتي الصربية

و كملت اني اشتغل بيبي سيتر.. و اتصرف لي فلوس من مركز إعانة المشروعات الصغيرة مبلغ يكفي مصاريفي.. بس مش كلها..

و عملت حسابي ان الشهر ده يكون فيه حاجة تدخلي دخل بدل ما انا مش عارفة حتى اكمل مصاريفي الأساسية

وبدأت اعمل اتصالاتي، و اكلم مؤسسات، و اعمل متابعة مع كذا عميل كان بعت سألني عن خدمات تبع مكتبي

لكن مكانش فيه ردود، و طبعا ما فقدتش الأمل..

و لأن الحياة كانت ناشفة و باردة … حاولت اكسر جمودها ده، و اعيش نفسي في حالة حب بيني وبين نفسي..

و بالرغم اني وقتها كان عندي 37 سنة.. إلا إني دايما كنت شايفة نفسي صغيرة على الحب، و عمري ما فهمته

تمام زي ما غنت سعاد حسني وقالت:

بكرا يا قلبي تكبر والحب هتفهمه
من غير كلام عينيه هتشوفها بترسمو
وهتبتدي الحكاية من كلمة صغننة
حكاية جديدة خالص من تأليفي انا
يكتبها الشوق بليلة ونقراها بميت سنة

و كملت حلاوة الحالة دي اني افضل مكملة النشاط الرياضي اللي بعمله لإبني، و فضلت بوديه يتعلم سباحة و اشوفه و هو بيتعلم السباحة و املي عينيه منه

كان يوم 9 فبراير .. و كان يوم بارد جدا، و الثلج محيط بالبحيرة من كل الاتجاهات

إلا إني و أنا قاعدة في البيت لقيت نور قوي جدا

جريت على شباك مكتبي، و لقيت القمر طالع.. بدر كامل

كان منور السماء كلها.. و كان نوره مغطي على اي ضلمة

و وقعت في حبه من أول نظرة.. و مقدرتش أقاوم سحره بالمره

و حسيت ان قلبي زي ما يكون طلع من جسمي، و وقف عند الشباك، و بدأ يكلم القمر و سأله:
“كنت فين؟ وحشتني؟”

رد و قال له:” انا جيت لك لأني مش قادر ابعد عنك تاني”

و قفلت شباكي، و حاولت ما اركزش مع قلبي ابدا، و قلت لعقلي:” سيبك منه ده ما ورهوش غير وجع الدماغ.. خلينا احنا في شغلنا”

كان يوم 11 فبراير.. يعني بعد يومين من اليوم ده.. كان يوم مهم جدا بالنسبة لشغلي، و بالتالي كان لازم استعد له، و اسيبني من قلبي ده خالص..

يا ترى اليوم ده كان فيه إيه؟ و هل قلبي هيكون له دور فيه و لا لأ؟

9