و لبست و تقلت على الأخر لأن اليوم ده كان برد جدا و كنت حاسة إني مجهدة بشكل غريب و خصوصا إن كلها كم يوم و أبدأ الشهر السابع في الحمل..
و اتجهت للشغل و كان واحد في حاله، و محدش مركز معايا خالص، و المشرف كان بوزه شبرين لأني ماشة و سايباهم..
و اتفاجأت إن واحد من قسم العمليات جه ومعاه شنطة كبيرة و كانت فيها هدايا للبيبي و خدتها و شكرته على ذوقه و انه أفتكرني..
و لبست و تقلت على الأخر لأن اليوم ده كان برد جدا و كنت حاسة إني مجهدة بشكل غريب و خصوصا إن كلها كم يوم و أبدأ الشهر السابع في الحمل..
و اتجهت للشغل و كان واحد في حاله، و محدش مركز معايا خالص، و المشرف كان بوزه شبرين لأني ماشة و سايباهم..
و اتفاجأت إن واحد من قسم العمليات جه ومعاه شنطة كبيرة و كانت فيها هدايا للبيبي و خدتها و شكرته على ذوقه و انه أفتكرني..
و بعدها بشوية جت البنت الصينية و معاها شنطة هدايا للبيبي و شكرتها جدا و قالت لي:
“ أنا مدينة لك باعتذار لأني مكنتش بعاملك كويس، لكن انتِ وقفتي جنبي في مواقف كتير و بصراحة ده خلاني أحبك جدا و هتوحشينا فعلا”
كنت مبسوطة من إن دايما فيه ناس كويسة و بتقدر اللي بيتعامل معاها بشكل أدمي.. و طبعا زي أي مكان في برضه ناس وحشة.. و هو ده حال الدنيا في الأخر..
و اشتغلت و خلصت اليوم و قبل ما انزل امشي لقيت معظم الموظفين بيسألوني:
“انتِ ناوية ترجعي الشغل بعد إجازة الأمومة؟”
طبعا الإجابة قاطعة و هي”لا هو انتم بتحلموا!” لكن ما ردتش عليهم خالص و عملت نفسي مش سامعاهم..
و نزلت من المكتب و أنا بغني احتفالا بأخر يوم شغل و وقفت علشان استنى الأوتوبيس اللي هياخدني على محطة المترو..
و هنا بدأت عاصفة تلجية رهيبة و في نفس الوقت أتأخر الأوتوبيس ساعة كاملة وكانت عمرها ما حصلت، لكن على حظي كان ختامها مش مسك أبدا..
و استنيت ساعتها عند محطة الأوتوبيس الغير مغلقة و التلج نازل و درجة الحرارة المنخفضة جدا.. و بدأت احس إني دايخة و مجهدة جدا و بردانة جدا جدا..
و جه الأوتوبيس أخيرا و ركبته و أنا ركبي متجمدة و كل حتة في بتوجعني من البرد و الوقفة، و لما بصيت على مبنى الشغل و كمان الشارع و كل حاجة قضيت فيها أخر سنة دي، حسيت قد إيه أنا جيت على نفسي.. وقررت بيني وبين نفسي إني ما اعملش تاني كده ابدا، لأن محدش هينفعني غير صحتي و حالتي النفسية المستقرة في الأخر و مش حاجة تانية..
و بدأ يتحرك الأوتوبيس و أنا كل اللي بقوله(باي باي ثورن هيل).. بودع المنطقة البعيدة جدا عني و اللي خدت مني ربع يومي لمدة سنة في المواصلات و تعبها .. علاوة على المكان نفسه اللي كان كله عدم تقدير، و حقد، و غل، و في الأخر بجري وراء سراب الترقية اللي يا تيجي يا متجييش..
و وصلت البيت و أنا مهلكة، و طلبت من روميو إنه يسيبني أنام لأني مش قادرة أتكلم و احكي.. و فعلا دخلت في نوبة نوم عميق كنت محرومة منها، و كنت سعيدة سعادة بالغة إني خلاص مش هركب المواصلات تاني و اتبهدل فيها في عز الثلج..
و بعد ما صحيت فرجت لروميو الهدايا اللي جت و لقيته متحفز جدا و قال لي:
“ بكرة أهلي يبعتوا حاجات جميلة، مش بس أصحابك اللي بيجيبوا”
طبعا ما علقتش و حاولت اخلي اليومين دول حلوين و هاديين على الأخر و احتفلنا برأس السنة الجديدة اللي هتبدأ بأخبار حلوة..
و بدأت السنة الجديدة ،2018 وكان أول خبر حلو فيها إن ماما جالها الباسبور بفيزا 6 سنين تقدر تيجي أي وقت تزورني في كندا وقت ما تحب.
و تاني خبر كان إن روميو عنده مقابلة عمل و احتمال يشتغل تاني يوم لو عجبهم..
و فعلا رحت معاه المقابلة، و كان مصنع لتصنيع أجزاء معينة في الأفران الصناعية و كان صاحبه إيطالي، و طبعا دعم روميو و شغله فورا..
أما الأوضة فمحدش سكنها بالرغم من محاولاتي المستمرة إني اعرضها على بوكينج، لكن أخيرا واحدة أكدت الحجز و كان من اسمها باين إنها أفريقية.. و فعلا جت، لكنها صدمت إن البيت مفهموش حجرة معيشة، و إحنا صدمنا انهم اثنين و مش واحدة زي ما هي حجزت، و أصلا الاوضة متستحملش تاخد اتنين فيها..
كانت البنت مع مامتها و مكانش عاجبهم نظام الشقة.. و قعدوا يومين بالعافية، و دفعوا مبلغ طبعا ما يكفيش حاجة خالص.. و من بعدهم ما عرفناش نسكنها تاني أبدا، لكن من حسن حظنا إن الأسباني خلاص راجع يوم 15 يناير و طبعا ده هيشيل من علي ضغط كبير..
افتكر وقتها علشان أدفع إيجار شهر يناير دفعت كل مرتبي، و اضطريت استلف كمان من صديقتي الفنزويلية علشان اكمل بقية الإيجار و أجيب أكل وشرب في البيت، و كانت أول وأخر مرة استلف منها لأني بحاول بقدر الإمكان أبعد تماما عن موضوع السلف ده..
و كالعادة كنت عملت كل ده من غير ما اشتكي و لا افتح بؤي، بس من جوايا كنت متضايقة و كنت بخبي و اضغط على نفسي زي ما عملت قبل كده كتير..
و في نفس الوقت كنت فرحانة اني هتفرغ لنفسي وإني ابدأ كمان اتمشى بشكل يومي حوالين البيت و اعمل رياضة خفيفة .. كمان هكون متفرغة إني أروح للميدوايف من غير ما اقعد افكر في المشوار و صعوبته.. و أخيرا و من خلال مركز ال (ميد وايف) لقيت اعلان عن برنامج قريب نسبيا من مكان سكني متخصص في حملات توعية للستات الحوامل و لحد بعد ما يولدوا ب 6 شهور و فيه خدمات كتير جدا معظمها دعم مادي و معنوي و نفسي..
عجبتني فكرة المركز ده و خدت العنوان و كمان عرفتني ال (ميد وايف) إن فيه مركز في (الدوان تاون) فيه كورس توعية للأب و للأم و فيه 4 حصص عن العناية بالأطفال حديثي الولادة..
كان الكورس ده ب 150 دولار في العادي لكن الميد وايف دخلتني فيه مجانا وأدتني الكتاب و حجزت مكان لي و لروميو إننا نروح لمدة شهر كامل و هيكون مرة في الأسبوع من أول الأسبوع الجاي..
وبدأت اعمل شنطة في اوضتي الصغيرة و أحضر فيها حاجة البيبي و اللي بدأت تتجمع عندي.. و كنت ببقى فرحانة جدا كل ما اروح واشوفها و اقعد اطلع الهدوم و احضنها و أتخيل البيبي لابسها..
كمان بدأت اعمل لنفسي جدول خاص بالعناية الشخصية و إني ابدأ اركز على صحتي. بدأت احجز جلسات مساج، و هي جلسات مخصصة للحوامل.. و من حسن حظي كانت في المركز اللي قدام البيت..
أما على مستوى الأصدقاء.. فكان عندي الجارة الطيبة في خامس بيت على اليمين و بدأنا نتفق على يوم في الأسبوع، نروح نفطر فيه مع بعض خصوصا إنها كانت قاعدة في البيت فترة بعد إصابة عمل..
و جارتي اللي في البيت اللي جنبي كانت ولدت و كنت دايما بشوفها مع ابنها البيبي.. و بدأت تجمع لي كتب كلها خاصة بمعلومات عن البيبي في السنة الأولى من عمره..
كمان جهزت لي شنطة كبيرة فيها حاجات للبيبي وقالت لي:
“انا ابنى هيكون اكبر من ابنك ب 6 شهور و بالتالي دايما هجيبلك كل الحاجات اللي بتصغر عليه.. من لبس.. للعب ..لكتب”
كنت مكسوفة منها بس هي حاولت تحسسني إن دي حاجة عادية جدا خصوصا هنا، و بين الجيران المقربين و قالت لي:
“انتِ عارفة أنا ماما كانت بتحكيلي إنها كانت دايما بيجيلها لبس و لعب كتير لي و أنا صغيرة من الجيران و الأصدقاء لدرجة إنها ما احتاجتش تشتري لي أي حاجة”
كنت حاسة إن حياتي المرحلة الجاية دي هتكون جميلة و هتكون تعويض عن أيام التعب الطويلة اللي عشتها في سنة 2017 كاملة..
و كالعادة شيلت الشنطة الجديدة جنب بقية حاجات البيبي و بدأت تكون له حاجات، و كلها تقريبا هدايا و لسه روميو ماجبوش أي حاجة..
و بمناسبة روميو بعد ما رجع من الشغل فكرته بالكورس اللي هنروحه و خاص بمرحلة إعداد الأسرة ما قبل الولادة و المعروفة بفترة ال (بري نيتال- Prenatal)
هل كان روميو متحمس للكورس زي حماسي ولا لأ؟
المزيد
1