و فعلا راح روميو عند الرجل اللي من طرف المشرف و كان شغله عبارة عن مساعدة في تنسيق الحدائق، واشتغل معاه يومين و رجع سابه و جه قالي:
“أنا مش عاجبني الرجل ده. بيشخط و ينطر وكمان لما قولتله انه يدفعلي باليوم قالي لا ، بس لما صممت إداني الفلوس بالعافية و خدتهم و مش رايح تاني”
و فعلا راح روميو عند الرجل اللي من طرف المشرف و كان شغله عبارة عن مساعدة في تنسيق الحدائق، واشتغل معاه يومين و رجع سابه و جه قالي:
“أنا مش عاجبني الرجل ده. بيشخط و ينطر وكمان لما قولتله انه يدفعلي باليوم قالي لا ، بس لما صممت إداني الفلوس بالعافية و خدتهم و مش رايح تاني”
سمعته للأخرو لما رحت الشغل حكيت للمشرف اللي استغرب جدا كلام روميو و قالي:
“مش مصدق جوزك خالص، أنا أتعاملت مع الرجل ده قبل كده و كان ذوق جدا”
كنت مش عارفة أصدق مين فيهم، بس لما رجعت لروميو اللي كنت حساه واخد أجازة في البيت وماسك الأي باد بتاعي و بيتابع ماتش من ماتشات فريقه باهتمام قولتله:” طيب و انت هتفضل قاعد في البيت و لا إيه النظام؟”
قالي:” لا هدور، بس انت عارفة لازم يكون شغل كاش علشان موضوع الإقامة”
و فعلا قعدت معاه اليوم ده ندور وعملتله سي في و بعته لمكان كان بيدور على ناس و حددوله ميعاد مقابلة بس أي وقت خلال الأسبوع ده مش يوم ثابت و علشان اضمن انه ما بيكدبش علي قولتله:
“أسمع أنا عندي مقابلة شغل بعد بكره و هطلب أجازة علشان أروحها، ولو كده هروح معاك الصبح و بعدين أطلع على مقابلتي أنا.. إيه رأيك؟”
فرح و قالي:” ماشي يا روزة.. تمام”
كنت بدأت احس إني أمه أكتر من إني مراته، والإحساس ده بعد كده هيتعبني جدا و يؤرقني جدا جدا..
أما مقابلتي أنا فكانت في جامعة تورنتو في قاعة كانت واخداها القنصلية الإيطالية بخصوص امتحان هيتعمل لموظف قسم التأشيرات و ما اترددتش و كنت قدمت عليها و بعتولي بعد ما شافوا السي في بتاعي و خبرتي من أيام دبي، و طبعا رحت أخر شياكة لكن مكنتش مستعدة نفسيا لأسباب كتير من أهمها:
معرفتي إني حامل و ده في حد ذاته عائق لي في إني أبدأ أي شغل جديد
عدم مذاكرتي و استعدادي العملي اللي يؤهلني للنوع ده من الامتحانات
يومها الصبح سيبت روميو عند المصنع اللي طلبه للمقابلة وأنا رحت على جامعة تورنتو في الداون تاون..
كان المكان زحمة و كان فيه ناس كتير 95% منهم إيطالين، و كان دخولنا الإمتحان بكارت الإقامة و الباسبور و كان باسبوري الأخضر منور وسط الباسبورات الإيطالية الحمراء..
و دخلت القاعة و نزل الامتحان.. حسيت بارتباك شديد و حسيت إني مش قادرة أركز بالمرة، و بعد 10 دقايق بالظبط لقيت نفسي وقفت و اعتذرت عن الامتحان ومشيت و رجعت على البيت…
كنت طول الطريق حاسة إني أتصرفت صح بالرغم إني كنت ممكن اعتذر من الأول. كنت حاسة إني لازم أرضى بالأمر الواقع و اكمل في أغلس مكان ممكن أكون أشتغلت فيه في حياتي لحد ما أخد أجازة الأمومة، وحاولت أقنع نفسي بالفكرة دي على قد ما أقدر..
أما على مستوى الرخصة، ففعلا ركزت جدا و خلصت 5 دروس تانيين مع المتحرش في نفسه، و رحت علشان اعمل الامتحان G2 و ماكنش فيه أي سواقة على الهاي واي، و نجحت و خدتها في نفس اليوم..
كنت طايرة من السعادة و حسيت إني حققت أنجاز كبير و إن كندا ما دبحتنيش زي دبي علشان تديني رخصة سواقة، و حتى لما سقطت المرة الأولى كان فيه سبب مقنع و اللي امتحتني فهمتني بالراحة كده اعمل إيه بعيدا عن الغل و الحقد و الظلم و الاحتقار اللي اتعرضتله أيام رخصة دبي. و لو حسبناها بالأرقام فالرخصة في كندا كلفتني أول عن أخر بالدروس بكل حاجة 500 دولار و خدتها بعد شهرين. أما في دبي فكلفتني 16 ألف درهم يعني حوالي 8 الآف دولار كندي و خدتها بعد خمس سنين و طبعا لكم الحكم!
أما على مستوى البيت فكان الجار الجديد – الشاب الأسباني- في منهى الأحترام و الأدب و الأخلاق العالية، و حقيقي ربنا بعتهولنا هدية علشان يعوضنا عن الشاب النيجيري و اللي شوفناه منه..
كان سنه أصغر مننا بشوية، يعني كان 29 سنه، و كان بيستكشف كندا كانه مهاجر جديد بالرغم انه معاه الباسبور الكندي. بس الفكرة انه مكانش عايش فيها لكن أتولد فيها و مشي و هو طفل صغير و رجع على بلده -أسبانيا مع أهله..
و بالرغم من انه معاه الباسبور الكندي و خريج جامعة في أسبانيا بس مكانش عنده خبرة عمل في كندا و كالعادة ده حطه قدام خيارين:
– إما انه يدرس حاجة في كندا
– يتطوع لحد ما ياخد خبرة كندية و بعدين يبدأ يشتغل مع نفس الجهة
و فعلا أختار الشاب الطريق التاني و قرر انه يدور على شغل كاجوال جنب التطوع علشان يصرف به على نفسه.وفعلا كان بيعمل كده، وكنت بشوف قد إيه هو مكافح و متحمل للمسؤولية..
كان دايما بيقولي على خطواته و بيستشيرني و كانت النقطة دي بتضايق روميو جدا، و كنت حساه بيغير منه لكن أنا كنت بساعده لأنه كان مكافح و أكيد عمر ما حد هيسألني على حاجة وهو بيسعى في المقابل و مش هرد عليه يعني..
و دي نقطة مهمة جدا و واجهتها كتير.. طبعا أنا دايرة معارفي كبيرة و اعرف ناس في كل بلد و أحيانا كتيرة بلاقي ناس بتسألني على أزاي يهاجروا كندا من الألف إلى الياء مع إني مش موظفة هجرة و لا شغالة في المجال ده، و ساعات بيتوقعوا إني ممكن أساعدهم في طلبات الهجرة، و ده أمر يكاد يكون مستحيل.. لأن ببساطة الهجرة ده طريق طويل، ومتعب، ولازم الشخص هو اللي يتعب و يجمع أوراقه تمام زي ما أنا عملت.. أما لو لقيت حد مجتهد، ومكافح، وبيقرأ، وبيسعى، ومحتاج بعض المعلومات أثناء طريقه، و خلال سعيه ما بترددش إني أساعده بمعلومات إضافية، أما غير كده فبالنسبة لي مش منطقي و لا عزاء للكسلانين!
و رجوعا لشغل روميو فأتقبل في المكان ده، وكنت مبسوطة جدا خصوصا لما عرفت انه هيقبض 1400 دولار.. و اتفقنا انه يخلي كل شهر 500 دولار للمحامي، و يديني 600 ، والباقي مصروف سجايره ومواصلاته.. يعني عامله معاه واجب كبير كالعادة!
حاولت أكد عليه نقطة انه يثبت في شغلانه حتى لو مش عاجبه الجو المهم انه بيقبض، و أديته مثال إني قاعدة في شغل مش طايقاه و بقضي 4 ساعات من يومي في المواصلات علشان اروحه و جايه على نفسي لحد ما أخد أجازة الأمومة..
و استقرت الأوضاع نسبيا بين السكن، والإيجار، والشغل، والمصاريف، و بدأت أتحمس و احس قد إيه فكرة إني هبقى أم دي حاجة كبيرة، و طبعا دكتور العيلة طلب مني إني اروح زيارة له أنا و جوزي ،و من بعدها هيحولني لدكتورة متخصصة..
يا ترى إيه حكاية دكتور العيلة دي؟ و هل روميو كان متغطي صحيا من الدولة و لا لأ؟
المزيد
1