و طلعت ماما من باب وصول الركاب و كان باين عليها التعب و الإرهاق، بس كمان كان باين عليها اللهفة إنها هتشوفني..
كنت واقفة مع روميو و المغربي، و لما لمحتها لقيت نفسي بجري زي طفلة صغيرة كانت تايهة من أمها لسنين و سنين و ماصدقت لقيتها..
و قعدت أجري ناحيتها و نسيتهم تماما و أنا دموعي سبقاني، و كانت أول مرة أبكي بالشكل ده لما أستقبل ماما من السفر.. كان جوايا حاجات كتير، و كلام كتير، و تعب، و يمكن دموعي كانت الطريقة الوحيدة التلقائية اللي عبرت عن الموقف ده، و عن مدى إني حقيقي محتاجة أمي..
و طلعت ماما من باب وصول الركاب و كان باين عليها التعب و الإرهاق، بس كمان كان باين عليها اللهفة إنها هتشوفني..
كنت واقفة مع روميو و المغربي، و لما لمحتها لقيت نفسي بجري زي طفلة صغيرة كانت تايهة من أمها لسنين و سنين و ماصدقت لقيتها..
و قعدت أجري ناحيتها و نسيتهم تماما و أنا دموعي سبقاني، و كانت أول مرة أبكي بالشكل ده لما أستقبل ماما من السفر.. كان جوايا حاجات كتير، و كلام كتير، و تعب، و يمكن دموعي كانت الطريقة الوحيدة التلقائية اللي عبرت عن الموقف ده، و عن مدى إني حقيقي محتاجة أمي..
و جريت عليها و دموعي هي أكتر حاجة ظاهرة في المشهد.كنت حاسة إني بحلم، و مش مصدقة إن ماما جاتلي من أخر الدنيا علشان تكون جنبي في أكتر الأوقات اللي أي بنت بتكون محتاجة أمها معاها..
كانت أول مرة ماما هتشوف فيها روميو على الحقيقة وكان لها تعليق على شعره و قالت لي:
“شعره أطول بكتير عن الصور ..إيه ده يا بنتي! ده تقريبا شعره طول شعرك”
ابتسمت و قلت له ماما بتقول إن شنطها طالعة حالا و يلا علشان نوديها العربية..(طبعا مش هترجمله هي بتقول إيه بالظبط)
و بدأ المغربي انه يتحرك علشان يجيب عربيته من الباركينج، و كنت عملت حسابي إني أدفع له على الأقل حق الباركينج، و أديت الفلوس لروميو علشان يديها له بدل ما أنا اللي اديهاله كنوع من أنواع الذوق، و إني أحفظ برضه لروميو شكله.. لكنه للأسف ما اداهوش الفلوس و خلاها معاه، و عرفت بعدين الموقف ده و اللي حقيقي كان محرج جدا بالنسبة لي..
و اتفاجأنا إن ماما جايبه شنط سفر كبيرة جدا لدرجة إن كان فيهم شنطة مقاساتها فاقت كل المقاسات العالمية، و كانت مليانة عن أخرها..طبعا أنا كنت متوقعة إن ماما جايبالى مصر كلها في شنط سفر، و تقريبا ده اللي حصل..
و روحنا البيت و كانت أول وهلة لماما تنزل من العربية و تحس بالجو للحظات سريعة قبل ما تدخل البيت، و حست بالبرد شوية لكن دخولنا البيت كان سريع.. و طلع المغربي و روميو الشنط البيت، و سلم المغربي على ماما و قال لها:
“نورتي كندا و أي حاجة عايزاها ما تترديدش انك تطلبيها مني و إجازة سعيدة”
و مشي الشاب المغربي، و كنت شايفة نظرات ماما كلها إعجاب به و قالت لي:
“بصراحة شكله حلو، و شيك، و قمة في الذوق والأدب”
طبعا شكرته و مشي في حال سبيله، و رحت لماما أحاول اشبع منها.. قعدت ابص لها و أنا مش مصدقة عينيه، و إنها موجودة معايا في نفس البيت..
و بدأت افرجها على الشقة .. و بعدين وديت الحاجة أوضتها اللي عجبتها، لكن كان لها تعليقات و ملاحظات كتير من أول ما دخلت و هي:
فين أوضة المعيشة بتاعتكم؟
ليه الأوضة دي مقفولة؟
البيت واسع و ناقصه عفش كتير؟
فين السجاجيد؟
كانت ملاحظات ماما كتير، و سريعة، و بدأت ارد و أقولها:
الأوضة بتاعتنا هي نوم وسفرة ومعيشة يا ماما للأسف..
الأوضة المقفولة أحنا مأجرينها لواحد معانا علشان البيت غالي و بنقسم الإيجار على 3
العفش معندناش فلوس نجيب أي حاجة زيادة لأن شغل جوزي على قده و بيسدد أكتر من نص مرتبه لمحامي الهجرة، أما أنا فمتكفلة بكل حاجة تانية، و عبء علي كبير جدا.. و حاليا بقيت باخد 55% من مرتبي السابق فظروفنا على قدها جدا
أما السجاجيد فأكيد مش في خطتنا حاليا، المهم نكمل حاجة البيبي اللي جاي..
و بدأت أمي تشوف الصورة اللي مكانش عندها لها أي تصور على الواقع، و بدأت تفهم إني متجوزة شخص على قده جدا ماديا، و أنا اللي متكفلة بالجزء الأكبر في كل حاجة و قالت لي:
“طيب و هو هيفضل كده على طول ولا ايه ظروفه؟”
قلت لها:” لا المفروض لما الإقامة تطلعه يشتغل حاجة كويسة و مرتب أكبر و حالتنا تكون أفضل..”
قالت لي:” طيب.. يلا ربنا يسهله و يكون وشي حلو عليه في الإقامة”
و فعلا ماما كان وشها حلو عليه و في نفس الشهر هيجيلنا رسالة من الهجرة و الجنسية علشان يعمل الكشف الطبي، و دي أخر مرحلة قبل إصدار كارت الإقامة..
وبدأت ماما تجيب الشنط و افتحها معاها و تفرد لي الحاجة على السرير بتاعي، و لقيت شنطة كاملة لملابس البيبي و هدايا كتير له معظمها ماما اللي شارياها له و كلها من القطن المصري الفاخر اللي طبعا من أشهر المنتجات المصرية..
كمان لقيت لبس كتير، و لبس خروج، ولبس بيت و كانت باعتاه مرات أخويا، و بكده حسيت إني تمام جدا لأول يمكن 6 شهور من ولادة الطفل..
كمان كانت جايبالي هدوم لي و هدوم لروميو هدية، و كانت جايبالي شوية حاجات من لبسى بتاع دبي الحلو.. بس بصيتله كده و قلت لها:
“مش عارفة يا ماما الفساتين دي هلبسها امتي و فين؟!!.. هنا الدنيا برد نص السنه، و باقي السنة هروح بها فين؟ .. كمان جوزي بيتعفرت من الشياكة.. يلا خلينا نغير الموضوع””
و بعدين فتحنا شنطة كانت تقيلة جدا، وكانت شنطة الأكل.. و استغربت إن ماما عدت من جمارك كندا، و من المطار من غير ما تدفع غرامة.. خصوصا إن الشنطة كان كلها اكل مصرى صميم من: حمام، و رقاق، وسمك، و كل أنواع الجبن اللي في الدنيا، و حلويات، وغيره، وغيره، ولكن كانت المفاجأة علبة ذهبية كانت بتلمع، و كنت شايفاها زي الكنز من ضمن كنوز مغارة علي بابا (شنطة ماما). خدت العلبة و مسكتها بأيدي، و قبل ما افتحها بصيت لماما و قلت لها:
“ما تقوليش إن دي علبة بسكوت اليانسون بتاع خالتي؟ّ”
قالت لي:” برافو.. عرفتي منين؟”
قلت لها:” قلبي دليلي.. أولا خالتي دي حبيبتي جدا و من أعز الناس وأقربهم لقلبي .. ثانيا مش ممكن تكون عارفة انك جايالي و ما تعمليش أكتر حاجة بحبها من أيديها وهي بسكوت اليانسون.. ثالثا.. العلبة مناسبة جدا و شكلها علبة بسكوت”
ردت و قالت لي:” طول عمرك ذكية، و فعلا كل كلامك صح”
و فضلت ماشية بعلبة البسكوت و حطيتها في مكان لوحدها في المطبخ.. وعملت قهوة لي و لروميو، و شاي لماما.. و طلعت طبق صغير من بسكوت اليانسون، اللي اتمنيت انه يقعد معايا أكتر فترة ممكنة حتى لو ده هيخليني أكل بسكوتة واحدة في اليوم..
و مع أول قطمة بسكوت غمضت عينيه، و استرجعت ذكرياتي كلها في مصر.. طعم البسكوت في بؤي فكرني بأكل مصر، و ريحة مصر.. فكرني بضحكة خالتي و طيبتها.. و تخيلتها و هي واقفة يتعملي البسكوت بأيديها..كنت مستمتعة جدا بطعمه، و الذكريات اللي عيشني فيها للحظات.. و لما فتحت عيني لقيت أمي قدامي وشها مبتسم، و فرحانة إنها شايفاني و بتقول لي:
“أنا مش مصدقة إني شايفاكي قدامي، وكمان بطنك كبيرة و حامل و خلاص كلها ايام و تولدي”
كانت فكرة الولادة بعيدة عن تفكيري تماما في اللحظة دي، بالرغم إني وصلت لأول الشهر التاسع.. بس في العادة معظم الستات بتولد بعد نهاية الشهر التاسع كله و مش أوله عكس ما كنت فاكرة..
و بعد ما قعدنا و حكينا جه الليل علينا، و صمم روميو انه ينام في أوضة ماما و هي اللي تنام جنبي الليله دي ..
كنت فرحانة جدا و أنا نايمة في حضن ماما..كنت حاسة بإحساس الأمان اللي بقيت مفتقداه دايما، وده إحساس داخلي مالوش دعوى لا بقوانين و لا بحاجة أبدا…
و صحيت و أنا نفسي أعمل لماما برنامج مميز اخليها تتعرف به على تورنتو الجميلة.. يا ترى رحت أنا وماما فين؟
المزيد
1