و لقيتها شارت علي و قالتلي:” عليكي بميد وايف” و كانت أول مرة اسمع المصطلح ده، لأني أكيد ما اتعرضتلوش في حياتي قبل كده..
قعدت تكلمني شوية عن إيه هي طبيعة (الميد وايف)، و أزاي ممكن تكون بديلة للدكتور..
عرفت منها إنها (المولدة) و بتكون دارسة بس في معهد و عدد سنين أقل من الدكتور بكتير.. كمان عرفت منها إن لها أماكن كتير جدا و كلهم داخلين تحت تغطية التأمين الصحي المجاني في المقاطعة، بس الحاجة الوحيدة إني لو قررت أبقى معاها لازم اختارها لان مش من حقي يكون لي (ميدو وايف) و دكتورة في نفس الوقت..
كنت متلغبطة جدا و سألتها:” طيب و دي كفاية في المتابعة، و هل بينصح بها دايما؟”
قالتلي:” ممتازة في المتابعة، و هتلاقي عندها كل الدعم النفسي اللي محتاجاه لكن مش مناسبة لكل الستات”
سألتها:”أزاي؟”
قالتلي:” الستات اللي بيكونوا خلاص داخلين على 40 سنه أو عمرهم 40 بالفعل أو عندهم مشاكل صحية أثناء الحمل(حمل مصحوب بمخاطر عالية)، لازم يتابعوا مع دكتورة مش (ميد-وايف) زي حالتي أنا مثلا؛ 39 سنه فلازم دكتور، لكن انت لسه اصغر و تقدري تكوني مع (ميد- وايف).. و ده اللي أنا عملته في حملي الأول”
فهمت كلامها، و من ناحيتي بدأت اعمل بحث بس برضه ما خدتش القرار لسه..
كان فاضلي لسه تحديد نوع الجنين، و كانت حددت الدكتورة بتاعتي التاريخ فقولت خلاص خليني اعمل الأشعة دي الأول و بعدها أبقى انقل على (الميد- وايف)، و كان متحدد في تاريخ 31 أكتوبر 2017 يعني كمان شهر بالظبط.
و رحت لروميو و قعدت احكيله، بس كان بيتابع ماتش و كأني بكلم نفسي و سيبته يخلص ماتشه لحد ما جالي في أوضتي الصغيرة و قالي:” معلش مكنتش مركز، كنت بتقولي إيه؟”
قولتله على حكاية (الميد- وايف)، و لقيته بصلي كده و قالي:” معرفش بصراحة أنا ما بفهمش في الحاجات دي، لكن خليني أسأل ماما”
طبعا الوالدة كانت عارفة كل كبيرة و صغيرة و كانت هي المستشار الأول في الأسرة دي!
و كلمها و قعدت تقول رأيها؛ و هو إني اكون مع الدكتورة، بس أنا مكنتش مقتنعة و قولتلها :” طيب ”
و لحسن حظنا كان روميو هادي اليومين دول، و فضل مكمل شغله و كانت أموره مستقره نوعا ما، بس طبعا ما يمنعش انه كل أسبوع يغيبله يوم كده و لا حاجة، و طبعا ده بيأثر على الفلوس أكتر ما هي،لكن كان مستريح نفسيا لأن روزة شغالة و بتقبض و عمرها ما اشتكت..
و جارنا الأسباني كان ملتزم جدا في الدفع، و كان بيدفع حتى قبل يوم 1 في الشهر فمكانش عندي مشاكل مادية، لكن طبعا كل مرتبي كان في البيت وعلى المصاريف و قريب جدا هبدأ كمان اخطط إني أجيب حاجات للبيبي اللي أكيد مش هفضل حارمة نفسي إني اشتريله حاجة لحد ما أبوه ظروفه تتحسن و هو اللي يجيبله..
و كعادتي لما بلاقي الدنيا وخداني في دوامة من الرتابة كان لازم اكسر الرتابة دي بأي نشاط… و هنا قررت إني أتطوع مع مدينة تورنتو- قسم الفعاليات، وأكون (كابتن المتطوعين) في حدث مهم جدا بيحصل دايما في بداية شهر أكتوبر و هو (نوي بلانش)..
(نوي بلانش) احتفالية بدأت في الأساس في مدينة (باريس) الجميلة مدينة النور.. و فكرته إن كل الأماكن الترفيهية الخاصة بـ المتاحف و المسارح و أي مكان له طابع ثقافي بيكون فاتح أبوابه من الساعة 10م لحد 6 ص في اليوم التالي على غير العادة، و علشان كده هي ليلة بيضاء(نوي بلانش).. وانتقلت الفعالية دي لمدن كتير زي روما، ونيويورك، و مؤخرا تورنتو…

و كانت تاني سنه لي إني أشارك، بس السنة اللي فاتت شاركت و أنا متطوعة و كنت لسه ما اتجوزتش أصلا، أما السنة دي فبقيت كابتن وبقيت متجوزة وحامل كمان..
و ما منعنيش أبدا الحمل من إني اكون من المشتركين، بل بالعكس كنت مبسوطة جدا خصوصا إن دي حاجة بتحسن حالتي النفسية جدا لما ببقى حاسة إني محبطة شوية..
و قولت لروميو على قصة التطوع و معجبهوش الكلام بس كان شايف وحاسس إني متمسكة بالفكرة، لكن كلم الوالدة و قالها على الموضوع و كأنه بياخد موافقتها مثلا و قالتله:” مفيش مشكلة.. الستات اللي بتكون ما بتعانيش من أعراض حمل صعبة تقدر تكون نشيطة و تمارس حياتها عادي”
و بعد ما جات الموافقة من حماتي قالي:” خلاص يا روزة روحي بس خلي بالك”
وهنا عرضت عليه انه يكون معايا خصوصا انه أجازه اليوم ده.. وابتسم لي كده ابتسامة بتاعة- أنا أقف في الشارع و اجري من مكان لمكان لحد الصبح انت بتهزري بقى .. و بعد تنهيدة طويلة قالي:” لا اعفيني ماليش خالص في الجو ده”
و ألحيت شوية و قالي:” خلاص هاجي ساعه كده و لا حاجة أقابلك ونشرب حاجة بعدين اروح البيت”
و بدأ اليوم و كان برد شوية و كنت مسؤولة عن أكتر من 50 متطوع و متطوعة في حوالي أكتر من 10 أماكن من أهمهم متحف الروم و معظم متاحف تورنتو و معارض الفن الحديث و طبعا متحف أونتاريو للفن (AGO).
و بعد ساعات كتير من اللف، جالي روميو و عملته جولة ناحية (السيتي هول) وعزمته على قهوة، و أديته شنطة هدايا كنا بنوزعها على الزائرين، و قعدت افسحه في كل الأماكن اللي كانت مشاركة في الاحتفال و خدتله كم صورة، و كان مبهور بالاحتفال و فاق توقعاته بكتير..
و لكنه كان عند وعده بعد ساعه بالظبط لقيته بيقولي:” طيب يا روزة أنا همشي بقى، أنا عايز أنام وانتي بقى أشوفك الصبح.. مع السلامة”
و جريت سندريلا، قصدي روميو.. وأنا فضلت في الاحتفال، و بعدين طلعت عملت جولة علشان اطمن على كل المتطوعين و اشوفهم في الأماكن اللي كنت مشرفة عليها، واتأكدت إن كل واحد في مكانه، و بيعملوا شغلهم.. لحد ما جت الساعه 6 ص و هنا كنت فعلا هلكت، و رجعت البيت و نمت نوما عميقا..
و في نفس الأيام دي، كانت ماما ماشية في أوراقها تمام بس كنا مستنيين الترجمة، و قررنا على أخر الشهر برضه نقدم على الفيزا بتاعتها، و قررت إنها تحجز التذكرة حجز مبدأي؛ من يوم 2 مارس لحد يوم 28 مايو 2018..
كنت كل ما أتخيل إني قربت أشوف ماما ببقى فرحانة جدا، خصوصا إن بقالي أكتر من سنه و نص ما شوفتهاش من ساعة ما نزلت إسكندرية أخر مرة في ديسمبر 2015، و كانت من أطول المرات اللي ما شوفتهاش فيها بعد فترة السنتين اللي قعدتهم و ما نزلتش مصر أيام ما كنت قاعدة مخالفة في دبي من بعد ثورة يناير 2011.
و بالرجوع لشغلي كان الجو العام سيء كالعادة، و كنت بحاول بقدر الإمكان إني امشي حالي على قد ما اقدر لحد ما أخد أجازة الأمومة..
أما بمناسبة التطوع اللي كنت عملته و خصوصا الأخير في (نوي بلانش) فجالي ظرف من العمدة و مليان هدايا.. يا ترى عمدة تورنتو بعتلي إيه؟

9