و في تمام الساعة 5 م قرروا انهم يدوني حقنة الظهر والمعروفة بإسم (إيبدرول). خدتها وبدأت بعدها بشوية ما أحسش بأي ألم، و هنا ماما قعدت تتكلم معايا إني أترجم لهم و أقول لهم:
“انتم مستنيين إيه علشان تدخلوها تولد قيصري؟ اللي بيحصل ده مهزلة!!”
و فعلا ماما كان عندها حق، و كانت مهزلة إني بقالي 16 ساعة بتعذب و كل المؤشرات باينة إنها مش ولادة طبيعية، لكن الميد وايف مصممة تصميم رهيب إننا نحاول للنهاية.. بس الفكرة النهاية دي إمتى؟
و في وسط الجو المكهرب ده و أعصابي التعبانة جدا جاتلي مكالمة رديت عليها..كانت المفاجأة إنها من المؤسسة اللي عملتلي طلب (فيرنتشر بنك) وكانوا حددولي ميعاد إني اروح انقي العفش بكرة..
ضحكت و قلت لها:” لا مش هقدر خالص أصلي بولد خليها في شهر مايو”
و قفلت معاهم و جه روميو اللي كان متفاجىء إني مولدتش و قال لي:
و في تمام الساعة 5 م قرروا انهم يدوني حقنة الظهر والمعروفة بإسم (إيبدرول). خدتها وبدأت بعدها بشوية ما أحسش بأي ألم، و هنا ماما قعدت تتكلم معايا إني أترجم لهم و أقول لهم:
“انتم مستنيين إيه علشان تدخلوها تولد قيصري؟ اللي بيحصل ده مهزلة!!”
و فعلا ماما كان عندها حق، و كانت مهزلة إني بقالي 16 ساعة بتعذب و كل المؤشرات باينة إنها مش ولادة طبيعية، لكن الميد وايف مصممة تصميم رهيب إننا نحاول للنهاية.. بس الفكرة النهاية دي إمتى؟
و في وسط الجو المكهرب ده و أعصابي التعبانة جدا جاتلي مكالمة رديت عليها..كانت المفاجأة إنها من المؤسسة اللي عملتلي طلب (فيرنتشر بنك) وكانوا حددولي ميعاد إني اروح انقي العفش بكرة..
ضحكت و قلت لها:” لا مش هقدر خالص أصلي بولد خليها في شهر مايو”
و قفلت معاهم و جه روميو اللي كان متفاجىء إني مولدتش و قال لي:
“إيه ده أنا أعصابي تعبت!”
بصيت له كده و قلت له:” أومال أنا أقول إيه؟”
و سألته:” انت ما جبتش لماما حاجة تاكلها ؟ الست بقالها من امبارح معايا ماكلتش حاجة.. بعد إذنك ممكن تروح تجيب لها حاجة”
و لقيته بيقول لي:” طيب أستني بس اخلص الماتش ده، و كان بيسمعه على الراديو”
و من غير ما اعلق طلبت من الممرضة إنها تبعت حد يجيب لماما حاجة تاكلها لأني لو اعتمدت على روميو مفيش حاجة هتحصل..
و فعلا جابت لها حاجات و كانت ماما فاهمة كل حاجة، و بدأت تتنرفز جدا على روميو و تزعقله و هو كل اللي نازل عليه يقول لي:
“ ترجميلي مامتك بتقولي إيه.. شكلها بتزعقلي و بتشتمني كمان”
قلت له:” أنا مش هنا علشان أترجم، أنا هنا علشان أولد.. أنا مهلكة بقالي 16 ساعة بتعذب و ساكتة.. بصراحة مش مستحملاك كمان”
قال لي:” طيب ماشي أنا هنزل أشرب سجاير و أتمشى شوية”
سكت و بصراحة كانت فكرة حلوة قبل ما هو و ماما يمسكوا في بعض..
و بعد كم ساعة تانيين لقيت ماما بتصرخ وبتقول لي:
“انتِ بقيتي لونك أزرق.. ما ينفعش الكلام ده”
و قعدت تتكلم مع الميد وايف على قد ما بتحاول بالانجليزي و أنا مش قادرة اتكلم خالص..
و أخيرا الساعة 8:30 م قرروا إني أدخل أوضة العمليات و إني أولد قيصري..
و هنا سألوني:” عايزة مين معاكي في أوضة العمليات؟ اختاري شخص واحد بس”
و سألت ماما و كان نفسي هي اللي تكون معايا لكن ماما قالت لي:
“ جوزك طبعا يا بنتي هو اللي لازم يكون معاكي.. ثانيا أنا مش هقدر أشوفك في أوضة العمليات و هم فاتحين بطنك.. أنا آه عدى على مئات ومئات الحالات، لكن مش هستحمل أشوفك في الموقف ده.. قلبي مش هيطاوعني.. أصله قلب الأم”
وقتها مكنتش مستوعبة كلام ماما و يعني إيه قلب الأم، لحد ما خلفت، وجربت، وعديت بموقف شبيه فهمت يعني إيه قلب الأم..
و كانت المفارقة إن الممرضات و الميد وايف كلهم بيدوروا على روميو اللي راح يشرب سجاير و قهوة.. و بقى فيه فريق مهمته البحث عن روميو علشان ييجي يحضر ولادة ابنه اللي المفروض مستنيه بفارغ الصبر..
و دخلوني أوضة العمليات و قعدت أدور على روميو ما لقتهوش، ولقيتني لوحدي في أوضة كبيرة و فوقي كشافات ضخمة، و مليانة ناس.. دكاترة على ميد وايف على ممرضات بس في كل الوشوش ما لقيتش ماما و لا روميو..
و قبل ما دموعي تنزل لقيت روميو داخل وهو يعتذر، بس فرحت انه جه أخيرا و إني مش هولد لوحدي بالرغم إن بطلة الوقت ده هي ماما بلا منازع..
و اعتمدوا على حقنة الظهر و ما ادونيش بنج و ولدت قيصري و أنا مستوعبة جدا و فايقة.. و في تمام الساعة 9م لقيتهم بيدوني بيبي في أيدي عامل زي القطة اللي لسه مولودة.. عينيه مغمضة، و ناعم، و جسمه أحمر…
أول ما حضنته لقيت نفسي جسمي بيرتعش و حسيت برهبة كبيرة.. أتعجبت من ضعفه وأنه مخلوق طلع مني .. حسيت إنها معجزة كبيرة من معجزات الخالق، موقف له رهبة فوق الوصف..
و نزلت دموعي لأول لحظة من أول ما بدأت آلام الوضع و اللي استمرت 20 ساعة… كانت دموع ممزوجة بمعاني كتير.. فرح بأني شفت ابني بعينيه.. و ألم عانيته قبل الولادة، و خلال الولاده، و خوف من اللي جاي..
و شاله أبوه وكانت دموعه اكتر مني وكان صوت بكاؤه عالي جدا أعلى من كل الدكاترة و كل اللي حوالينا.. لدرجة إن الميد وايف نسيتني و راحت تطبطب عليه و تقول له:
“أنا عارفة إنها لحظة مش سهلة.. مبروك عليكم البيبي الجميل”
و طلعنا من أوضة العمليات، و دورت على ماما لقيتها واقفة بره و هي اللي استلمت البيبي و أذنت له في ودانه .. كنت ببصلها و هي شايلاه و أملي عيني من اللحظة دي اللي اتحفرت في قلبي قبل عقلي..
و قبل ما ينقلوني على الأوضة اللي هقعد فيها لحد ما أخرج استأذن روميو و قال:
“أنا أعصابي تعبانة .. اعذروني أنا هروح البيت”
و سابني أنا و ماما لدرجة إننا ما كناش لاقيين حد يطلع لنا الشنطة بتاعتنا في الأوضة و المستشفى عملتها خدمة زيادة لينا..
ودخلت أوضة كبيرة هتكون أوضتي أنا و ماما و البيبى لمدة 5 أيام..
هل كانت الأوضة مريحة؟ و يا ترى هكون فيها لوحدي و لا لأ؟
8
1