و استنت ماما لحد ما تميت 40 يوم بعد الولادة و المعروفة بفترة النفاس و قالت لي: “ النهاردة هعملك الأرنب”
ضحكت و قلت لها:” وماله.. حتى انا بقالي سنين ما اكلتش أرانب”
و اندمجت ماما جدا في تحضير الأرنب و اللي كانت مصممة إني أكله لوحدي و طبعا ده شيء مستحيل و قلت لها:
“لا احنا ناكله كلنا مع بعض”
و استنت ماما لحد ما تميت 40 يوم بعد الولادة و المعروفة بفترة النفاس و قالت لي: “ النهاردة هعملك الأرنب”
ضحكت و قلت لها:” وماله.. حتى انا بقالي سنين ما اكلتش أرانب”
و اندمجت ماما جدا في تحضير الأرنب و اللي كانت مصممة إني أكله لوحدي و طبعا ده شيء مستحيل و قلت لها:
“لا احنا ناكله كلنا مع بعض”
قالت لي:”ماشي .. بس انتِ النصيب الأكبر”
الغريب أن روميو كان عنده فضول رهيب انه يجرب الأرنب و عجبه جدا لما جرب قطعة منه، و هنا ماما قفشته و قالت له:
“الأرنب ده بتاع بنتي.. أنا و انت ناخد حاجة بسيطة”
وصمم إني اترجم له و حاولت اكون لطيفة في الترجمة، بس الكلام بصراحة مش جاي لطيف بالمرة..
و سمع روميو اللي قلته نقلا عن ماما و قال لي:”ماشي مفيش مشكلة”
و اتغديت انا و ماما بس طبعا كلت على قدي و فضل أكتر من 3/4 الأرنب في المطبخ ..
كان روميو حاسس إن الأرنب عليه حراسة مشددة من ماما و تقريبا انتهز فرصة إننا نزلنا نتمشى بالبيبي حوالين البيت و نروح للجنينة، و رجعنا لقينا مفاجأة كبيرة مستنيانا..
لقينا إن روميو أكل أكتر من 3/4 الأرنب و فاضل قطعة صغيرة جدا..الغريب إن ماما أول ما رجعنا جريت على الأرنب و لقيت انه طار.. و بصراحة فكرني بقصة الأرنب و الثعلب و خدتها بضحك، لكن ماما خدتها على أعصابها جدا و بدأت تزعق و روميو وقف قدامها و قعد يقول لها:
“ده بيتي وانا حر أكل اللي عايزة و مش هتتحكمي في”
طبعا ما قدرتش أترجم و حاولت اهدي النفوس و قلت لماما:
“يا ماما ده أكل و اللي ياكله بالهنا و الشفا خلاص مش حاجة كبيرة، و بعدين أنا كلت منه مش قضية يعني”
كانت ماما متضايقة جدا من الموقف ده و حسيتها واخدة على خاطرها، و روميو كان شايل من ماما جدا، و الغريب انهم زعلانين من بعض علشان أرنب..
أنا كنت فاهمة وجهة نظر كل واحد منهم، لكن بعد الموقف ده كل واحد منهم خد جنب من التاني وكنت مش عارفة أصالحهم على بعض خالص، وحسيت إني واقعة بينهم هم الأثنين..
كانت ماما حاسة انها عملت اللي عليها للأخر و فضلت معايا قبل ما أولد بشهر وبعد ما ولدت بأربعين يوم، و بدأت احس ان مصر وحشاها و إنها نفسها ترجع.. كنت خايفة من جوايا إن ماما تقول لي أقدم التذكرة شوية لأن لسه ميعادها يوم 31 مايو، و حاولت اركز بشكل كبير إني ابسط ماما و ادلعها في محاولة مني إنها ما تفكرش تقدم تذكرتها..
و هديت الأوضاع و اعتذر روميو لماما عن طريقة كلامه و عدتها ماما، لكن من جواها كانت واخده منه موقف و حسيتها بتلومني على اختياري من غير ماتقول ولا كلمة..
كنت بخاف جدا إني أتكلم معاها عليه و كنت بحاول اهرب علشان ما كنتش حابة اعترف بفشلي، و كالعادة كنت كل اللي بعمله إني اهدي أي أجواء متوترة في البيت علشان الأمور تمشي..
و فضلت ماما تساعدنا بشكل كبير في العناية بالبيبي و كانت هي الأساسية إنها تنيمه لما يصحى و ما يرضاش ينام أبدا، و كان دايما بيروح في سابع نومه بين دراعتها..
كنت بملي عيني من المشهد ده.. و من جوايا بدأت أحس إن آجلا أم عاجلا ماما ماشية و سايباني أواجه مصيري لوحدي مع روميو، و كل ما افكر في اقتراب التاريخ ده أخاف و أتوتر جدا..
أما على المستوى المادي فكانت الأمور مستقرة.. يعني روميو بيروح شغله بانتظام و أنا داخلي فلوسي من التأمينات الاجتماعية، بس كان لسه فاضل أقدم على فلوس البيبي اللي بتطلع من الحكومة و دي في الغالب الناس بتستنى بعد شهر من الولادة كفترة انتظار وبعدين بتقدم عليها خصوصا بعد ما تكون طلعت شهادة ميلاد الطفل.. و بكده دي حاجة من الحاجات اللي لازم اقدم عليها قريب..
أما الغريب كان إحساس روميو إن الإقامة أتأخرت و لقيته بيقول لي:
“هي الإقامة اتأخرت ليه؟ انا عملت الكشف الطبي .. إيه بقى اللي فاضل”
قلت له:” خلينا نكلم المحامي نشوف إيه الدنيا”
و فعلا كلمنا المحامي و رد و قال لنا:” الإقامة اللي بيتقدم عليها من كندا بتاخد وقت أطول من اللي بيتقدم عليها من بره – زي حالتي أنا شخصيا- و الحاجة التانية هو كان قاعد مخالف مدة كبيرة و بالتالي أوراقه بتاخد شوية وقت، لكن متوقع جدا إن الرد النهائي يجي في أخر شهر يوليو أو أوائل شهر أغسطس بالكتير..
و فعلا هيحصل تعديل كبير في الفترة دي خاص بإقامة روميو بس مش زي ما احنا متوقعين خالص!
كنت بحاول اطمنه، بس من جوايا مكنتش فرحانة و بدأ يطاردني كابوس انه هويريني أسوأ أيام حياتي لو فعلا خد الإقامة دي و مش هيتغير للأحسن ولا حاجة زي ما كان دايما بيقول لي..
طبعا كان متوتر جدا و كان بيعد الأيام أن الإقامة تجيله و قال لي:
“أعملي حسابك أول ما الإقامة تطلع لي هنروح إيطاليا كلنا”
طبعا أنا ما اعترضتش لأسباب كتير من أهمها إني كنت حابة جدا أتعرف على عيلته بدل ما أنا بس بشوفهم على الأنترنت، و السبب التاني انه قال لي هنروح نقضي إجازة في روما حتى لو أهله كانوا سابوها من فترة بس قال لي كده لأنه عارف إن روما هي مدينتي الإيطالية المفضلة بلا منازع..
وبدأت أحلم معاه بالسفرية دي و أتخيل الوقت و أنا في إيطاليا اكتر بلد بحبها بعد مصر.. و بدأ قلبي تملاه الفرحة والسعادة لمجرد إني هروح إيطاليا قريب..
وهنا سألني:” اعملي حسابك تقدمي على فيزة إيطاليا”
رديت و قلت له:” أكيد هقدم أول لما ارجع من سفرية مصر”
و بدأ يتوتر جدا لما سمع سيرة سفرية مصر و قال لي:
“أوعي ما ترجعيش و تقعدي في مصر”
ضحكت و قلت له:” ليه يعني!”
بس من جوايا حسيت إني فعلا محتاجة الإجازة دي علشان أقيم الجوازة دي وأنا بعيدة عنه.. و بدأت أحط في حساباتي إن سفرية مصر هتكون فرصة مناسبة جدا إني أفكر لوحدي من غير أي ضغوط..
و تزامن مع الوقت ده و كنا في منتصف شهر الربيع أقصر الشهور الكندية حاجة جميلة جدا و مميزة و بتحصل كل سنة في التاريخ ده.. يا ترى إيه هي الحاجة دي؟ و هل هحضرها مع ماما و لا لأ؟
المزيد
1