كان ميعادي إني أشوف الوحدة الساعة 3 ظ.. يعني اكون خلصت البرنامج اللي بروحه الخاص بالبيزنس، واللي عمري ما غيبت عنه ولا يوم حتى في وسط كل الظروف و الأحداث الكتير اللي بمر بها..
و بعد ما خلصت طلعت على تعاونيات ميميكو علشان اروح اشوف الوحدة..
و استغربت جدا خط سير الاتوبيس اللي عدى قدام بيت روميو القديم.. بيته القديم اللي كانه بيورهوني و احنا مخطوبين و عرض علي اني اعيش معاه فيه، لكن انا رفضت علشان سببين منهم أنه كان بيشاركه مع ناس كتير جدا، و السبب الثاني انه في ايتوبيكو و اللي على حد تعبيري وقتها كنت بقول له”:دي في أخر الدنيا..”
كان ميعادي إني أشوف الوحدة الساعة 3 ظ.. يعني اكون خلصت البرنامج اللي بروحه الخاص بالبيزنس، واللي عمري ما غيبت عنه ولا يوم حتى في وسط كل الظروف و الأحداث الكتير اللي بمر بها..
و بعد ما خلصت طلعت على تعاونيات ميميكو علشان اروح اشوف الوحدة..
و استغربت جدا خط سير الاتوبيس اللي عدى قدام بيت روميو القديم.. بيته القديم اللي كانه بيورهوني و احنا مخطوبين و عرض علي اني اعيش معاه فيه، لكن انا رفضت علشان سببين منهم أنه كان بيشاركه مع ناس كتير جدا، و السبب الثاني انه في ايتوبيكو و اللي على حد تعبيري وقتها كنت بقول له”:دي في أخر الدنيا..”
لكن كمل الاوتوبيس و البيت بقى في الخلفية، و بعدنا عنه جدا تمام زي قصتي مع اللي كان عايش فيه..
و بدأ الاوتوبيس ياخد اتجاه جديد مكنتش شوفته قبل كده في ايتوبيكو هو (ليك شور) يعني ناحية البحيرة..
و وقف الاتوبيس و نزلت.. و مشيت ناحية العنوان.. و بدأت اسمع صوت موج و اشم ريحة مياه.. اه مختلفة عن ريحة البحر، بس طبعا لقيت قلبي و روحي ماشيين وراء الصوت و الريحة اللي بقالي كتير جدا ما عيشتش معاهم اللحظات دي..
و وصلت لمصدر الصوت و لقيت قدامي منظر رائع .. خيالي ولا في الأحلام!!…
لقيت قدامي مساحة واسعة، و بحيرة اونتاريو في اروع و اكثر صورة جميلة لها.. و بصيت على شمالي لقيت حاجة مكنتش احلم اني اشوفها في الحقيقة، و بالسرعة دي..
لقيت منظر ل (سكاي لاين) او أفق مدينة تورنتو اللي كنت من ايام قليلة رحت انا و ماما اشترينا شوية ديكورات من (ثريفت ستور)، و شدتني جدا لوحة فيها نفس المنظر بس كان صورة..
وقت ما شوفت الصورة دي في المحل اتجمدت في مكاني و حسيت انه هتربطني بها حاجة، بس مكنتش اتخيل ان ده المنظر اللي هشوفه كل يوم من شباك مكتبي وبيتي الجديد..
كان المشهد خيالي.. المياه الصافية، و الافق باين فيه ناطحات سحاب المدينة الصاخبة و برج (سي ان) الأشهر على الإطلاق..
أما المراكب فكانت رايحة جاية تمام زي الصورة.. بس مكنتش اتخيل اني هشوف الأصل بالسرعة دي!
و بصيت ورايا لقيت المبنى.. و لقيت ست بشوشة جدا واقفة لي عند المدخل .. و قربت منها و قالت لي:
“عجبك المنظر؟”
قلت لها:” ده يجنن.. خيال.. حلم و اتحقق”
و ابتسمت و قالت لي:” و لسه لما تطلعي تشوفي الوحدة و تشوفي المنظر من فوق”
كنت مش عارفة الدور اللي هكون فيه، لكن في اليوم ده عرفت..
كان الدور ال 14 و ده اعلى دور ممكن اكون عيشت فيه في حياتي كلها..
و دخلت الوحدة برجلي اليمين و طلعت سلالم مكنتش فاهمة الغرض منها لأنها سلالم داخلية..
و بدأت اشوف الوحدة اللي كانت منورة جدا من كل الاتجاهات و النواحي..
و بصيت على المنظر من فوق و تخيلت مكتبي يكون عند الشباك ده.. و هنا دمعت من جمال المنظر، و من المكافأة الكبيرة اللي ربنا كافأني بها..
حقيقي الوحدة كانت جميلة و كبيرة و فيها اوضتين نوم، واوضة مخزن، و حمام شيك، و مطبخ كبير جدا و معاه مكان تاني ينفع لأوضة سفراء شبابيكه كبيرة، وكلها على فيو (تورنتو سكاي لاين) او (أفق تورنتو)..
و وقفت عند الشباك الكبير و رفعت عيني للسماء و شكرت ربنا وقلت له:
“اشكرك يا رب على المكافأة الكبيرة دي.. انت حققت لي حلم كبير و هو اني استقر في بيت، و عوضتني ببيت جميل، و منظر رائع حاسة انه هيغير حياتي بشكل كبير..”
كنت فرحانة جدا و طايرة من السعادة، و هنا نسيت كل التعب و الالم اللي مريت به لفترة كبيرة جدا..
و قبل ما انزل بصت لي الست و قالت لي:”بكرة نتيجة قرار مجلس الإدارة و احتمال كبير يوافقوا .. بس برضه لسه مش أكيد 100%”
ابتسمت و قلت لها:” انا حاسة اني جاية بكرة… انا عارفة”
و نزلت علي طمأنينة مكنتش بحس بها قبل كده.. حسيت ان خلاص الامتحان خلص، و نجحت، و بكرة جاية احتفل بنجاحي مع ماما و البيبى و القطة..
وطيرت من عندهم علشان اجيب البيبي من الحضانة .. الطريق اللي اخد مني حوالي ساعة و نص علشان اوصل، بعد ما ركبت كذا مواصلة في بعض..
و رجعت بيت الأشباح، و حكيت لماما اللي حصل، و كانت سعيدة جدا و مطمنة تمام زي ما انا كنت مطمنة..
و قفلنا كل حاجتنا.. و نمت في بيت الأشباح آخر ليلة لي، و كانت ليلة 10 أبريل..
و صحينا و وصلت عربية النقل الساعة 10 ص و بدؤا يشيلوا الحاجة في العربية الكبيرة، و قبل ما يخلصوا سألوني:
“هنروح فين؟”
قلت لهم:” كمان شوية هنعرف”
استغربوا جدا الرد و قالوا لي:” طيب”
و فعلا بعدها بربع ساعة ردت التعاونيات و بلغتني الست البشوشة بالنتيجة وكانت: القرار صدر و تم الموافقة اني انقل النهاردة يوم 10 أبريل… يعني النهاردة!”
اول ماسمعت الخبر قعدت اتنطط من الفرحه زي العيال الصغيرة، و ماما بتبص علي و هي فرحانة، و جريت علي و قالت لي:
“وافقوا؟”
قلت لها:” اه يا ماما.. وافقوا”
و قفلنا شنطنا، و ودعت اصعب مكان عشت فيه في حياتي.. و قبل ما امشي رحت سلمت على جارتي التركية و ابنها.. و سلمت الوحدة لمشرف السكن و اللي لما دخل لقى فارين بيجروا وراء بعض و قال لي:
“انتِ شايفه اللي انا شايفة؟”
ضحكت و قلت له:” انا شفت اللي عمرك ما شفته.. بس كفاية علي لحد كده، و شكرا على البيت.. و على فكرة البيت ده مش بس محتاج شمع احمر، ده محتاج يتفور من اول و جديد”
و فعلا عرفت بعد كده ان المنطقة دي و بيوتها اتفورت تماما واتجددت، و لما عديت عليها من قريب لقيتها بقت انضف من الاول بكتير، بس ده طبعا ظاهريا لأن ما خفي كان اعظم..
و ركبت أنا و ماما و البيبى و القطة مع أوبر، و راحت عربية النقل ورانا..
و وصلنا.. و أول ما وصلت رحت استلمت المفتاح، و طبعا سعادتي كانت لا توصف..
و خلصنا نقل الحاجة و اللى خد وقت كبير جدا علشان السلالم الداخلية الضيقة جدا و اللي تعتبر العيب الوحيد في الشقة..
و اتفرش البيت بشكل نسبي، و اهم حاجة اتفرشت اوضة نومي و سرير البيبي اللي كان لسه مكانه معايا في اوضتي..
أما الاوضة التانية خليت فيها سرير ماما، وحاولت اعملها اوضة لها..
و مشيت شركة النقل، و خدت ماما ناحية الشباك علشان تشوف المنظر من فوق..
و كانت من المرات القليلة اللي شفت فيها ماما بتدمع، و قالت لي:
“ياه يا بنتي ربنا عوضك.. انا قلبي كان بيتقطع و انا شايفاكي راحية تسكني في البدروم اللي كان حقيقي شبه الترية و انتِ كنت فرحانة به و طايرة.. فعلا ربنا كافئك علشان الصبر… و بصراحة انتِ اثبتيلي انك وصلتي لدرجة عالية جدا في الصبر قليل جدا اللي عنده، وأنا واحدة منهم”
قلت لها:” ايوه يا ماما انا عارفة الكلام ده.. ربنا عوضني لأني صبورة، و بستحمل، و دائمة السعي”
قالت لي:” صح.. بس دي معجزة انتِ كانت رايحة تسكني تحت الأرض و على حد تعبيرها (سابع ارض)، و ربنا رفعك لسابع سما”
و بصيت أنا و هي لقينا قدامنا بس المياة و السماء..
و بعد ما خلصنا كل ده قلت لها:” انا عايزة انام.. نفسي انام و انا بالي مرتاح يا ماما”
و دخلت اوضتي و نمت اطول فترة ممكن اكون نمتها في حياتي.. نمت تقريبا يوم كامل…
و صحيت على منظر الشروق، و دعيت ربنا انه يوفقني في اللي جاي و انه ينور طريقي …
و انطلقت على مركز البيزنس، واخدت البيبي علشان اسيبه في الحضانة اللي طبعا واضح انها هتكون تحدي جديد لأنها بعيدة و لازم انقله للحي اللي بقيت فيه دلوقتي..
و فرحت الست صاحبة الحضانة و اطمنت علي لانها كانت قلقانة جدا على مصيري..
و بعد ما خلصت البرنامج و انا راجعه البيت بعد ما جيبت البيبي من الحضانة.. لقيت دعوة جيالي من مهرجان السينما على حاجة مكنتش رحتها قبل كده.. يا ترى دعوني على إيه؟
المزيد
1