كان مطلوب من روميو فيش و تشبيه بس اثنين مش واحد؛ من إيطاليا، ومن كندا..
لما عرف بالموضوع ده جه و قالي:” أنا معنديش أي مشكلة في الفيش والتشبيه الإيطالي، وخالي المحامي يقدر يعملي الإجراءات، لكن مشكلتي الكبرى في كندا”
استغربت من كلامه و سألته عن السبب، وفاجأني وقالي:”الفيش والتشبيه هيتطلب مني إني اروح قسم الشرطة، وانا بترعب من القسم و دايما عندي كوابيس بشوفها إن اليوم اللي هدخل فيه القسم حياتي هتتقلب في كندا” و فعلا كان معاه حق وهيحصل الكلام ده بعد اقل من سنه بالظبط، لكن مش في الموقف ده وهيكون في موقف تاني خالص..
طبعا حاولت اشجعه و اقوي قلبه كالعاده، وقولتله:” أنا هكون معاك انت خايف ليه؟!”
كان مطلوب من روميو فيش و تشبيه بس اثنين مش واحد؛ من إيطاليا، ومن كندا..
لما عرف بالموضوع ده جه و قالي:” أنا معنديش أي مشكلة في الفيش والتشبيه الإيطالي، وخالي المحامي يقدر يعملي الإجراءات، لكن مشكلتي الكبرى في كندا”
استغربت من كلامه و سألته عن السبب، وفاجأني وقالي:”الفيش والتشبيه هيتطلب مني إني اروح قسم الشرطة، وانا بترعب من القسم و دايما عندي كوابيس بشوفها إن اليوم اللي هدخل فيه القسم حياتي هتتقلب في كندا” و فعلا كان معاه حق وهيحصل الكلام ده بعد اقل من سنه بالظبط، لكن مش في الموقف ده وهيكون في موقف تاني خالص..
طبعا حاولت اشجعه و اقوي قلبه كالعاده، وقولتله:” أنا هكون معاك انت خايف ليه؟!”
كنت حساه مش متحمس و زي ما يكون كان مستعد ما يكملش أوراق الإقامة علشان الطلب ده..
و لقيت نفسي أنا اللي بتحرك، و بعت لخاله في إيطاليا علشان يعمله الفيش و التشبيه الإيطالي، و أنا من رواه قدمتله على طلب الفيش و التشبيه الكندي واستنيت لحد ما ييجي الوقت اللي لازم طبعا يروح فيه..
كان الفيش و التشبيه الكندي متقسم لمرحلتين؛ مرحلة البصمات في مكان، ومرحلة استلام التقرير اللي بتكون من قسم البوليس نفسه..
كان ثاير جدا يوم ما عرف إني خدت الخطوة، وقدمت له فورا.. بس كان الدافع بالنسبة لي إني كنت بدأت أخاف إني قربت اقعد في البيت و دخلي هيكون اقل من الأول و كنت عايزة روميو وضعه يتحسن، و يبدأ يشتغل في النور بدل ما هو شغال كاش و حالته غير مستقرة..
و بعد ما هدي شوية، وافق إننا نروح مع بعض علشان نعمل البصمات و كانت في مكان منفصل و خلص اليوم، و حاولت أطمنه على الأخر.. أما يوم القسم فمرضيش إني اروح معاه و هو اللي راح بنفسه، لكن كنت شايفاه قد إيه مجهد و تعبان نفسيا من الحركة دي و حاولت أطمنه، لكن كان زعلان مني جدا و كأني أنا اللي خليته في الوضع ده، مش هو بنفسه!
و جاب الشهادة و دخل البيت و قعد لوحده و كان على شعره انه يبدأ يبكي، و استغربت جدا رد فعله لكنه عاد نفس الكلام و قالي:” يا روزة أنا كأني رايح لهم برجلي و أقولهم خدوني أنا قاعد مخالف، انت فاهمه ده معناه إيه؟”
جاوبته و قلت له:” انت مش رايح تسلم نفسك ، انت رايح تعمل فيش و تشبيه. و ما اترددتش إني احكيله عن تجربتي لما كنت قاعدة مخالفة في دبي سنه و رحت اشتكيت واحد نصاب كان متخيل إني مش هقدر اعمل حاجة علشان قاعدة مخالفة”
و عدينا الفترة دي و اللي تزامنت بتوترها مع حدث كبير و مهم بالنسبة لي، و هو مهرجان تورنتو السينمائي و اللي بعتلي للسنه الثانية إني اتطوع معاهم و ما اترددتش خصوصا إني كنت لسه في أول الحمل و كانت أعراضة خفيفة جدا بالنسبة لي، حتى جه معايا أول 3 شهور إني مكنتش باكل كتير و في حاجات كتير مكنتش أطيق اقربلها زي كل اللحوم و القهوة اللي بعدت عنها تماما و ده ساعدني إني انزل شوية في الوزن،لكن ده بس في الأول..
و فعلا نزلت المهرجان و أنا كلي طاقة، وحماس علشان أنسى توتر أوراق روميو، و ضغط شغلي اللي ما بحبهوش بالمرة و بروحه و أنا مجبرة عليه..
كانت فرصة بالنسبة لي إني أخد روميو على الأفلام و اللي كنت متأكدة انه ما راحش أبدا المهرجان ده قبل كده!
و فعلا كانت شكوكي في محلها، و كانت أول مره هيروح المهرجان و كالعاده قالي:” انتي روزة حبيبتي اللي بتعرفني على كل حاجة في الدنيا”
طبعا مراعاة لظروفي خدت اقل مدة ممكنة و أسهل دور في المهرجان، و فعلا خدت بس يومين الاجازة و طلعلي عليهم 4 تذاكر..
عزمت الأول روميو على فيلم رعب و رحنا مع بعض و عجبه جدا، و كان يوم جميل خصوصا انه كان فيلم رعب ياباني من العيار الثقيل..
أما العزومة الثانية فكانت لصديقتي الفنزويلية، و عزمتها على فيلم مصري و كان فيلم الشيخ جاكسون و عجبها جدا خصوصا بطل الفيلم- أحمد الفيشاوي.
و بعد الفيلم قررت صديقتي تعزمني على الغداء في منطقة سينما المهرجان في وسط البلد و قعدنا، و أتكلمنا، و بدأت كلامها معايا و قالتلي:
“عاملة إيه في الحمل؟”
قولتلها:” كويسة.. بس بصراحة ناقصني حاجة .. ناقصني دعم نفسي خصوصا إن دكتورتي باردة جدا، و كل مره بتقابلني بتكون 10 دقايق بس، و ما بتاخدش و تدي معايا في الكلام أبدأ”
قالتلي:” طيب فكرتي تقولي لمامتك تيجي تقعد معاكي شوية، و خصوصا بعد الولادة؟ ما تنسيش الفترة دي بتكون صعبة جدا و انت هنا لوحدك، و مش شرط جوزك يكون هو اللي يقدر يقوم بالدور ده في غياب والدتك”
جملتها رنت في وداني و كنت لسه هقولها فكرة حلوة، لكن تراجعت و قولتلها:” ما اعتقدش ماما هتوافق.. هي مرتبطة جدا بأولاد أخويا و مش هترضى تسيبهم و تيجي خصوصا انه بيسافر شهر و شهر و الشهر اللي بيكون فيه بعيد عن البيت بتكون هي اللي معاهم علشان ما يحسوش بالغربة”
ضحكت صديقتي و قالتلي:” إيه الكلام الغير منطقي اللي بتقوليه ده! غربة إيه اللي بيحسوا بها في مصر و لمدة شهر ؟! طيب انت إيه؟ غربة 9 سنين، و حامل، و في بلد بعيدة، و لوحدك؟ انت بتهزري صح؟!”
غيرت الموضوع و أتكلمنا في حاجات كتير بعدها و قبل ما امشي و أسيب صديقتي ابتسمتلي و قالتلي:” اعرضي على مامتك الفكرة، و أنا متأكدة إنها هتيجي و مش هتسيبك لوحدك”
فضلت افكر في كلامها طول الليل و حسيت إن قلبي بيدق و بدأت أسأله كعادتي و أقوله:
انت خايف ليه؟
قالي:” خايف لمامتك ترد بالرفض و تقولك الكلام اللي انت متوقعاه، أنا مش هقدر أجي و أسيب أولاد اخوكي مع مامتهم، و اخوكي مسافر شهر بره البيت”
قولتله:” و ليكن.. بس خليني اعرض عليها”
قالي:” يعني مش هتزعلي لما ترفض؟!”
و هنا توقفت عن التفكير و بقيت مش عارفة إيه ممكن يكون تأثير كلام ماما علي لو رفضت، و حقيقي قلبي نجح انه ينقل لي الخوف من المواجهة و إني اطلب الطلب ده من ماما..
و كالعادة كان عقلي بيتابع المناقشة و دخل في الحديث و قالي:” قلبك معاه حق، بس إيه المشكلة لو جربنا و قولنا.. مش هنخسر حاجة !و يبقى على الأقل عملت اللي عليك، و لو رفضت ابقى عيطي شوية و بعدها هتنسي كعادتك، لكن الموضوع يستحق المحاولة”..
و هنا وقفت حائرة بين قلبي و عقلي زي مواقف كتير.. يا ترى هاخدها من قصيرها و اسمع كلام قلبي علشان مزعلش؟ و لا هسمع كلام عقلي و اعرض عليها لأن الموضوع يستحق المحاولة؟
المزيد
1