و رحنا أنا و روميو دورة إعداد الأباء و الأمهات الجدد و كان معانا في البرنامج أربع أسر تانيين.. كانوا 3 كنديين و أسرة روسية و كانوا كلهم بيستعدوا لاستقبال أول طفل لهم..
و لاحظت إن اثنين منهم كبار في السن يعني مقاربين على ال 45 والاثنين الثانيين أسرة في الثلاثينات و أسرة في العشرينات، و ده حسسني إني مش أكبر واحدة و لا حاجة زي ما كنت متخيلة..
كانت المدرسة نفسها (ميد وايف) و كانت من المركز اللي كنت بروحه لكن مكانتش الميد وايف اللي معايا..
و رحنا أنا و روميو دورة إعداد الأباء و الأمهات الجدد و كان معانا في البرنامج أربع أسر تانيين.. كانوا 3 كنديين و أسرة روسية و كانوا كلهم بيستعدوا لاستقبال أول طفل لهم..
و لاحظت إن اثنين منهم كبار في السن يعني مقاربين على ال 45 والاثنين الثانيين أسرة في الثلاثينات و أسرة في العشرينات، و ده حسسني إني مش أكبر واحدة و لا حاجة زي ما كنت متخيلة..
كانت المدرسة نفسها (ميد وايف) و كانت من المركز اللي كنت بروحه لكن مكانتش الميد وايف اللي معايا..
و قعدت أبص على الرجالة التانيين و أزاي بيتعاملوا مع زوجاتهم .. كانوا كلهم متفاعلين و مندمجين جدا مع المدرسة، أما روميو فكان قاعد مش طايق نفسه و بينفخ و طبعا الفرق كان واضح جدا..
كان جوايا إحساس إني مش محظوظة بالمرة وإن بطيخة الجواز طلعت معايا قرعة و مطلعتش حمراء أبدا زي ما كنت فاكراها..
و بدأت ما اركزش معاه خالص و كان تركيزي كله على المعلومات، أما هو فكان في حتة تانية خالص..
و خلصت الحصة و لسه فاضل حصص تانية، لكن روميو بعد الحصة وقف و قال لي:
“أعذريني أنا مش هقدر أكمل الكورس ده ابقي روحي لوحدك”
و كالعادة مبقيتش بناقشه لأني لو ناقشته كان هيبدأ يزعق فهزيت راسي وقلت له:
“مفيش مشكلة خالص اعمل اللي يريحك”
طبعا طلبه ضايقني جدا لكن سكت و شيلت جوايا زي ما كنت دايما بعمل في الفترة دي..
و لأن الميدوايف كانت دايما حاسة بي و أكتر من أي حد كانت هي الوحيدة اللي بفضفض لها و كانت دايما بتسمعني باهتمام و قالت لي:
“أنا لازم أقعد مع جوزك لازم افهمه شوية حاجات لان ما ينفعش كده.. أنا عارفة انه مش راضي يقابلني، لكن أنا هاجي عندكم و هقابله بس خديلي منه ميعاد”
و فعلا رحت له وقلت له الكلام ده من غير ما احسسه اني مفهماها حاجة و قال لي:
“تتفضل تيجي بس أنا لزمتي إيه في القعدة دي؟”
حاولت اقنعه إن وجوده مهم و ده من صميم شغلها..
و فعلا جت الميدووايف البيت علشان تقابل روميو و قعدت تتكلم معاه كتير و كان مش متفاعل معاها أبدا، و كنت حساه ودن من طين و ودن من عجين..
كان كلامها كله على إني محتاجة دعم نفسي و خصوصا في المرحلة دي، و هي من جانبها بتعملي ده لكن كمان دوره مهم جدا..
حاولت أتكلم معاه بعد ما مشيت الميد وايف، لكن كلامه كان كله برود و أنانية و بصلي و قال لي:
“أنا شايف إني بعمل دوري على أكمل وجه.. إيه يعني المطلوب مني؟”
و دي مشكلة ناس كتير بتكون مقصرة في علاقتها مع الطرف التاني بتبقى مقتنعة إنها بتقوم بدورها على أكمل وجه ، لكن الحقيقة حاجة تانية..
و مع منتصف شهر يناير رجع الأسباني البيت و بالنسبة لنا كان احسن لنا بكتير لأننا هنرجع نقسم معاه الإيجار.. و فعلا اكتشفنا اننا مينفعش نعيش من غير ما نشارك بيتنا مع حد تاني.
لكن بصراحة مهما كان الشاب محترم و مهذب تفضل حاجة غير مريحة إننا عايشين مع رجل غريب في البيت، و اللي بدأ يشغلني أكتر لما البيبي يتولد و سهر الليالي خصوصا في السنة الأولى هيكون إزاي في البيت ده؟ و هل الوضع ده هيكون مريح لكل الأطراف و لا لأ؟!
و حاولت اشتت تفكيري بأي طريقة كعادتي لما تكتر على الضغوطات.. و بدأت أفكر إني اسجل في كورس توعية الأمهات اللي في ال (كوميونتي سنتر) و اللي بيستمر طول فترة الحمل إلى ما بعد الولادة ب 6 شهور..
كان المكان يبعد عن بيتي شوية .. بس كنت باخد له الترام و بعدين أمشي شوية و كان مدة البرنامج ساعتين خلال اليوم و كان فيه وجبة فطار بعدين بوفية غداء، و كان فيه مميزات كتير جدا..
كان المكان اسمه (ذا ستوب) و كان متقسم لكذا خدمة و كلها بتدور حوالين التأمين الغذائي، و الدعم النفسي لسكان المنطقة..
كانت من أهم مميزات البرنامج انه فيه محاضرين، و كل مرة بيكون عن موضوع مختلف و كله يتعلق بمرحلة الإعداد قبل الولادة و ما بعدها.. كمان كان فيه توزيع (جيفت كارد) و ده كارت فيه فلوس ممكن الواحد يشتري من أي سوبر ماركت بقيمته
بالإضافة لكده كان فيه كمان سوق خضار و فاكهة مدعم و كان اللي بيحضر البرنامج بياخد تذكرة بقيمة 5 دولار ، و دي كافية إنها تجيب حاجات كتير بعكس الأسواق بره.. و اللي عايز يزود يدفع الباقي من جيبه وكانت الأسعار رمزية..
كمان كانوا بيعملوا سوق صغير لتبادل ملابس الأطفال ، وكان فه كل مرة جوايز و هدايا و كلها جاية من مؤسسات كبيرة… و معظمها حاجات للبيبي و للأم..
و بخلاف كل الخدمات و الفوائد دي، كان في كمان خدمة مميزة و هي إن كل أم ممكن يتعين لها ممرضة تهتم بها و تكون مرجع لها إضافي خلال فترة الحمل، و الممرضة دي بتعمل لها زيارات منزلية بشكل أسبوعي قبل ما البيبي يتولد و بعد ما يتولد.. و ممكن تكمل معاها لحد ما الطفل يتم 6 سنين، بس بصراحة أنا ما احتاجتهاش كل ده، و وقفت معاها لحد ما ابنى بقى عمره سنتين..
بصراحة المركز ده كان عامل زي مغارة علي بابا مليان معلومات، ودعم نفسي، ومادي كمان.. كان مكان جديد على عرفني على أمهات كتير من أجناس و طبقات اجتماعية مختلفة، لكن كان الأغلب عليهم فئة الأمهات اللي بيقولوا عليها (سينجل مام)..
كانت أول مرة أحتك بفئة (السينجل مام) اللي أنا هبقى منهم بعد فترة مش بعيدة أبدا من الوقت ده، و كانت دايما التسمية دي ما بتعجبنيش و لو ترجمناها بالعربي هفضل دايما إني أطلق عليها (أم وحيدة) لأن ده أنسب شيء تتوصف به الأم دي..
و هيكون المركز ده متنفسي الجديد، و مكان مليان بالقصص والحواديت، و هتعلم منه كتير، و هلاقي دعم أكتر مما كنت أتصور..
كنت مبسوطة جدا من الفترة دي و إني أترحمت من عذاب الشغل، لكن دار بيني و بين نفسي حوار عن إيه اللي ممكن أعمله بعد ما إجازة الأمومة بتاعتي تخلص(يعني كمان سنه بالظبط)؟ و هل هرجع نفس الشغل تاني؟
كان قلبي و عقلي في حوار قوي كله انسجام و حماس و لقيتهم الاثنين بيردوا علي و بقوة و يقولوا لي:
“فكرة انك ترجعي الشغل القديم تاني دي مرفوضة، و فكرة التقديم على وظايف تانية كمان مرفوضة”
ضحكت و رديت عليهم وقلت لهم:”يا سلام!! أومال هعمل إيه؟”
ردوا علي بكل حماس و قوة و تفاؤل و قالوا لي …..
يا ترى قالوا لي إيه؟!
المزيد
1