و صحيت الصبح و لبست لبس رياضي لأني عارفة إني رايحة موقع أثري و هيكون فيه مشي كتير و كمان كبير، و بالتالي لازم اللبس يكون مريح و عملي جدا..
كان المكان اسمه تشيتشن-إيتزا وهي مدينة أثرية كلها أثار من حضارة المايا القديمة و اللي امتدت من 2000 ق.م حتى 900 م، لكن المدينة دي بالتحديد يرجع تاريخها للفترة من (600-900 م) يعني حوالي 1400 سنة..
و صحيت الصبح و لبست لبس رياضي لأني عارفة إني رايحة موقع أثري و هيكون فيه مشي كتير و كمان كبير، و بالتالي لازم اللبس يكون مريح و عملي جدا..
كان المكان اسمه تشيتشن-إيتزا وهي مدينة أثرية كلها أثار من حضارة المايا القديمة و اللي امتدت من 2000 ق.م حتى 900 م، لكن المدينة دي بالتحديد يرجع تاريخها للفترة من (600-900 م) يعني حوالي 1400 سنة..
كان الطريق طويل جدا و يبعد 5 ساعات عن المنتجع، لكن كان فيه استراحة عند مكان في مدخل المكان الأثري وكان بازار صغير يبيع هدايا تذكارية..
كمان كان المرشد السياحي نفسه متفق مع محل فضة انه يعمل حاجة شبيه بالخراطيش اللي مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، وكان ممكن يكتب أسم الشخص باللغة القديمة للمايا و اللي لسه في ناس عارفاها و خصوصا في المنطقة دي و طبعا المرشد..
و خليته يعمل لي خرطوشة عليها أسمي، و طلع شكلها جميل و قلت احتفظ بها لنفسي و تكون هدية عيد ميلادي القادم..
و نزلت مع باقي الجروب على البازار و اشتريت تي شيرت صغير مكتوب عليه اسم المدينة، و كانت وال حاجة اجيبها للبيبي من الرحلة دي..
و بدأن بالتحرك ناحية المكان ووصلنا بعد ساعات كتير و كان الجو حر جدا يمكن يومها درجة الحرارة وصلت ل 40 درجة سيليزية ..و بصراحة أنا كنت نسيت الدرجات دي بعد ما كان بقالي سنة و نص في كندا و جوها اللي مختلف تماما عن الدرجات المرتفعة.. خصوصا في فصل الشتاء..
و نزلنا المكان الضخم اللي كان فيه هرم مدرج و أعمدة لمعابد منتشرة و كانت مساحة شاسعة .. طبعا الهرم مكانش بحجم أي هرم مصري، لكن كان معماره مختلف و كان عليه نقوش لأفعى.. و الهرم ده اتمنع الناس تماما انهم يتسلقوه من فترة مش كبيرة و ده علشان يحافظوا عليه.. طبعا المرشد لما بدأ يتكلم عن الهرم و هو بيقول دي هرم عظيم، لكن لا يقارن بأهرامات الجيزة بصيتله و وقلت له:” أكيد”.. و لما عرفته بنفسي و إني من مصر قال لي:” يا بختك.. انت من أكتر مكان نفسي أزوره في حياتي.. حلم كبير من أحلامي “.
كمان كان فيه مكان عليه نقوش جماجم واضحة اسمه منصة الجماجم و يقال انه المكان اللي كانوا بيحتفظوا فيه برؤوس أعدائهم..
و خلصت الجولة الكبيرة و بعدها رحنا مكان قريب جدا اسمه بئر(إكل كل)، وكانت سلالمه كتير.. و بصراحة ما خوفتش إني أنزل عليها بالرغم إنها كانت مزحلقة و نزلت و سبحت في البير زي زي ناس كتير.. و كان البير عميق جدا و المياه باردة إلى حد ما..
و بعد ما خلصت الجولة العظيمة كان في جولة في أسواق المدينة و اشتريت قناع محفور من الخشب على شكل قناع من محاربي المايا القدامى..
و أخيرا و أنا بركب الأوتوبيس و قبل ما نتجه للمطعم اللي هنتغدى فيه أتعرفت على ست و بنتها، و كانوا من أمريكا وجايين لوحدهم مع الجروب.. كانوا دايما حواليا خصوصا الست.. و لما عرفت إني حامل كانت هي الملاك الحارس اللي مخلي باله مني و كانت دايما جنبي حتى في البير كانت عينها علي وقالت لي:” انت شجاعة جدا .. أنا عمري ما شوفت واحدة حامل بتنزل بير و تعمل مغامرات! بصراحة انتِ شخصية مختلفة..
و بدأنا نتكلم مع بعض أكتر خصوصا وقت الغداء و قعدت معاها هي و بنتها على نفس الترابيزة.. كانت الست في بداية الخمسينات و كانت بنتها شابة عمرها حوالي 17 سنة.. و بدأنا نتكلم شوية، لكن حبيت أسمعهم هم الأول و بدأت الست كلامها معايا و قالت لي:
“بصراحة المكان هنا جميل و أنا و بنتي دايما بنسافر مع بعض خصوصا لو بره أمريكا لأن باباها مش من هواة السفر”
و سألتني عن جوزي و رديت و قلت لها:” سيبته في كندا اصله زي جوزك كده مش من هواة السفر”
قعدنا نضحك و كملنا كلامنا و عرفت انهم من ولاية صغيرة اسمها (ديلاوير) و دي الولاية اللي طلع منها الرئيس الحالي (جو بايدن).
كانت ست لطيفة جدا و فضلنا نتكلم مع بعض، حتى و إحنا في الأوتوبيس ، و في طريقنا للعودة.. لحد ما نزلت قبلي، بس قبل ما تنزل سألتني عن اسمي و الغريب إنها افتكرته و هي اللي لقيتني على الفيس بوك و وصلتلي بعد كده.. و لحد الآن إحنا على تواصل.. و عزمتني اروح عندها و أنا كمان، بس لسه مستنيين الكورونا تعدي..
و خلص اليوم الطويل.. و طريق العودة كان طويل زي الذهاب تمام. و أخيرا وصلت الفندق و جريت على الاوضة لبست و اتشيكت و لبست فستان أخير من المجموعة اللي كنت اشتريتها من (ثريفت ستور).. كان فستان كحلي بيلمع و لبست عليه أكسسوار فضي، و جريت على المطعم اللي كنت حجزته، وكان تبع عرض النزلاء وكان مطعم (بحر متوسط)..
كان جو المطعم جميل و غالب عليه اللونين الأزرق و الأبيض، و كان فيه ديكورات مراكب و أسماك، و الإضاءة كانت شيك جدا..
و قعدت لوحدي على ترابيزة كبيرة و نزلي الأكل و كان المطعم ايطالي، و لكن كان عنده أطباق أخرى من منطقة البحر المتوسط، لكن اختارت الاسباجيتي بفواكه البحر، و سمك في الفرن ،و أخيرا الحلو تارت الفواكه..
و خلصت العشاء و طلعت أتمشى ناحية البحر، و بعدين رحت للمسرح علشان احضر العرض الغنائي.. و كان عرض جميل و مبهر كالعادة استمر ساعتين كاملين..
و رجعت اوضتي و كان نفسي اسهر شوية بس ما قدرتش من كتر التعب و الإرهاق و رحت في سابع نومه..
و صحيت و أنا مقررة إني أقضي أخر ساعات لي على البحر و نزلت و كان الموج عالي شوية لكن المياه كانت جميلة وكانت تجربة جميلة.. و ختمتها بالبسين و اللي كان فيه حصة تمارين رياضية مائية و انضميت للجروب، و بعدها اتغديت على البسين.. و كان الغداء اسماك ، و كمان كانوا عاملين طبق من الصبار جربته من الفضول لكن معجبنيش خالص بصراحة..
و ختمت اليوم بعصير جوز الهند والأناناس و أنا قاعدة تحت شجرة جوز الهند نفسها.. و تخيلت للحظات إني قاعدة حقيقي في الجنة من كتر الحاجات الجميلة الموجودة، و قلة الضغوطات، و انعدام المسؤوليات..
و ودعت المنتجع و أنا بودع معاه رحلاتي الفردية اللي فعليا كانت آخر رحلة لي قبل ما أولد و كنت لسه معتبرة نفسي في مرحلة إني (سينجل)..
و ركبت الطيارة و عليت و ارتفعت عن ارض جميلة كلها ناس لطفية و أماكن رائعة و بحر مميز و أشجار جوز الهند..
و وصلت على تورنتو.. و أول ما طلعت كنت هتجمد، بس كان معايا الجاكت الشتوي التقيل في الشنطة.. و رحت على البيت علشان اعملها لروميو مفاجأة اللي كالعادة مكانش بيحب النوع ده من المفاجآت و استقبلني ببرود شديد و قال لي:
“ أنا زعلان منك لأنك مكنتيش بتتصلي بي و زي ما تكوني ما صدقتي”
بصراحة كانت دي الحقيقة لأني فعلا كنت زعلانة و متضايقة منه جدا لكن رديت عليه بدبلوماسية و قلت:
“لا أبدا بس تليفوني مفهوش اتصال دولي، و بعدين أنا كنت ببعتلك رسايل يومية”
هز راسه بمعنى انه مش داخل عليه الكلام ده و قال لي:
“بس شكلك اتبسطتي على الأخر”
قلت له:” بصراحة أنا حاسة إني كنت في الجنة”
و فرجته على الحاجات اللي جبتها و كالعادة اتنرفز من فكرة التيشيرت اللي جبته للبيبي و قال لي:
“محدش بيشتري هدوم لحد ما اتولدش”
و عديتها و عملت نفسي مش سامعه بل غيرت الموضوع و خدتها بضحك كمان..
و فضلت افرجه على صور الرحلة وأنا كل تفكيري.. يا سلام لو كنت قعدت هناك شوية كمان..
و رجعت الشغل و كان يوم 12 ديسمبر وكانت في مفاجأة كبيرة جدا مستنياني.. يا ترى إيه المفاجأة السعيدة دي؟
المزيد
1