وصحيت أنا و ماما و كنت مش مصدقة نفسي من الفرحة من فكرة إني كنت نايمة جنب ماما و صبحت عليها وقولت لها:
“تعالي بينا نفطر بره أنا هوديكي المكان اللي دايما كنت بفطر فيه لوحدي بس المرة دي هفطر فيه معاكي”
قالت لي:” و بتفطري لوحدك ليه؟أومال جوزك فين؟”
وصحيت أنا و ماما و كنت مش مصدقة نفسي من الفرحة من فكرة إني كنت نايمة جنب ماما و صبحت عليها وقولت لها:
“تعالي بينا نفطر بره أنا هوديكي المكان اللي دايما كنت بفطر فيه لوحدي بس المرة دي هفطر فيه معاكي”
قالت لي:” و بتفطري لوحدك ليه؟أومال جوزك فين؟”
قلت لها:” هو تقريبا ما بيحبش أي أكل غير الإيطالي و كمان هو ما بيفطرش و بالتالي عمره ما كان بيوافق ييجي معايا، بس ده ما منعنيش اني اروح افطر بره لوحدي.. بل بالعكس هو اللي كان بيشجعني و يقولي روحي و سيبيني أنام”
طبعا ماما مكانتش شايفة طريقة معاملته معايا لسه، لكن كانت حاسة إني مش سعيدة و كان نفسها تعرف أكتر و أكتر .و فعلا هتحاول تعرف مني إن كنت سعيدة في حياتي الزوجية و لا لأ!
كنا يوم 10 مارس 2018 و كان الجو برد يعني حوالي 5 درجات تحت الصفر و طبعا بالنسبة لماما برد جدا. وصيتها تتقل شوية خصوصا إننا هنمشي شوية لحد ما نوصل للمكان اللي هنفطر فيه..
و لبست ماما و تقلت و أنا لبست طقم شتوي، و لكن زينته بفرنش بيريه (طاقية فرنسية) خلت للطقم شكل وروح مختلفة..
و رحنا الكافية الفرنسي المفضل بالنسبة لي (بان بيردو) اللي عنده أحلى كرواسون باللوز في تورنتو بلا منازع و طلبت قهوة و ماما كمان..
كانت ماما قاعدة قدامي و في كل مرة كنت بشوفها كان الكلام بيروح و كنت بس ببص لها علشان عيني تشبع منها.. و بدأت أدرك إن بعدي و عيشتي في كندا حسستني إني بعيدة جدا عن أمي أكتر من دبي بسبب بعد المسافة.. و فعلا إحساس إنها بقت وحشاني بقى أكتر من الأول.. لدرجة إني كنت حساها وحشاني و هي لسه قدام عينيه..
و بدأت الكلام و قالت لي:” إنتِ عاملة إيه في حياتك؟” أنا حساكي بقيتي هادية جدا عن الأول مش عارفة ليه زي ما يكون فيكي حاجة متغيرة .. بس يا ترى هي إيه؟
و فعلا كان كلام ماما صح ..حاجات أثرت في جدا في كندا بعد ما عشت فيها أقل من سنتين خلتني أتغير عن الأول
كان أهمها الشغل اللي جابلي إحباط رهيب و حسسني إن مستقبلي مش في الوظيفة خلاص و ده موضوع كان شاغل تفكيري حتى و أنا في بداية أجازة الأمومة، بس طبعا مش مؤرقني حاليا لأن لسه قدامي سنه بحالها أقرر فيها هعمل إيه بعد كده..
أما الحاجة التانية و اللي خدت مني اكتر ما ادتني كانت جوازي من روميو، و اللي فعلا كان غير متكافئ، و كانت صدمة كبيرة لي إني اكتشفت إني عايشة مع واحد مش مدعمني و لا مساندي و لا عامل لي أي شيء، بل بالعكس كان عبء كبير علي..
كنت مش عارفة أتكلم و أقول لها إيه.. و كل ما أحاول أفضفض لها لساني يتعقد لكن حاولت أرد و قلت لها:
“يعني تقدري تقولي إني بمر بمرحلة من خيبة الأمل بس أتمنى إنها تعدي… بس بقولك إيه ما تيجى نغير الموضوع وقوليلي رأيك في الفطار الفرنساوي الحلو ده؟”
ردت ماما و كنت حساها زعلانة علي لكنها فعلا غيرت الموضوع وقالت لي:
“جميل يا بنتي بصراحة المكان جميل و الخدمة ممتازة و كل حاجة حلوة”
و بعد ما خلصنا فطارنا اتصورنا كم صورة حلوة و وحاولت افرجها على الشوارع و المنطقة و اعرفها مدخل البيت .. يعني لو حابة تنزل بعد كده لوحدها خصوصا و أنا والدة في الأول تكون برضه عارفة المنطقة..
و أنا بعملها جولة خفيفة كده قابلت جارتي مدرسة الإنجليزي اللي ساكنة في البيت الخامس و كنت قايلة لها إن ماما جاية خلاص و كانت فرحانة جدا لما شافتها وقالت لنا:
“كنت أتمنى اعزمكم على شاي عندي، بس للأسف أنا ساكنة مشاركة مع صاحبة البيت و لازم أخد إذن منها الأول لو جبت حد”
قلت لها:” ولا يهمك .. يبقى إنتِ اللي تيجي عندنا ”
واتكلمنا شوية و كان عاجبها جدا لبس ماما و قالت لي:
“انتِ شيك لماما بقى .. واضح إنكم بتحبوا اللبس جدا”
قلت لها:” أكيد.. بصراحة أنا اتعلمت من ماما الشياكة و معظم عيلتها شيك جدا و كلهم عندهم ذوق حلو جدا في اللبس”
و بمناسبة الشياكة طبعا لاحظت ماما إن روميو لبسه عكس توقعاتها تماما و قالت لي:
“إنتِ أزاي مخلية جوزك نازل طالع بلبس البيت و له دايما لابس شبشب بلاستيك في رجله”
فتحت لها الدولاب قبل ما أتكلم و احكي كتير علشان تشوف بعينها إنه عنده أحلى لبس، لكن هو اللي مبيحبش يلبس ولا يتشيك خالص..
و قفلت الدولاب و قفلت الموضوع و قلت لماما:
“لو بتحبيني يا ماما خلينا نغير الموضوع”
و فضلت جملتي دايما مع ماما إننا نغير الموضوع، لكن هي بصراحة كان عندها حق في كل حاجة علقت عليها وشافتها..
و إحنا في البيت لمحت الأسباني في المطبخ وهنا قالت لي:
“طيب و الرجل ده يا بنتي؟ عايش معاكم على طول؟ ”
رديت و قلت لها:
“البيت غالي يا ماما إيجاره 2000 دولار في الشهر و أنا كل اللي بيدهوني جوزي أقل من ثلث المبلغ فبالتالي مرتبي و فلوسه مش مقضيين.. فكان لازم نأجر لحد معانا. و بعد تجارب مريرة مش هصدع رأسك بها فهمنا إن الرجل ده نعمة، و هدية من ربنا لأنه كويس جدا و نسمة و مش حاسين به”
سكتت و كانت حساني مغلوبة على أمري وكانت مستغربة جدا.. و فكرتني بأيام دبي لما كنت ساكنة لوحدي في شقة يرمح فيها الخيل و رديت و قلت لها:
“أيوه يا ماما ده كان زمان.. و خلي الزمان يرجع يا زمان”
و حاولت أرسم على وشي ابتسامة، لكنها كانت مصطنعة و اتعلمتها من كندا .. يعني ابتسامة كندية..
لحد ما رجع روميو من الشغل و كان بيحاول يدي انطباع لماما إنه زوج مثالي و رومانسي.. و أول ما رجع باس أيدي و قعد يطبطب علي، و طبعا كنت عارفة إنها حركات بس يبين بها أنه طيب و حنين لكن مع الوقت هيبان الوش الحقيقي لماما و هتشوف بيعاملني أزاي..
وتغدينا مع بعض أكل مصري و كانت ماما فرحانة إنه عاجبه الأكل و قالت لي:
“ما الرجل عاجبه الاكل اهو”
قلت لها:” اصبري على رزقك.. و ضحكت”
و بص لي روميو و قال لي:” من هنا و رايح أي كلام يتقال بالعربي قدامي يترجم”
و هزيت رأسي و قلت له:” حاضر من عينيه”
طبعا مش كل الكلام ينفع يترجم و حتى لو أترجم مش لازم يكون بالظبط زي ما هو..
و بقيت فوق كل مهامي اليومية مترجمة فورية لروميو و ماما، و اللي كانوا مصممين يتكلموا مع بعض و أنا طبعا اللي ما بينهم..
و كنت بستمتع جدا بالجزء ده لأني كنت بترجم على مزاجي، و أهم حاجة بقول اللي يرضي جميع الأطراف و بقية مترجمة النوايا الحسنة..
و قعدنا إحنا الثلاثة على ترابيزة السفرة نتفق على بعض الاستعدادات للبيبي… و من أهمها حفلة هنظمها قبل الولادة و دي من الحاجات المعروفة جدا في كندا.. يا ترى الحفلة دي اسمها إيه؟
المزيد
1