و فضل يجري ابني و اجري وراه لحد ما مسكه رجل و قال لي:
“ابنك شقي أوي”
ابتسمت و قلت له:” اه مجنني”
و قال لي:” انا شايفة من اول الرحلة مفرهدك.. لو عايزة تروحي الحمام، ولا حاجة انا هقعد لك به لحد ما ترجعي”
و بصراحة ما صدقت.. و رحت، وخد الرجل ابني و شاله، و لما رجعت خدت ابني منه
و لقيته بيبص على أيدي جدا، و سألني:
“هو حضرتك مش لابسة دبلة ليه؟”
و جاوبته بمنتهى البساطة” اصل انا منفصلة عن ابو الولد..”
و سألني تاني:” منفصلة، و لا مطلقة؟”
و رديت: ” منفصلة، و لسه ما بدأتش في إجراءات الطلاق”
و بدأ الرجل ده اللي كان باين عليه الطيبة انه يتكلم عن نفسه، و قال لي:
“انا بقالي في كندا 10 سنين، بس كنت قبلها في امريكا، و بصراحة انا بدور على عروسة.. ما تعرفيش واحدة بنت حلال كده تعرفيني عليها؟”
و ابتسمت و قلت له:” لا بصراحة، بس لو عرفت هقولك اكيد من عينيه”
وأصبح الرجل ده هو رفيق السفر، و بصراحة كان شايل من على تعب و فرهدة الولد إلى حد ما..
و كمل الواجب، و فضل معايا لحد ما سحب لي الشنط من على السير
و ركبني كمان التاكسي.. بس قبل ما مشي طلب مني رقم تليفوني، و قال لي:
“ما تنسيش الموضوع اللي كلمته عليه و احنا فوق في الطيارة”
و رديت عليه و قلت له:” ماشي حاضر”.. بس بصراحة كنت مستغربة جدا طلبه خصوصا انه ما يعرفنيش بالمره..
و رجعت على البيت، و لقيت قطتي زي الفل، و طبعا كانت اكتر حاجة وحشاني
و نمت انا و ابني نوم عميق بعد رحلة طويلة ومتعبة
كان فاضل أيام على نهاية سنة ،2019 و كنا بالتحديد يوم 28 ديسمبر
و لأني أديت للرجل اللي قابلته على الطيارة رقم تليفوني فكلمني، وطلب مني انه يقابلني بعد ما وصلنا بيومين وكان قبل رأس السنة بيوم
و قابلته و معايا البيبي، و رحنا مول قريب من البيت عندي
و قعد يحكي لي اكتر عن حياته، و شغله، و ظروفه بالكامل
و بصراحة كنت حساه بيلمح لي اني مثلا افكر في الموضوع، و اني اكون انا العروسة اللي عليها العين و الطلب
و لأني شخص صريح، و ما بحبش اللف و الدوران سألته:
“انت عايز مني أنا ايه؟”
قال لي:” عايز اعرف قدامك قد ايه في الطلاق علشان لو كده اتقدم لك”
قلت له:” انا لسه ما بدأتش فيه، و ما تزعلش مني انا ما اعرفكش، و ما اعتقدش اني وقعت في حبك من أول نظرة”
و لا هو كمان.. بس الفكرة انه شاف مقومات عروسة مش اكتر.. عروسة بالمقاييس والمعايير التقليدية من وجهة نظره..
و بالرغم اني مشيت وراء العاطفة و الاحتياج النفسي في جوازتي السابقة، إلا أني كنت و ما زالت مصممة اني لو اتجوزت تاني تكون جوازة القلب و العقل معا .. و القلب اولا … لاني بدور على شريك عمري اللي ما اتوفقتش و لقيته لحد دلوقتي
و صدمته صراحتي، لكن كنت بحاول اكون دبلوماسية معاه برضه
و قلت له:” انا فاهمه ظروفك انت على حد كلامك دايرة معارفك ضيقة جدا، و ما تعرفش اي حد غير اثنين ثلاثة، و بالتالي ما اتوفقتش انك تلاقي حد بعد ما طلقت مراتك الاولى صح؟”
قال لي:” بالظبط كده”
قلت له:” طيب انت عندك كم سنه صحيح؟ و إيه ظروف معيشتك؟ علشان ادور لك على عروسة بجد”
قال لي:” انا عندي 48 سنة، و مطلق بدون أولاد، و شغال محاسب، و مأجر شقة صغيرة في برلنجتون”
قلت له:” تمام .. لو لقيت حد مناسب هبلغك اكيد، و اعتبرني يا سيدي صديقة جديدة تضيفها لدايرة معارفك المحدودة.. انت برضه ابن بلدي، و اهو نبقى عزوة”
و فعلا قدر لي الموقف ده و كان تعامله معايا كويس جدا و بإحترام.. لحد ما خسرنا بعض بسبب عروسه من العرايس اللي رشحتها له.. أو بمعنى أدق رشحتها له واحدة من طرفي.. و تأكدت من صحة المثل اللي بيقول يا داخل بين البصلة وقشرتها …..
و عدينا اليوم، و جه يوم رأس السنة.. اليوم اللي بقعد مع نفسي فيه، و اراجع حسابات سنة كاملة من عمري
بصيت على ،2019 و حسيت انها بداية استقراري في كندا بعد سنوات العذاب والضنا اللي سبقتها
و على مستوى الشغل بدأت احط خطط ل ،2020 و كنت عايزة احقق احلام كتيرة جدا من أهمها: ان يكون عندي عملاء مهمة، و كلهم يشتغلوا معايا بنظام المرتب الشهري علشان اقدر اضمن انى احوش فلوس شقة مصر. حلمي الكبير
و عملت كارت عبارة عن صورتي مع ابني على البحر في اسكندرية و كتبت عليه 2020.. و كانت يا دوب الثواني الاولى في أكتر سنة غيرت من طريقة تفكيري، و فجرت في كل مواطن الإبداع و الموهبة عندي..
و قعدت انا و ابني نبص على الألعاب النارية من وراء شباك مكتبي، و دعيت ربنا ان سنة 2020 تكون سنة خير وبركة
و ودعنا سنة ،2019 و هنبدأ سنة جديدة من عمرنا و هي 2020..
و بدأت سنة 2020 اني اتعرفت على ست مهمة جدا..يا ترى مين الست دي؟ و اتعرفت عليها إزاي؟

7