كان التاريخ 24 يناير 2018 و كنت خلاص بدأت في الشهر التامن في الحمل، و في نفس الوقت قررت إني أروح أحضر ورشة عمل خاصة بمنظمة معروفة اسمها (فيوتشر برونير) و كان مقرها في الداون تاون..
كانت المؤسسة دي واحدة من مؤسسات كتير في تورنتو بتوجه أصحاب أفكار المشروعات الصغيرة انهم يتعلموا شوية عن السوق الكندي، و كمان تساعدهم انهم يقدموا قرض من خلالهم منخفض الفائدة..
لكن مؤسسة (فيوتشر برونير) من المؤسسات اللي لها شروط عند التقديم و من أهمها:
كان التاريخ 24 يناير 2018 و كنت خلاص بدأت في الشهر التامن في الحمل، و في نفس الوقت قررت إني أروح أحضر ورشة عمل خاصة بمنظمة معروفة اسمها (فيوتشر برونير) و كان مقرها في الداون تاون..
كانت المؤسسة دي واحدة من مؤسسات كتير في تورنتو بتوجه أصحاب أفكار المشروعات الصغيرة انهم يتعلموا شوية عن السوق الكندي، و كمان تساعدهم انهم يقدموا قرض من خلالهم منخفض الفائدة..
لكن مؤسسة (فيوتشر برونير) من المؤسسات اللي لها شروط عند التقديم و من أهمها:
1- إن صاحب البيزنس يكون وجوده في البلد بشكل قانوني
2- عمره لا يزيد عن 39 سنة عند التقديم
دول كانوا اهم شرطين وكان بالنسبة لي الشرط التاني مفهوش مشكلة خالص و اللي عرفته منهم انهم يقصدوا بال 39 سنة كمان انه عند التقديم ما يكونش المتقدم احتفل بعيد ميلاده الأربعين.. يعني معناه إن الشخص عمره يكون لحد 39 سنه و 11 شهر و29 يوم بحد أقصى..
و حضرت ورشة العمل الي كانت اليوم كله و كنت سعيدة جدا إني بدأت اركز و أحط أفكاري على الورق، وعملت خلال الورشة تمرين جماعي اسمه (بيزنس كانفاس)، و حاولت افكر في فكرة بيزنس خصوصا إن وقتها كان عندي بالفعل 3 أفكار و حطيتهم كلهم على الورق .. و هنا اكتشفت إن مش شرط الفكرة اللي على الورق هي الفكرة اللي الواحد يقدر ينفذها..
كانت الأفكار الثلاثة هي:
1- تأسيس معهد للغات بطريقة (الفرانشايز) و كنت حاطة عيني على معهد معروف من أيام دبي اسمه (إيتون)
2- عمل دور رعاية للأطفال من البيت
3- عمل بيزنس خاص باستيراد وتوزيع المنتجات القطنية من مصر
و فعلا حطيت الأفكار على الورق و بدأت اجمع شوية معلومات عنهم و هنا توصلت لبعض النتائج و منها:
1- بيزنس المعهد التعليمي هيكون صعب جدا لإنه بنظام (الفرانشايز) و متطلب مني خبرة كبيرة في أدارة معهد (و دي طبعا مش عندي) و رأس مال قدره (100 ألف دولار) .. و حتى لو خدت الفرض اللي أقصى حاجة وقتها كان (40 ألف دولار) هيكون مطلوب مني إني أوفر (60 ألف دولار) من حسابي الخاص، و ده طبعا مش حاصل و بالتالي الفكرة دي مش ممكنة..
2- بالنسبة لفكرة دور رعاية الأطفال المنزلية:
نفس اليوم رحت البيت و أتكلمت مع روميو بكل حماس و حاولت أفكره بكلامنا عن اننا يكون عندنا البيزنس الخاص بينا.. كان بيسمعني بس من غير اهتمام و رد علي و قال لي:
“ الفكرة دي مش عاجباني خالص.. و بعدين أنا هيكون دوري إيه فيها؟”
قلت له:” هتقعد بالعيال و أنا همسك التسويق و الإدارة”
ضحك و قال لي:” لا أنا مش دادة.. دوريلك على حد تاني”
أما انا بصراحة فمكنتش شايفة حد تاني يقعد بالعيال، و أنا شخصيا ما اقدرش أقوم بالدور ده لأني مش من هواة العمل في الحضانات، و كمان صعب إني اخلي بالي من أطفال كتير… و بالتالي الفكرة فاشلة بالنسبة لنا، لكن ده ما منعنيش إني اجمع معلومات و اعرف التراخيص المطلوبة وكل اللازم، و حقيقي ماكنتش حاجة صعبة من حيث الفكرة، لكن إدارتها صعبة جدا و مش لكل الناس..
أما الفكرة الثالثة فكانت الأكثر منطقية، و أنا روميو اتفقنا على إن الموضوع يستحق المحاولة..
كنا يا دوب في مرحلة التفكير و التخطيط، لكن التسجيل و التنفيذ قدامه كتير خصوصا إني داخلة على ولادة و مش وقته أبدا..
كنت مبسوطة إن في حاجة جديدة بدأت تشغل تفكيري، و بدأت في الوقت ده أقرأ عن السوق و إجراءات الاستيراد، و كمان إني اعمل قائمة بالمحلات اللي ممكن أوزع من خلالها، و شويه شغل كده على خفيف..
كانت كل حاجة ماشية زي ما أحنا متعودين، بس طبعا فلوسي قلت و مابقتش زي الأول.. يعني بقيت باخد 1400 دولار بدل من 2000 صافي بعد الضرايب و المواصلات و أكيد ال 600 دولار دول كانوا مأثرين علي شوية..
حاولت أكلم روميو انه يزود لي الفلوس الي بيديها لي و قلت له:
أنا بدفع 600 إيجار معاك وبقيت بقبض زيك دلوقتي و من العدل إننا نقسم فلوس الأكل و الشرب و الفسح بدل ما هي كلها علي..
و بعد ضغطي عليه و إلحاحي رد و قال لي:
“أنا هوافق إننا نقسم الحاجات دي بشكل مؤقت”
قلت له:
“يعني إيه؟”
قال لي:” اللي يقبض أكتر هو اللي يدفع أكتر ده قانون البيت”
قلت له:” بس الرجالة في إيطاليا مبتعملش كده”
قال لي :”مبتعملش كده، بس أمي كانت هي دايما اللي بتصرف على البيت و جوز أمي لأنه كان شغله مش ثابت كانت مساهمته بسيطة.. و في قصتنا انتِ بتفكريني بأمي و بالتالي مفيش مشكلة انك تعملي كده لحد ما أنا يكون عندي شغل ثابت و مرتب كبير و ده أوعدك به بعد ما أخد الإقامة”
و بدأت فكرة انه ياخد الإقامة دي و اللي كان دايما يتحجج بها تيجي على أعصابي جدا، و بدأت ازهق منها، و من الكلام عنها، و من الكلام معاه هو شخصيا..
سمعت كلامه و سكت، و حطيت في قلبي و شيلت، و مرضتش أعلق على أي حاجة قالها..
و في خلال الوقت ده حاولت إني اكتب كل المستلزمات اللي محتاجينها علشان البيبي و من أهمها :
سرير البيبي(كريب)
كرسي العربية(كار سيت) حتى لو ما عندناش عربية بس ده أساسي في كل مكان و قصته قصة لوحده
عربية أطفال(سترولر)
شيالة أطفال(كاريير)
ملابس
و غيره و غيره
لكن الحاجات الكبيرة اللي في الأول هي المهمة و اللي محتاجة ابدأ اجمعها حاجة ورا التانية..
و فعلا دخلت على صفحة الفيس بوك الخاصة بالحي اللي ساكنين فيه و لقيت سرير بيبي أبيض جميل مطروح للبيع ب 70 دولار من أصل 280. كان شبه جديد و كمان الناس عرضوا انهم يوصلوه لحد البيت لما عرفوا إننا معندناش عربية..
و كالعادة لقيت روميو متنرفز وقال لي:
“أنا ابني ما ينامش على سرير مستعمل”
قلت له:” طيب هات ال 280 دولار أو حتى ال 70 اللي أنا دفعتهم”
قال لي:” لا ما ممعيش فلوس”
قلت له :” يبقى تسكت.. ما دام ما معكش فلوس تجيب بها أي حاجة للبيبي يبقى تسكت، و ما تقوليش اجيب ايه و ما أجيبش إيه”
و بدأ يتخانق و يعلي صوته، لكن أنا مردتش عليها خالص و سيبته يزعق لوحده، و سيبته و دخلت اوضتي الصغيرة..
و جالي و اعتذر لي، بس حقيقي لا كلامه و لا اعتذاره بقى فارق معايا في حاجة، و كنت حاسة إن وجوده معايا في الفترة دي بس علشان يصعب علي كل حاجة و ينتقدني مش أكتر من كده..
و كالعادة جالي روميو و هو بيحاول يقربني منه خصوصا لما بيحس إني ببعد عنه ..يمكن إحساس داخلي عنده إني عايزة اكمل حياتي لوحدي لأنه مش ضايف لي أي حاجة في حياتي.. و جالي و جابلي وردة حمراء و خدتها و مكانش أبدا في دماغي انه الشخص اللي هكمل معاه حياتي، و بدأت أدرك إن الأحلام و الآمال مش لازم تكون مرهونة بشخص علشان نقدر نحققها، و افتكرت قصة من القصص اللي كنت بحبها جدا و اللي فيها عبرة كبيرة خاصة بالنقطة دي.. يا ترى إيه هي القصة دي؟
المزيد
1