وصحينا يومها علشان نروح نعمل للبيبي أول فوتو سيشن و اللي كانت مجانا.. و لبس روميو، وأنا لبست، ولبسنا البيبي أول حاجة اشترتها له وأنا لسه في رحلة ميلانو و كمان خدت له طقم تاني معانا..
كان صاحب الأستوديو و المصور نفسه من رومانيا و كان شاب هادي و باين عليه الرزانة و كان فيه شبه كبير من كاظم الساهر.. و بدأ بمنتهى الهدوء يشرحلنا عن طريقة الفوتو سيشن و إيه اللي هيدور فيه و مراحله..
وصحينا يومها علشان نروح نعمل للبيبي أول فوتو سيشن و اللي كانت مجانا.. و لبس روميو، وأنا لبست، ولبسنا البيبي أول حاجة اشترتها له وأنا لسه في رحلة ميلانو و كمان خدت له طقم تاني معانا..
كان صاحب الأستوديو و المصور نفسه من رومانيا و كان شاب هادي و باين عليه الرزانة و كان فيه شبه كبير من كاظم الساهر.. و بدأ بمنتهى الهدوء يشرحلنا عن طريقة الفوتو سيشن و إيه اللي هيدور فيه و مراحله..
و بدء بأول مكان و كان البيبي بالجاكت اللبني و قميص ببيونة و بنطلون جينز غامق.. و كان رفيق البيبي في الصور دي دبدوب جميل من عندهم..
و خلصنا أول مرحلة بعدين بدأنا في مرحلة البيبي ملفوف بلفة خضراء و كأنه وسط الطبيعة من عند الأستوديو وكان لوحده برضه..
أما المرحلة الأخيرة فكان البيبي من غير هدوم خالص ،و كان بيني و بين باباه في مجموعة صور كانت هي اللي نهينا بها جلسة التصوير..
و شكرنا الأستوديو و مشينا و سألني روميو سؤال و قال لي:
“إنتِ مبسوطة إنك جبتي طفل مني و لا لأ؟”
كان سؤال صعب و مكنتش عارفة أرد عليه بس قلت له:” أنا مبسوطة إن ربنا رزقني بطفل بس ما عرفتش أقول له كلمة منك دي بصراحة”
و رديت عليه السؤال بسؤال و قلت له:” إحنا ممكن ننفصل فترة و كل واحد يشتغل على نفسه شوية .. أنا حاسة اننا في اتجاهين مختلفين تماما.. إيه رأيك؟”
قال لي:” لا طبعا .. أنا لا يمكن أسيبك انتِ و أبني و اليوم ده هيكون موت بالنسبة لي”
قلت له:” يعني أنا لو عايزة أطلب الطلاق منك لو حصل يوما ما مش هقدر؟”
قال لي:” لا .. انتِ هتفضلي مراتي لحد ما حد فينا يموت”
كلامه كان مضايقني جدا، و حاولت أوضح له انه من حقي زي برضه ما من حقه إن لو الأمور ما مشيتش بينا اننا نسيب بعض بالمعروف.. بس هو كان له وجهة نظر تانية و قال لي:
“اليوم اللي هتسيبني فيه أنا هجيب مسدس .. هقتلك و بعدين أقتل نفسي.. أنا ما عنديش حاجة أخسرها من بعدكم”
كلامه خوفني منه جدا.. و بدأت افكر فيه و اقنع نفسي به و أقول:
“هو أنا ممكن اكون بالنسبة له بر الأمان و كل حاجة له في كندا و لو خسرني هيكون ضيع كل ده.. بس للدرجة دي هو مستغني عن عمره؟”
و سكت و حاولت ما اتكلمش معاه تاني في الموضوع .. يعني بمعنى أخر بحاول أضحك على نفسي، لكن طبعا أنا مستنيني خطر كبير لو فكرت إني افتح معاه تاني سيرة الموضوع ده!
كان بيحاول الفترة دي انه يتظاهر بأن أجازه مصر مناسبة لينا إحنا الأثنين و إني لما ارجع هلاقي شخص تاني خالص، و كمان هلاقي والدته اللي هتيجي من إيطاليا مخصوص علشان تقعد معانا شهرين و تساعدنا مع البيبي زي ما ماما عملت..
لكن من جوايا قلبي مكانش مرتاح خالص و كنت حاسة إني هرجع من مصر هلاقي الوضع أسوأ .. كمان مكنتش متخيلة إني هلاقي حماتي ملاك لأن أزاي الملاك يكون هو اللي ربى شخصية روميو اللي معايا!
و بعد الكلام ده بكم يوم جالي روميو و قال لي:
“على فكرة النهاردة عيد الأب.. و انتِ مقولتليش كل سنة وإنت طيب”
و جيت على نفسي و هنيته بعيده و قال لي:
“تعالي يا روزة نروح نشوف مع بعض مباراة من مباريات كأس العالم اللي كانت وقتها مقامة في روسيا”
و قال لي:”أنا عازمك على بار نروح نقعد و نتفرج على الماتش و ده معروف هنا لدرجة انهم بيسموه (بار رياضي)”
و رحت أنا و البيبي معاه نتفرج على ماتش من ماتشات كاس العالم و أنا كل تفكيري إزاي أخلص من الجوازة دي! أما هو فكان كل ما يبصلي يلاقيني سرحانة و مش معاه خالص و سألني:
“إنتِ كويسة؟”
تظاهرت اني كويسة، لكن حقيقي كان شاغل بالي موضوع الإنفصال و إيه الطريقة اللي ممكن اعملها لو أنا عايزة انفذ..
و لقيته بعد الماتش بيقولي:” ما تهديش كل حاجة بإيدك يا روزة.. إنتِ ناسية إن الإقامة ممكن تطلع في نهاية شهر يوليو أو بداية أغسطس.. يعني خلاص فاضل أقل من شهرين”
و طبعا ده كان مربط الفرس و كل المشكلة و العقبة تكمن في النقطة دي.. أنا وقعت في الفخ و مش عارفة اطلع منه تمام لما الصياد بينصب شباكه على فريسته و للأسف في النقطة دي فقط كنت أنا فريسة الصياد..
ملقتش كلام أقوله غير جملة واحدة قلتها له:
“اللي ربنا عايزه هو اللي هيكون”
و فعلا إرادة ربنا فوق كل شيء و هو اللي عارف مين الظالم و مين المظلوم مهما تاهت الحقيقية ومهما مر الوقت.. الحق في الأخر بيرجع لصحابه..
و للأسف كان فيه خبر مستنينا إحنا الأثنين لما رجعنا البيت من جارنا الأسباني اللي قرر يرجع بلد بعد ما حس انه مش مبسوط في كندا خالص و مش راضي على شغله حتى بعد ما اشتغل في مجاله، بس برضه كانت حاجة نقصاه و قال لنا:
“أنا همشي يوم 10 يوليو.. ده اخر يوم لي في كندا”
كان التوقيت غريب من كذا ناحية.. من ناحية كنت أنا هكون في مصر في الوقت ده، و من ناحية تانية إني طبعا لازم أدور بسرعة على حد يسكن قبل ما أسافر وأنا نفسي فاضل لي أيام معدودة على السفر..
و فعلا بسرعة عملت إعلان على (كي جي جي) و جالي 5 أغرب من بعض، واخترنا واحد من ضمنهم و بصراحة مكنتش مستريحاله لكن اهو أغرب الوحشين و خلاص.. أو سد خانة..
و اتفقنا معاه انه ينقل يوم 10 يوليو وإنه يحول فلوس شهر كامل من دلوقتي لحساب شهر يوليو علشان اضمن إن الفلوس دخلت في حسابي، و مبقاش مسافرة و دماغي كمان في الإيجار..
و فعلا حول الفلوس واتفقنا معاه انه ينقل لما الأسباني يمشي، لكن دي هتكون المهمة الأولى لروميو انه يسكنه وأنا مش هنا..
و بدأت اجهز شنطي و شنط البيبي لرحلة مصر اللي بعدلها الأيام من ساعة ما ماما سافرت و كان قلبي بيرقص من الفرحة و دبت في الروح تاني لمجرد إني عارفة إن كلها أيام و هنزل مصر و استمتع بإجازة سعيدة، وحقيقي كنت محتاجاها اكتر من أي وقت فات..
و جه يوم السفر و كان 21 يونيو 2018 وكانت الرحلة على الخطوط المصرية و جه معانا روميو للمطار علشان يكون معاه (الكار سيت) و يرجع به لما يسيبنا..
و لقيته بيحضن البيبي و بيعيط و كأنه هيشوفه لأخر مره وقال لي:
“أوعي ماترجعيش تاني يا روزة.. أنا هتغير و هترجعي تلاقي الزوج اللي بتتمنيه”
كنت حاسة من كلامه انه خايف و انه مش واثق في مشاعري بالرغم من إني ماكنتش بفصح تماما عن كل اللي جوايا، لكن مشاعري أكيد كانت وصلت له..
و لبست البيبي (سلوبت) عليه علم مصر لأنه اليوم اللي كانت بتلعب فيه مصر ماتش في كاس العالم ..
وارتفعت الطيارة أخيرا عن تورنتو و لقيتني باخد نفس عميق و بحاول اغمض عينيه طول الرحلة اللي هتاخدني من مكان تعبت فيه جدا و هو (تورنتو) أخر سنتين من عمري و شفت أحداث كتير و سريعة لبلدي مصر اللي مجرد إني بقيت بسمع اسمعها بفرح و بحس أحاسيس مختلفة مكنتش بحسها أيام دبي.. و مع الوقت هبدأ افهم الأحاسيس دي إيه؟ وليه؟!
و فتحت عيني وأنا بسمع كلمة “حمد الله على السلامة نورتي مصر”
و نزلت بالبيبي و اتجهت للجوازات لكن هتحصل مفارقة لحظة دخول البيبي مصر.. يا ترى إيه اللي حصل؟
المزيد
1