شهدت مقاطعة نيوفاوندلاند في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في نوع جديد من الجريمة المنظمة التي تأخذ شكلًا غير تقليدي تمامًا. هذه الجرائم تتميز باستخدام قطاع الطرق للمعدات الثقيلة لارتكاب السرقات، ما يشير إلى ظهور نمط إجرامي فريد يهدد الأمن العام بشكل غير مسبوق.
في حين سجلت حادثتان منفصلتان في جنوب أونتاريو في أواخر العام الماضي حيث استخدم قطاع الطرق معدات ثقيلة لسرقة أجهزة الصراف الآلي، تبقى نيوفاوندلاند هي المقاطعة الأكثر تضررًا من هذا النوع من الجرائم، إذ أن نسبة الحوادث فيها كانت الأعلى والأكثر تكرارًا.
شهدت مقاطعة نيوفاوندلاند في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في نوع جديد من الجريمة المنظمة التي تأخذ شكلًا غير تقليدي تمامًا. هذه الجرائم تتميز باستخدام قطاع الطرق للمعدات الثقيلة لارتكاب السرقات، ما يشير إلى ظهور نمط إجرامي فريد يهدد الأمن العام بشكل غير مسبوق.
في حين سجلت حادثتان منفصلتان في جنوب أونتاريو في أواخر العام الماضي حيث استخدم قطاع الطرق معدات ثقيلة لسرقة أجهزة الصراف الآلي، تبقى نيوفاوندلاند هي المقاطعة الأكثر تضررًا من هذا النوع من الجرائم، إذ أن نسبة الحوادث فيها كانت الأعلى والأكثر تكرارًا.
تقول العريف جولين جارلاند من شرطة الخيالة الملكية الكندية في حديثها مع صحيفة The Epoch Times: “لقد بدأت الحوادث التي تتضمن استخدام معدات ثقيلة في الظهور في المقاطعة منذ بعض الوقت، حيث تحقق شرطة الخيالة الملكية الكندية في ست حوادث مشابهة منذ عام 2022”. كما أكدت أن شرطة نيوفاوندلاند الملكية بدورها كانت قد بدأت تحقيقات منفصلة في بعض هذه القضايا.
وتضيف جارلاند أن هدف هذه السرقات غالبًا ما يكون البنوك أو المؤسسات التجارية التي تحتوي على أجهزة الصراف الآلي، وهو ما أصبحت المقاطعة تشهده بوضوح. وأكدت أن “هذا النوع من الجريمة قد يكون له تأثير مدمر على المجتمعات، خاصة في المناطق الصغيرة حيث يترتب على سرقة ماكينة صرف آلي إغلاق فرع البنك المحلي، مما يترك السكان دون وسيلة للوصول إلى خدماتهم المصرفية”.
القلق لا يتوقف عند فقدان الوصول إلى الخدمات المصرفية فقط، بل يمتد ليشمل الخوف المتزايد بين سكان المدن الصغيرة وأصحاب الأعمال، الذين يعانون من القلق المستمر بشأن إمكانية أن تكون مؤسساتهم هي التالية في سلسلة هذه السرقات.
أحدث الحوادث كانت في 13 يناير، عندما تم استخدام معدات ثقيلة لاقتحام بنك في ماونت بيرل وسرقة جهاز صراف آلي في الساعات الأولى من الصباح. وجاء في بيان صحفي من الحزب الجمهوري أن هذه الحادثة تمثل ثاني عملية سطو على بنك باستخدام معدات ثقيلة في ثاني أكبر مدينة في نيوفاوندلاند منذ سبتمبر 2024.
وصرح جيمس كاديجان، عضو الكونغرس الجمهوري، أن هذه السرقات تعد مثالًا صارخًا على الجريمة المنظمة، حيث أن العمليات تتم بشكل منظم ومدروس وليست مجرد جرائم عشوائية. وأضاف: “لقد اعتدنا على رؤية جماعات الجريمة مرتبطة بنشاطات المخدرات أو الأسلحة، لكن ما يحدث هنا هو أن مجموعة من الأفراد تعمل سويًا لتنفيذ سلسلة من الجرائم المنظمة. هذه شبكة إجرامية وليست مجرد أفعال فردية”.
ورغم أن الشرطة لم تتمكن من تحديد سبب انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير في نيوفاوندلاند مقارنة ببقية المقاطعات، إلا أن العامل المشترك في معظم الجرائم كان واضحًا: استخدام معدات ثقيلة لتنفيذ السرقات.
المتورطون في الحوادث: “مشغلو معدات ثقيلة محترفون”
وقالت العريف جارلاند إن المتورطين في هذه الجرائم يبدو أنهم “مشغلو معدات ثقيلة ذوو خبرة”. وأضافت أن شخصًا واحدًا كان مرتبطًا بعدد من الحوادث، حيث تم توجيه التهم إلى جوشوا وير، البالغ من العمر 29 عامًا، من كونسيبشن باي ساوث، في ثلاث حوادث متتالية. كان في كل منها يتم استخدام معدات ثقيلة لاقتحام الممتلكات التجارية، مما يسبب أضرارًا كبيرة للممتلكات.
وتواصلت الشرطة مع وير، الذي كان قد استخدم حفارة لاقتحام اتحاد ائتماني في Witless Bay في عام 2023، كما قام في وقت لاحق باستخدام نفس الآلية لتحطيم صيدلية في باسادينا. وفي حادث آخر، استخدم وير شاحنة مسروقة لاقتحام محطة وقود في محاولة فاشلة لسرقة جهاز صراف آلي.
تم توجيه تهم إلى وير تتضمن السرقات والتخريب والحرق العمد بالإضافة إلى حيازة الكوكايين بغرض الاتجار. لكن التحقيقات لا تقتصر على هذا الشخص فقط، فقد تم أيضًا توجيه التهم إلى جيسون جيمس وير، وهو فرد آخر من نفس المنطقة، للاشتباه في تورطه في سرقة جهاز صراف آلي من فرع بنك RBC في هوليرود.
السرقات تستمر: الضغوط على الشرطة والمجتمع
لم تكن سرقة أجهزة الصراف الآلي في ماونت بيرل هي الحادثة الوحيدة التي ارتبطت باستخدام المعدات الثقيلة هذا العام. ففي يناير الماضي، تم استخدام حفارتين مسروقتين لسرقة جهاز صراف آلي من بنك سكوتيابنك في كاربونير، وهي بلدة صغيرة أخرى في نيوفاوندلاند. في هذا الحادث، تم تفعيل جهاز الإنذار في البنك بعد اقتحامه، إلا أن الجناة تمكنوا من تحميل الجهاز في شاحنة صغيرة مسروقة قبل أن يفروا.
وفي الوقت نفسه، تبذل الشرطة الملكية الكندية جهودًا حثيثة لمعالجة هذه الظاهرة، حيث طلبت من أصحاب المعدات الثقيلة اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لحماية ممتلكاتهم من السرقات. وأوصت الشرطة بتركيب آليات قفل وأجهزة إنذار لتحسين الأمان.
وختامًا، أكد كاديجان أن التحقيقات تكشف عن أن هذه السرقات تتم وفقًا لخطة مدروسة للحد من مخاطر القبض على الجناة، حيث غالبًا ما يكون هناك أفراد يعملون كـ”مراقبين” أثناء تنفيذ العمليات، مما يثير القلق بشأن مدى تنسيق هذه الشبكات الإجرامية.
وتبقى الأسئلة مفتوحة: ما الذي يجعل نيوفاوندلاند مركزًا رئيسيًا لهذه الظاهرة؟ ولماذا تبدو هذه الجرائم متزايدة بشكل خاص في هذه المقاطعة؟ تظل الإجابة على هذه التساؤلات محط تحقيقات مستمرة من قبل السلطات المحلية والمجتمع.
ماري جندي
المزيد
1