مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية الكندية المقرر في 28 أبريل 2025، تتجه الأنظار إلى منطقة تورنتو الكبرى (GTA) التي تُعد أحد أبرز ساحات المعركة بين الحزب الليبرالي الحاكم وحزب المحافظين المعارض. وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق محموم، حيث يمكن أن تكون النتائج في هذه المنطقة كفيلة بترجيح كفة أحد الحزبين نحو تشكيل الحكومة المقبلة.
وفيما يلي استعراض موسّع لعشر دوائر انتخابية يُتوقع أن تكون محورية في رسم الخريطة السياسية المقبلة:
مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية الكندية المقرر في 28 أبريل 2025، تتجه الأنظار إلى منطقة تورنتو الكبرى (GTA) التي تُعد أحد أبرز ساحات المعركة بين الحزب الليبرالي الحاكم وحزب المحافظين المعارض. وتشير استطلاعات الرأي إلى سباق محموم، حيث يمكن أن تكون النتائج في هذه المنطقة كفيلة بترجيح كفة أحد الحزبين نحو تشكيل الحكومة المقبلة.
وفيما يلي استعراض موسّع لعشر دوائر انتخابية يُتوقع أن تكون محورية في رسم الخريطة السياسية المقبلة:
1. أياكس – مفترق طرق بين الخبرة والحضور الإعلامي
منذ تأسيسها عام 2015، حافظ الحزب الليبرالي على قبضته على دائرة أياكس، لكن هذا العام يختلف المشهد تمامًا. فقد أعلن مارك هولاند، وزير الصحة وزعيم الأغلبية في البرلمان، عن قراره عدم الترشح، مما يترك المقعد مفتوحًا لأول مرة.
الليبرالية جينيفر ماكلفي، التي تشغل منصب نائبة عمدة تورنتو وعضوًا بارزًا في مجلس المدينة، دخلت السباق طامحة للحفاظ على السيطرة الحمراء، لكنها تواجه تحديًا قويًا من جريج برادي، المذيع الإذاعي الشهير ومرشح حزب المحافظين الذي يمتلك حضورًا إعلاميًا واسعًا قد يُحدث فرقًا في صناديق الاقتراع.
2. بومانفيل-أوشاوا الشمالية – ولادة دائرة جديدة وسط تنافس ثلاثي
الدائرة الجديدة التي استُحدثت ضمن إعادة ترسيم الحدود الانتخابية، بومانفيل-أوشاوا الشمالية، تنطلق من نقطة ارتكاز محافظة لكنها تُعد أرضًا خصبة للمنافسة. النائب الحالي عن دائرة دورهام جميل جيفاني، الذي فاز في انتخابات فرعية عام 2024 بعد استقالة الزعيم السابق إيرين أوتول، يدخل السباق ممثلًا لحزب المحافظين.
يواجه جيفاني منافسة من بريدجيت جيرارد، معلمة سابقة ومديرة مدرسة تمثل الحزب الليبرالي، إلى جانب إلينور مارانو، محامية شابة تمثل الحزب الديمقراطي الجديد. التحدي هنا يكمن في قدرة المرشحين الجدد على تثبيت أقدامهم في دائرة لا تزال تبحث عن هويتها السياسية.
3. إجلينتون-لورانس – السباق بين إرث سياسي ووجوه جديدة
بعدما أعلن الوزير الليبرالي السابق ماركو مينديسينو، أحد أبرز وجوه حكومة ترودو، انسحابه من السياسة، بات مقعد إجلينتون-لورانس مفتوحًا في وجه التغيير. مينديسينو يشغل الآن منصبًا استشاريًا إلى جانب مارك كارني، مما يعكس حجم التغييرات في الصفوف العليا للحزب الليبرالي.
كارون ستينتز، عضو المجلس البلدي السابق، تمثل المحافظين في هذه الدائرة، فيما يدفع الليبراليون بفينس جاسبارو، الخبير المالي المعروف والذي سبق له العمل إلى جانب جون توري، عمدة تورنتو السابق. على الرغم من ترجيح الاستطلاعات لاستمرار الهيمنة الليبرالية، فإن المواجهة تبقى مفتوحة على المفاجآت.
4. كينغ-فوغان – مقعد محافظ على المحك
آنا روبرتس، النائبة المحافظة التي فازت بفارق بسيط في انتخابات 2021 على النائبة الليبرالية ديب شولتي، تسعى للحفاظ على مقعدها في دائرة كينغ-فوغان. لكن الليبراليين هذه المرة يقدّمون مبارك أحمد، مهندس وزعيم مجتمعي يحظى بشعبية متزايدة.
المعركة هنا مرشحة لأن تكون من بين أكثر السباقات احتدامًا، حيث يسعى الطرفان للفوز بدائرة قد تقلب الموازين في ظل أي تغيير طفيف في نسب الإقبال.
5. بيتربورو – المعركة بين التقاليد والتغيير
رغم ميلها التاريخي للمحافظين، فإن دائرة بيتربورو تواجه اختبارًا حقيقيًا بسبب التعديلات الجديدة على حدودها. ميشيل فيريري، النائبة المحافظة الحالية، تواجه تحديًا ثلاثيًا من إيما هاريسون، الليبرالية وصاحبة الأعمال الزراعية، وهيذر راي، المرشحة عن الحزب الديمقراطي الجديد والتي تمثل صوت المزارعين والتقدميين في المنطقة.
الدائرة قد تشهد تغيرًا غير متوقع، خاصة إذا ما حشد الليبراليون واليسار أصوات الطبقة المتوسطة والريفية الساخطة من السياسات الاقتصادية الأخيرة.
6. سبادينا-هاربورفرونت – مقعد بلا مرشح سابق
في مفارقة نادرة، فاز النائب السابق كيفن فونغ بالمقعد الليبرالي عام 2021 رغم إسقاط ترشيحه قبل يومين فقط من الانتخابات. ومع أنه شغل منصبًا مستقلًا منذ ذلك الحين، فإنه اختار عدم الترشح مجددًا.
هذا يفتح الباب أمام الليبرالي تشي نجوين لاستعادة المقعد، لكن المحامي المعروف نورم دي باسكوالي، مرشح الحزب الديمقراطي الجديد وعضو مجلس المدرسة السابق، يدخل السباق بثقل مجتمعي واضح، مما يجعل هذه الدائرة أحد أكثر المقاعد المتأرجحة إثارة للاهتمام.
7. ميلتون إيست – هالتون هيلز ساوث – بين التاريخ والتجديد
الدائرة الجديدة ميلتون إيست – هالتون هيلز ساوث تشهد صراعًا بين مرشحين يحملان إرثًا سياسيًا. كريستينا تيسر ديركسين، عضو المجلس البلدي والمحامية، تمثل الليبراليين، وتواجه النائب السابق بارم جيل، الذي تولى مناصب وزارية في حكومة أونتاريو قبل استقالته في 2024 للعودة إلى الساحة الفيدرالية.
ديركسين أظهرت تقدمًا في استطلاعات الرأي الأخيرة، مما يجعل هذه المعركة محط أنظار المهتمين بمستقبل المحافظين في ضواحي تورنتو.
8. تورنتو-سانت بول – من معقل ليبرالي إلى ساحة صراع محتدمة
في واحدة من أكثر النتائج المفاجئة لعام 2024، خسر الليبراليون معقلهم التاريخي بفارق 600 صوت فقط لصالح المحافظ دون ستيوارت في انتخابات فرعية، مما شكل صفعة قوية لحكومة ترودو.
الآن، تسعى ليزلي تشيرش، النائبة الليبرالية السابقة والمقربة من كريستيا فريلاند، إلى استعادة المقعد، في حين يأمل ستيوارت بالحفاظ على مكتسباته. وتشير التوقعات إلى صراع عنيف قد يعكس المزاج العام للناخبين في الحملة الفيدرالية الأكبر.
9. مركز تورنتو – وجوه جديدة في قلب المعقل الليبرالي
بعد إعلان مارسي إين انسحابها، يدفع الليبراليون بإيفان سولومون، الإعلامي السابق والشخصية المعروفة، إلى قلب المشهد في مركز تورنتو، أحد أكثر المعاقل الليبرالية رسوخًا.
سولومون يواجه تحديًا من الطبيبة سامانثا جرين، التي تمثل الحزب الديمقراطي الجديد، والمدافع المجتمعي لويس إيبارا، في سباق يبدو محسومًا ظاهريًا لكنه قد يحمل مفاجآت إذا ما تغيّر المزاج الانتخابي في اللحظات الأخيرة.
10. Taiaiako’n — باركديل — هاي بارك – تجربة سياسية جديدة باسم أصلي فريد
تحمل هذه الدائرة رمزية خاصة كونها الأولى التي تحمل اسمًا بلغة السكان الأصليين. وتجمع هذه الدائرة بين باركديل-هاي بارك وأجزاء من يورك-ساوث ويستون، ما يجعلها مساحة ذات تاريخ سياسي متأرجح بين الليبراليين والديمقراطيين الجدد.
بوتيلا كاربوتشي، التي انتقلت من الساحة الإقليمية إلى الفيدرالية، تمثل الحزب الديمقراطي الجديد، وتواجه كريم بارديسي، الناشط المجتمعي الذي سبق له العمل إلى جانب كاثلين وين. المرشح المحافظ فلاديسلاف ليزون، صاحب الخبرة البرلمانية السابقة، يحاول استعادة حضوره بعد غياب سنوات.
ختامًا: GTA على صفيح ساخن
منطقة تورنتو الكبرى، بتاريخها المتعدد الثقافات وتركيبتها الاجتماعية المتنوعة، تُعد مؤشرًا حقيقيًا على توجهات الناخب الكندي. ومع هذه السباقات المفتوحة والمقاعد المتأرجحة، قد تكون هذه الدوائر العشر هي التي تحسم معركة أبريل 2025 وتحدد من سيشكل الحكومة القادمة في أوتاوا.
هل ستصمد القلاع الليبرالية؟ أم يتمكن المحافظون من التوسع أكثر؟ الإجابة ستُكتب ليلة الانتخابات.
ماري جندي
المزيد
1