يوم ٢١ و ٢٢ سبتمبر كان المهرجان المصري القبطي في السيلبربشن سكوير بقلب مدينة مسيساجا بكندا الذي حقق نجاحا جماهيريا منقطع النظير. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه امامي دائما لماذا سميّ بالمهرجان القبطي ؟ لماذا المهرجان القبطي وهو بعيد ثقافيا عن هذا المسمي؟ اعداد الكبيرة التي قاربت علي خمسون الفاً الذين اتوا الي المهرجان دليل نجاح تسويقي لا شك فيه، و لكن يفتقد الثقل الثقافي القبطي و الذي غاب معه هوية المهرجان
المهرجان القبطي
احب في الاول اهنئ المنظمين علي التنظيم الرائع للمهرجان القبطي و علي المجهود الوفير المبذول و علي النجاح الجماهيري الذي في اعتقادي قد يكون من اكبر التجمعات العربية في هذا الميدان. غمرتني السعادة في اثناء تغطيتي الاعلامية لمنصة اوكسيجين فكنت أتعمد ان اتجول وسط الناس و التي تمت بصعوبة بالغة نظرا للازدحام و اري السعادة علي وجوه الحاضرين و استمتاعهم بالفقرات و المعارض و المطاعم الشهية او مناطق اللعب الاطفال. بالتاكيد كان مهرجان ناجح جماهيريا. شكرا للمنظمين برافو كريم بطرس و يوليانا عازر و غادة ملك و هاني ثاؤفيلوس..
عجبني جدا طريقة التنظيم المهرجان و يعكس رقي التفكير في الترتيبات. عجبت التواجد الدبلوماسي الرائع من السفير المصري احمد حافظ و الذي كان في خضم العمل علي توصيل صوت الجالية المصرية بنجاح الي المسؤلين في مصر في موضوع تاشيرة الكنديين. شكرا علي المجهود المبذول و خدمة جاليتنا المصرية في كندا و أنا شاهد عيان علي ذلك. و ايضا سعادة القنصل محمد فخري و تعبه الواضح مع الجالية. محظوظين جدا بدملوماسينا المصريين. شكرا للفيسبوكر منتصر منتصر علي لقاءه المميز مع السفير المصري.
مبروك نجاح المهرجان القبطي و اما عن فقرات المهرجان تباينت من ضعيف الي ممتاز و ده شيء متوقع.
كارول سماحة: الفرس الجامح. كانت في المجمل اختيار جيد كانت متالقة باسلوبها و حماستها و لها حضور جميل، و تواصل جميل مع الجمهور. صوت قوي و اداء يملئ اركان الميدان بل المدينة كلها.
حمزة نمرة: النمرة غلط، هو فنان مميز بكلماته و ألحانه و لكن لا يناسب اطلاقاً المهرجان القبطي رغم جماهيريته الواسعة ولاسباب كثيرة أهمها نوعية أغانيه ليست لمهرجانات، محتاجة تامل في عمق معانيه و لمسة الشجن المتواجده في معظم أغانيه و في رايي المتواضع ، قد يستمتع الجمهور بنوعية اغاني اخري “مفرفشة” تناسب اجواء المهرجانات . ان اغاني الطرب و الشجن مكانها المسارح و القاعات المغلقة و ليست المهرجانات. بالإضافة الي بعض المعلومات او الشائعات عن انتمائاته السياسية والتي تتعارض مع هوية المهرجان المصرية. صدقت او كذبت في المجمل اختيار غير مناسب. لكن اكرر ان فنه محترم جدا و أغانيه معبرة و موسيقاه محركة للمشاعر جدا.
لاحظت وجود جميل لهيئة تنشيط السياحة كراعي للمهرجان و كفديوهات مصرية جميلة كانت تعرض من حين لاخر تشعرك بالفخر بمصريتك. شكرا للأخذ في الاعتبار ما ذكرته عن المهرجان المصري الذي نظمته الهيئة الكندية المصرية للتراث في مقالتي السابقة في شهر مايو الماضي. برافو
الهوية: ولكن عندي عليكم في اخفاء الهوية القبطية. اين ثقافة اقبط مصر في هذا المهرجان؟ ياسادة تاريخ الأقباط في المناهج المصرية صفحة و نص تقوموا انتم تقطعوا الصفحة خالص من المهرجان. و أنا اقصد الهوية الثقافية و ليست الدينية. اقصد الفن و المعمار و التاريخ و الشخصيات البارزة القبطية سواء في الماضي و الحاضر. كل مجتمع يبرز ما فيه من جمال إلا الأقباط يخفوا انجازاتهم و ثقافتهم. لماذا لم يعرض افلام تسجيلية عن الفن او المعمار القبطي؟ كل ما تحتاجه دقيقة او دقيقتين من الفديوهات او تطعيم التقديم بين الفقرات ببعض المعلومات الخفيفة. لماذا لم يتم عرض معلومات عن الإنجازات العلمية او الموروثات الثقافية من اجدادنا الفراعنة مثل التوقيتات الزراعية ، الثقافة اللغوية، فاللغة المصرية مميزة جدا باصولها القبطية مثال اسماء المدن المصرية ، مشاهير الأقباط ( المصريين) التاريخيين او الحاليين؟ لماذا لم يتم تكريم ابرز الشخصيات القبطية في الجالية الكندية مثل د. شريف إميل جراح الأطفال العالمي ، او الراحل د. عبد الحليم محمد صاحب اختراع “امير” العالمي و الذي يستخدم في رصف الطرق. اعلم تماما مخاوف المنظمين من تصنيف المهرجان كحدث ديني او منظم من الكنيسة. و لكن اظهار هويتك الثقافية ليس عيبا. فانا اذهب لاحتفالات بهويات ثقافية ففي كندا نشهد الاحتفال بالسكان الأصلين لكندا و يعرضون ثقافتهم بكل فخر. مثال آخر في مصر: مهرجانات النوبة يعرضون ثقافة اهل النوبة تحت علم مصر. لماذا يخاف الأقباط من عرض هويتهم الثقافية في مثل هذا الاحتفال. فلك من التراث القبطي العظيم ما يمتد الي الاف السنين. كن شجاعا و فخورا بهويتك و إلا لماذا سميّ المهرجان بالقبطي. اما فقرات الترانيم سواء المرنمة الرائعة مريم حلمي او الكورال المميز جدا بقيادة بيلا لويس ليس انعكاس ثقافي و لكن ديني. فلا تختزل هوية الأقباط في الناحية الدينية فقط. مثلا يمكن عرض فقرة ثقافية علي عالمية الالحان القبطية من الناحية الموسيقية فالذي اعرفه ان عزفت في اكبر مسارح العالم و اعظم الفرق الموسيقية. م. جورج كيرلس احسن من يعرض هذا. يا سادة ان كنتم تحملون اسم مجموعة إثنية او اجتماعية معينة فأنتم مسؤلين علي خير تمثيلها
التسويق: لعلي أشيد جدا بحملة التسويق للمهرجان و التي تضمنت الإعلانات الضخمة في الشاشات الاكترونية في الشوارع شيء يحسب لهم كاول من استخدمها للمهرجانات. ولكن الرغم ان المصريين هم اكبر جالية عربية في كندا إلا ان كان ترتيبهم الجالية الرابعة من حيث الحضور الجماهيري في المهرجان متساويا مع الجالية الفلسطينية، عرفت منين؟ ببساطة من ندائات المطربة كارول سماحة علي الجاليات العربية ثم تكرر مع حمزة نمرة و ايضا المذيعة اللبنانية يمني شيري. فكان المصريين اقل صوتا من اللبنانيين ثم السوريين ثم العراقيين. بالإضافة الي ان ذلك كان واضحا جدا بمجرد ان تتجول قي ارجاء سيلبريشين اسكوير فتدرك ذلك سريعا. هل بسبب طرق التسويق ام المغنين ام ماذا؟
التقديم: أعجبني التنوع جدا في التقديم و استخدام البلوجرز و التيكتوكرز وان كان جاء علي حساب الجودة اذ افتقد الترابط واللباقة في بعض الاحيان. كنت اتوقع سكريبت به إبهار في الاداء او المعلومات. لكن في المجمل مقبول. أعجبني تقديم التيكتوكر هبه عادل لانها كانت تلقائية و غير مصطنعة علي المسرح. سعدت بوجود محمد حسني علي المسرح. أعجبني تواصل المذيعة اللبنانية يمني شيري مع الجمهور في تقديمها ولكن يظهر ان دور البرد خلي التون مسرسع شوية او يمكن شويتين تلاتة. شكرا للمهرجان القبطي بتشجيع الجالية اللبنانية علي العموم
ريهام نسيم: حالة من الهيمان الغنائي و الصوتي، أتنسم منه رائحة عظماء الغناء المصري بالخمسينيات. كانت موفقة جدا في اختيار الاغاني و الاداء الصوتي الرائع و الإحساس العالي و حتي ثوبها الاخضر الفرعوني الأنيق جدا والتي بها شابهت شموخ جدتها القبطية نفيرتيتي. شكرا يا ريهام جدا.
رمزي بشارة: استمعت جدا برؤية هذا الشاعر ذو الحس المرهف و الأشعار التي تأتي بكلمات من عمق الحس الإنساني، تجعلك تغرق في بحر كلامه لكن متشلش الهم ربنا موجود و هتلاقي الي يرجعك تاني الي بر الامان. استمتعت بلقائك مع اليوتيوبر البشوشة ثاؤناس و ان كان ضيق الوقت في اللقاء حرمنا من الكثير من أشعارك
المرنمة مريم حلمي: شكرا لترانيمك العميقة لأدائك التسبيحي لصوتك الملائكي و لكلماتك المؤثرة و بالاخص ترنيمة فيما أظن انه لا يستجيب كلمات الشاعرة الرائعة ماري تامر و التي كانت حاضرة بنفسها. كنت اتمني حضور جماهيري قبطي اكثر، ما السبب يا تري؟
تراسي: كانت نقطة مضيئة جدا في المهرجان في جلب هذا النوع من المتكلمين التحفيزين لإلهام الناس و إعطاء جرعة امل في تحدي الصعاب كنت اتمني حضور اكثر في وقت فقرتها.
بقية الفقرات لم احضرها بالكامل و لكن الناس كانت ممتنة بها . اقتراح: رجاء الاستعانة بالفرق و الموهوبين الكندين من اصل عربي امثال فرقة Arabest و غيرها. اقل تكلفة و مواهب عالية و اولي في التقديم لجمهورنا.
الجمهور الحاضر: اكثر من رائع و كنتم السبب الرئيسي لنجاح اليوم.
الرعاة: شكرا لاشتراكم و كنت اشعر اني أتنزه في احد شوارع مُدنّا العربية بتنوع البائعين و الرعاة و العارضين. كثرة المهرجانات اثرت علي نوعية الرعاة الكبار بالتاكيد. و بالرغم من ذلك، بذل المنظمون مجهود كبير لانجاح المؤتمر و إخراجه في بتلك الصورة
المنظمين: شكرا لكم لانكم جعلتم المهرجان مكانا للجميع لكن كنتم تسطيعون ان تقدموا هويتكم ايضا. اعلم كم الضغوط عليكم لإفقاد هوية المهرجان الثقافية و علي مايبدو نجحت تلك الضغوط.
سعدت جدا بكثرة من استوقفني ليشجعني بكلمات لها اثر السحر في نفسي، تعليقا علي حلقات البرنامج التلفيزيوني او علي احد القضايا التي أثارتها مسبقاً, سواء باتفاق او اختلاف في وجهات النظر. اثلجتم صدري بتحفيزكم الدائم. لكم مني كل الاحترام و التقدير.
لا شك ان الجالية المصرية هي انجح و انشط من ينظم هذه المهرجانات شكرا لنشاطكم واتمني ان تكون هذه الأنشطة وسيلة للم الشمل و تجميع الشتات.
شكرا لمهرجان القبطي و مبروك النجاح والي القاء في مهرجان الفنون
كل حرف كتبته بكل امانه لغرض البنيان والارتقاء
الإعلامي رامي بطرس
Ramy@oxygentalkshow.com
المزيد
1