في تطور خطير ومفزع يكشف أبعادًا غير مسبوقة لنشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل الدول العربية، كشفت الأجهزة الأمنية الأردنية عن خلية إرهابية مرتبطة بالجماعة، كانت تخطط لتنفيذ عمليات نوعية داخل المملكة باستخدام أسلحة مصنّعة محليًا، وبمساعدة مهندسين عرب تم تجنيدهم للعمل على تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة (الدرونز) لقتل أبناء وطنهم.
هذا الإعلان الذي حمل في طياته صدمة كبيرة للرأي العام، لا يتعلق بمجرد مخطط أمني تم إحباطه، بل هو مؤشر مقلق على تغيّر نوعي في استراتيجيات جماعة الإخوان التي باتت، وفق ما كشفته التحقيقات، تنقل نشاطها من مستوى التحريض السياسي والخطاب المتطرف، إلى مرحلة التصنيع العسكري والتخطيط العملياتي المسلح داخل أراضي الدول العربية ذاتها.
في تطور خطير ومفزع يكشف أبعادًا غير مسبوقة لنشاط جماعة الإخوان المسلمين داخل الدول العربية، كشفت الأجهزة الأمنية الأردنية عن خلية إرهابية مرتبطة بالجماعة، كانت تخطط لتنفيذ عمليات نوعية داخل المملكة باستخدام أسلحة مصنّعة محليًا، وبمساعدة مهندسين عرب تم تجنيدهم للعمل على تطوير الصواريخ والطائرات المسيّرة (الدرونز) لقتل أبناء وطنهم.
هذا الإعلان الذي حمل في طياته صدمة كبيرة للرأي العام، لا يتعلق بمجرد مخطط أمني تم إحباطه، بل هو مؤشر مقلق على تغيّر نوعي في استراتيجيات جماعة الإخوان التي باتت، وفق ما كشفته التحقيقات، تنقل نشاطها من مستوى التحريض السياسي والخطاب المتطرف، إلى مرحلة التصنيع العسكري والتخطيط العملياتي المسلح داخل أراضي الدول العربية ذاتها.
تجنيد العقول.. واستغلال العلم في الإرهاب
بحسب التصريحات الرسمية الصادرة عن وزير الاتصال الحكومي الأردني الدكتور محمد المومني، فقد عملت الخلية على تجنيد مهندسين وفنيين أردنيين وعرب، وإخضاعهم لدورات أمنية غير مشروعة، بغرض تحويلهم إلى أدوات فنية وتقنية في خدمة الإرهاب. هؤلاء المهندسون، الذين كان يفترض أن يكونوا بناة أوطانهم ومطوري مستقبلها، جرى استدراجهم للعمل على تصنيع صواريخ قصيرة المدى باستخدام أدوات محلية ومعدات مهرّبة من الخارج.
كما شارك بعضهم في مشروع خطير لتطوير طائرات مسيّرة هجومية، مستعينين بخبرات من جهات أجنبية، وهو تطور يعكس وجود شبكة دولية تغذي هذه المخططات وتوفر الدعم الفني واللوجستي.
منابر دعوية تتحول إلى مصانع موت
ما يجري يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن جماعة الإخوان، وإن ادّعت العمل الدعوي، قد تحوّلت فعليًا إلى تنظيم مسلح سري يتبع منهجية تنظيمات متطرفة مثل داعش والقاعدة، من حيث تشكيل الخلايا، وتجنيد الأتباع، وتصنيع الأسلحة، وتخزينها داخل منشآت سرية داخل الدولة المستهدفة.
في الحالة الأردنية، تم اكتشاف مستودعات محصنة بالخرسانة تحتوي على غرف سرية لتخزين الصواريخ، وهو تطور نوعي في البنية التحتية للعمليات الإرهابية، يعكس حجم الاستعدادات التي كانت تُبذل في الخفاء.
دولنا ليست ساحات حرب.. وأبناؤها ليسوا وقودًا للصراعات
هذه الخلايا لا تعمل بمعزل عن الواقع الإقليمي، بل هي، كما أكد الخبير الأمني محسن الشوبكي، كيانات منظمة تمارس الإرهاب السياسي باسم نصرة قضايا خارجية – مثل غزة أو القدس – لكنها في الحقيقة تنفذ أجندات تخريبية لا علاقة لها بفلسطين أو بأي قضية عادلة.
ومن المؤسف أن الجماعة باتت تمارس القتل والخيانة داخل أوطانها، وتستغل أبناء الشعب – وخاصة أصحاب الكفاءات – لتنفيذ أجندات دموية تمزق النسيج الوطني وتزرع الفوضى.
دعوة لليقظة.. العدو ليس فقط من يأتي عبر الحدود
إن أكبر خطر نواجهه اليوم ليس فقط العدو الخارجي، بل من يحاول ضرب الداخل من داخله، من يسعى لتجنيد العقول النابغة وتحويلها إلى أدوات للدمار. إن من يصنع صاروخًا لقتلك لا يختلف عن من يطلقه، ومن يُخزّن السلاح تحت قدميك لا يقل إجرامًا عن من يضغط الزناد.
ومن جهته فقد كشف الناطق باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، عن تفاصيل خطيرة تتعلق بمخططات تهدد الأمن الوطني للمملكة. وأشار المومني إلى أن الأشخاص المتهمين بالتورط في هذه المخططات ينتمون إلى جماعة “غير مرخصة ومنحلة”، في إشارة واضحة – بحسب ما ذكرته تقارير إعلامية – إلى جماعة “الإخوان المسلمين”.
وأوضح المومني أن الجهات المختصة تمكنت من إحباط هذه المخططات، وأن هناك تقريرًا تلفزيونيًا سيتم بثه قريبًا، سيكشف للرأي العام معلومات دقيقة وموثقة حول ما تم ضبطه. وسيتضمن التقرير لقطات حقيقية لأسلحة وصواريخ ومواد خطرة تم العثور عليها، والتي كانت معدّة للاستخدام في تنفيذ تلك الخطط التي وصفها بأنها تستهدف أمن الوطن واستقراره.
كما أشار إلى أن التقرير سيشمل أيضًا اعترافات مباشرة من المتورطين في هذه العمليات، وهي الاعترافات التي حصلت عليها دائرة المخابرات العامة أثناء تحقيقاتها. وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود الحكومة في تعزيز الشفافية وإطلاع المواطنين على التهديدات التي تواجه البلاد والإجراءات المتخذة للتصدي لها.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات أمنية متصاعدة، مما يجعل من الضروري – بحسب مراقبين – التعامل بحزم مع أي جماعات أو جهات تسعى لزعزعة الأمن الداخلي أو تنفيذ أجندات خارجة عن القانون.
وما كشفته الأردن اليوم ليس شأنًا محليًا فقط، بل ناقوس خطر لكل الدول العربية. فحين تبدأ الجماعات المتطرفة بامتلاك تقنيات التصنيع العسكري وتجنيد مهندسين من داخل المجتمعات، فإننا أمام مرحلة جديدة من الخطر تتطلب حزمًا أمنيًا، ووعيًا شعبيًا، ومواقف سياسية لا تحتمل المجاملة ولا التساهل.
ماري جندي
1