في تطور مثير للجدل، اعتقلت قوات الهجرة الأمريكية الناشط الفلسطيني البارز محمود خليل، وهو لاجئ فلسطيني من مواليد سوريا، لعب دورًا محوريًا في تنظيم الاحتجاجات الطلابية بجامعة كولومبيا العام الماضي. هذه الاحتجاجات، التي دعت الجامعة إلى سحب استثماراتها من إسرائيل، أثارت جدلًا واسعًا داخل الحرم الجامعي وخارجه، وتسببت في اضطرابات امتدت لشهور.
في تطور مثير للجدل، اعتقلت قوات الهجرة الأمريكية الناشط الفلسطيني البارز محمود خليل، وهو لاجئ فلسطيني من مواليد سوريا، لعب دورًا محوريًا في تنظيم الاحتجاجات الطلابية بجامعة كولومبيا العام الماضي. هذه الاحتجاجات، التي دعت الجامعة إلى سحب استثماراتها من إسرائيل، أثارت جدلًا واسعًا داخل الحرم الجامعي وخارجه، وتسببت في اضطرابات امتدت لشهور.
خلفية عن محمود خليل
ينحدر خليل من عائلة فلسطينية من مدينة طبريا شمال فلسطين المحتلة، وحصل على درجة الماجستير من جامعة كولومبيا في ديسمبر الماضي. كان من أبرز الأصوات في الاحتجاجات التي شهدتها الجامعة، والتي تشبه إلى حد كبير الحركات الاحتجاجية التي انتشرت في بعض الجامعات الكندية.
وعلى الرغم من أن الاحتجاجات شهدت موجة من الاتهامات بمعاداة السامية، فقد كان خليل واضحًا في رفضه لأي شكل من أشكال الكراهية، مؤكدًا في حديث لشبكة CNN في أبريل الماضي:
“بالطبع، لا مكان لمعاداة السامية. لكن ما نراه أيضًا هو مشاعر معادية للفلسطينيين تتجلى في أشكال مختلفة، بما في ذلك معاداة الإسلام والعنصرية.”
اعتقال مفاجئ ومصير مجهول
تم اعتقال خليل داخل شقته مساء السبت، حيث داهم عناصر هيئة الهجرة والجمارك (ICE) منزله واحتجزوه، وفقًا لمحاميته إيمي جرير. وأوضحت جرير أن أحد الضباط أبلغها بأن وزارة الخارجية أمرت بمصادرة تأشيرة دراسته، وعندما أوضحت أنه مقيم دائم، جاء الرد بأنه سيتم إلغاء بطاقته الخضراء عوضًا عن ذلك.
وكانت زوجته، وهي مواطنة أمريكية حامل في شهرها الثامن، حاضرة أثناء الاعتقال، ما زاد من مشهد الحادثة مأساويةً.
أوامر ترامب وتداعيات القضية
جاء اعتقال خليل بعد إصدار الرئيس السابق دونالد ترامب أوامر تنفيذية مشددة تهدف إلى منع “معاداة السامية”، حيث كتب ترامب عبر منصة Truth Social:
“سوف نعثر على هؤلاء المتعاطفين مع الإرهاب، ونلقي القبض عليهم، ونطردهم من بلادنا – ولن يعودوا مرة أخرى أبدًا.”
ووصف ترامب خليل بأنه “طالب أجنبي متطرف مؤيد لحماس”، معتبرًا اعتقاله خطوة ضمن حملة أوسع تستهدف الطلاب الذين شاركوا في الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة.
مظاهرات واحتجاجات للمطالبة بالإفراج عنه
عقب الاعتقال، شهدت مدينة نيويورك تظاهرات حاشدة تطالب بالإفراج عن خليل، وسط تصاعد الغضب من الإجراءات التي اتخذت بحقه. ومع ذلك، لا يزال مصيره غير واضح، حيث صرحت محاميته بأن السلطات أبلغتها بأنه محتجز في مركز إليزابيث للاحتجاز في نيوجيرسي، لكن عندما حاولت زوجته زيارته، لم يكن موجودًا هناك.
ووفقًا لـالاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، فقد تم نقل خليل جوًا إلى مركز احتجاز في لويزيانا دون إخطار عائلته أو محاميه، ما أثار مزيدًا من التساؤلات حول نوايا الحكومة في التعامل مع قضيته.
تدخل القضاء وتعليق الترحيل
في تطور مفاجئ، أوقف القاضي الفيدرالي جيسي فورمان عملية ترحيله يوم الاثنين، وأمر بعقد جلسة استماع حول قضيته يوم الأربعاء في نيويورك.
ما الذي حدث في جامعة كولومبيا العام الماضي؟
بدأ خليل دراسته في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا عام 2023، قبل وقت قصير من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر. ومع تصاعد الصراع، احتشد طلاب الجامعة وأقاموا مخيمات احتجاجية للمطالبة بإنهاء استثمارات الجامعة في الشركات التي تدعم إسرائيل، إضافةً إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ورغم أنه لم يكن يشارك في الاعتصامات مباشرة خوفًا على وضعه القانوني، إلا أن خليل تولى دور المتحدث الرسمي باسم تحالف كولومبيا لمقاومة الفصل العنصري، وهو تحالف يضم عدة منظمات طلابية. كان هو من يدير المفاوضات بين الطلاب والإدارة، متحدثًا إلى وسائل الإعلام ومدافعًا عن مطالب زملائه.
لكن مع تصاعد الاحتجاجات، استعانت إدارة جامعة كولومبيا بالشرطة في مايو لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى اعتقال أكثر من 280 شخصًا. ورغم أن الجامعة فكرت في إيقاف خليل أكاديميًا، إلا أنها تراجعت لاحقًا، وفقًا لما صرح به في مقابلة مع BBC.
ردود الفعل على قضيته
وصف مدير الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية اعتقال خليل بأنه “غير مسبوق وغير قانوني وغير أمريكي”، محذرًا من أن الإدارة الأمريكية تستخدم هذه القضية لترهيب النشطاء وكبح النقاش السياسي.
وقال في بيان رسمي:
“التعديل الأول يحمي الجميع في الولايات المتحدة. ويجب على الحكومة الإفراج عن السيد خليل فورًا، وإعادته إلى نيويورك، ولمّ شمله بأسرته، والتراجع عن هذه السياسة التمييزية.”
تصريحات مثيرة للجدل من الكونغرس
عند سؤاله عن الجرائم التي يُزعم أن خليل ارتكبها، لم يقدم رئيس مجلس النواب مايك جونسون أي دليل واضح، مكتفيًا بالقول:
“إذا كنت تحمل تأشيرة طالب، وكنت شابًا طموحًا إرهابيًا يريد اصطياد زملائك اليهود، فأنت ذاهب إلى وطنك.”
لكن حتى الآن، لم تُوجه أي اتهامات جنائية لخليل، ما يزيد من الشكوك حول الأساس القانوني لاعتقاله وسحب إقامته الدائمة.
مستقبل محمود خليل: إلى أين ستأخذ هذه القضية؟
مع تعقيد المشهد القانوني واستمرار الضغوط من قبل نشطاء حقوق الإنسان، تبقى قضية محمود خليل محور جدل كبير في الولايات المتحدة، خاصة في ظل التوترات المتزايدة حول حرية التعبير والاحتجاجات الطلابية المتعلقة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ستحدد جلسة الاستماع المقررة يوم الأربعاء مسار هذه القضية، لكنها، بلا شك، تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها الطلاب والنشطاء الذين يعبرون عن آرائهم السياسية في الولايات المتحدة.
ماري جندي
المزيد
1