أجرت كل من المملكة المتحدة وألمانيا تحديثات على نصائح السفر الخاصة بمواطنيهما المتوجهين إلى الولايات المتحدة، محذّرةً من مخاطر الاعتقال أو الاحتجاز عند الدخول. يأتي ذلك بعد تقارير متزايدة عن احتجاز مواطنين بريطانيين وألمان عند الحدود الأمريكية، في ظل سياسات صارمة تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
أجرت كل من المملكة المتحدة وألمانيا تحديثات على نصائح السفر الخاصة بمواطنيهما المتوجهين إلى الولايات المتحدة، محذّرةً من مخاطر الاعتقال أو الاحتجاز عند الدخول. يأتي ذلك بعد تقارير متزايدة عن احتجاز مواطنين بريطانيين وألمان عند الحدود الأمريكية، في ظل سياسات صارمة تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
تحذيرات بريطانية مشددة للمسافرين
قامت وزارة الخارجية البريطانية بتحديث إرشاداتها للمسافرين إلى الولايات المتحدة، مشددةً على ضرورة “الامتثال لجميع شروط الدخول والتأشيرات وغيرها من المتطلبات القانونية”. وأكدت الوزارة على أن السلطات الأمريكية تطبّق قواعد الدخول بصرامة، محذّرةً من إمكانية التعرض للاعتقال أو الاحتجاز في حال عدم الامتثال.
وكانت النسخ السابقة من الإرشادات، حتى بداية فبراير/شباط، تكتفي بالإشارة إلى أن “السلطات الأمريكية هي المسؤولة عن وضع وتنفيذ قواعد الدخول”، دون الإشارة إلى الإجراءات الصارمة أو احتمالية الاحتجاز. ولا يزال الموقع الرسمي للوزارة لا يوضّح تاريخ التحديث الأخير لهذه الإرشادات، فيما لم تقدّم الخارجية البريطانية أي تعليق رسمي عند طلب مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أفادت تقارير إعلامية بأن مواطنة بريطانية احتُجزت لأكثر من عشرة أيام عند الحدود الأمريكية بسبب خرق محتمل لشروط تأشيرتها. وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أنها تقدم الدعم لها، قبل أن تعود المرأة لاحقًا إلى المملكة المتحدة، وفقًا لوسائل إعلام محلية.
ألمانيا تُحدِّث نصائحها وسط تصاعد حالات الاحتجاز
من جهتها، قامت ألمانيا يوم الأربعاء بتحديث تحذيراتها الخاصة بالسفر إلى الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن الإعفاء من التأشيرة أو امتلاك تأشيرة لا يضمن بالضرورة الدخول إلى البلاد. وجاء ذلك بعد احتجاز عدد من المواطنين الألمان مؤخرًا عند الحدود.
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية، يوم الاثنين، أنها على علم بثلاث حالات على الأقل لمواطنين ألمان مُنعوا من دخول الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن “رحلتهم تم إلغاؤها بسبب احتجازهم تمهيدًا لترحيلهم”.
وأوضح متحدث باسم الوزارة، في تصريحات لوكالة “رويترز”، أن “القرار النهائي بشأن السماح بدخول أي شخص إلى الولايات المتحدة يعود إلى سلطات الحدود الأمريكية”. ورغم ذلك، شدد المتحدث على أن التعديل في نصائح السفر لا يُعتبر تحذيرًا رسميًا من السفر إلى الولايات المتحدة.
هل تتبع كندا النهج نفسه؟
حتى الآن، لم تقم كندا بتحديث نصائح السفر إلى الولايات المتحدة بنفس اللهجة التي استخدمتها بريطانيا وألمانيا. وكانت آخر مرة تم فيها تحديث صفحة الإرشادات الخاصة بالسفر إلى أمريكا في 12 مارس/آذار، ولم تتضمن أي تحذير حول التطبيق “الصارم” لقوانين الدخول أو احتمال الاحتجاز.
ومع ذلك، لطالما حذرت السلطات الكندية من أن عدم مغادرة الولايات المتحدة في الوقت المحدد وفقًا لشروط التأشيرة، أو محاولة الدخول رغم وجود سجل جنائي، قد يؤدي إلى الاعتقال أو الترحيل.
وقد تواصلت صحيفة “جلوبال نيوز” مع وزارة الشؤون العالمية الكندية للاستفسار عن أي نية لتحديث نصائح السفر بما يتماشى مع بريطانيا وألمانيا، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى الآن.
احتجاز مواطنة كندية وأوامر ترامب الصارمة
في حادثة أخرى تعكس التشديد المتزايد على الحدود، احتُجزت امرأة من مقاطعة كولومبيا البريطانية لمدة أسبوعين لدى سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية بعد محاولتها دخول الولايات المتحدة من المكسيك لإعادة التقدم بطلب تأشيرة عمل. وأفادت المرأة لصحيفة “جلوبال نيوز” ووسائل إعلام أمريكية بأنها لم تحصل على معلومات واضحة من المسؤولين الأمريكيين، باستثناء إشعار بأن وثائقها غير سليمة.
وقال محامٍ متخصص في شؤون الهجرة إنه نصح المرأة بعدم محاولة العبور من معبر الحدود القريب من سان دييغو “نظرًا للمناخ السياسي الحالي”، لكنها قررت الذهاب على أي حال.
منذ تولي ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني، أصدر عددًا من الأوامر التنفيذية التي شددت من إجراءات الدخول، وشملت فحصًا أكثر صرامة للتأشيرات، وسياسات حدودية أكثر تشددًا، وحملة مكثفة ضد المهاجرين غير المسجلين.
وفي واقعة أثارت الجدل، مُنع عالم فرنسي من دخول الولايات المتحدة بعد أن اكتشف مسؤولو الهجرة على هاتفه رسائل نصية تنتقد الرئيس ترامب، والتي اعتبرتها السلطات “تهديدًا أمنيًا”، وفقًا لتقارير إعلامية فرنسية. حتى الآن، لم تقم فرنسا بتحديث نصائح السفر الخاصة بها إلى الولايات المتحدة.
وتعكس التحديثات الأخيرة في نصائح السفر البريطانية والألمانية تزايد المخاوف من الإجراءات الصارمة التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه المسافرين، حتى من الدول التي تربطها بها علاقات وثيقة. وبينما لم تتخذ كندا وفرنسا بعد خطوات مماثلة، فإن تصاعد حوادث الاحتجاز قد يدفع مزيدًا من الدول إلى إعادة النظر في توجيهاتها لمواطنيها.
ماري جندي
المزيد
1