كشفت نتائج استطلاع جديد أن الغالبية العظمى من الكنديين لا ينظرون بعين الرضا إلى السياسات الجمركية الأميركية، بل ويتوقعون أن تطالهم تداعياتها بشكل مباشر. وبينما تتصاعد المخاوف من تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد الكندي والمعيشة اليومية، تتعالى الأصوات المطالبة برد كندي حازم يوازي ما يتعرض له المواطن الكندي من ضغوط.
الاستطلاع، الذي أجراه معهد ليجر لصالح جمعية الدراسات الكندية، أظهر أن نحو 60% من الكنديين يشعرون بأن الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة ستنعكس سلبًا على حياتهم بشكل مباشر. وبالتوازي مع ذلك، أشار التقرير إلى أن مستوى ثقة الكنديين في الأميركيين قد تراجع بشكل ملحوظ، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ومطالبات بـ : “دولار مقابل دولار” .. ومن يصرخ أولًا؟
كشفت نتائج استطلاع جديد أن الغالبية العظمى من الكنديين لا ينظرون بعين الرضا إلى السياسات الجمركية الأميركية، بل ويتوقعون أن تطالهم تداعياتها بشكل مباشر. وبينما تتصاعد المخاوف من تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد الكندي والمعيشة اليومية، تتعالى الأصوات المطالبة برد كندي حازم يوازي ما يتعرض له المواطن الكندي من ضغوط.
الاستطلاع، الذي أجراه معهد ليجر لصالح جمعية الدراسات الكندية، أظهر أن نحو 60% من الكنديين يشعرون بأن الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة ستنعكس سلبًا على حياتهم بشكل مباشر. وبالتوازي مع ذلك، أشار التقرير إلى أن مستوى ثقة الكنديين في الأميركيين قد تراجع بشكل ملحوظ، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
ذاكرة ترامب تعود.. مع مخاوف أكبر
لطالما كانت علاقة كندا بجارتها الجنوبية متقلبة على مدار السنوات الأخيرة، إلا أن رئاسة ترامب كانت نقطة تحول فارقة، إذ عمد الرئيس الجمهوري إلى فرض رسوم جمركية على عدد من الدول، ومن بينها كندا، مهددًا في أكثر من مناسبة برفع هذه الرسوم في حال أقدمت الدول المتضررة على الرد بالمثل.
جاك جيدواب، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لجمعية الدراسات الكندية، عبّر عن قلقه إزاء نتائج الاستطلاع قائلاً: “الكنديون يشعرون أن هناك شرخًا عميقًا في علاقتنا مع الولايات المتحدة، وهذا الأمر له انعكاسات مقلقة على أكثر من صعيد”.
من هم الأكثر تضررًا؟ كبار السن أولاً
الاستطلاع الذي شمل 1631 مشاركًا خلال يومي 5 و6 أبريل، أظهر تباينات مثيرة للاهتمام من حيث الفئات العمرية والمناطق الجغرافية. فبينما قال 60% من الكنديين إنهم سيتأثرون بالرسوم الأميركية، كانت النسبة أعلى بين كبار السن (65 عامًا فما فوق)، إذ وصلت إلى 63%، في حين بلغت 57% فقط لدى الفئة العمرية بين 18 و24 عامًا.
ويفسر جيدواب هذا التفاوت بالقول إن كبار السن يعتمدون على استثمارات تقاعدية قد تتأثر بتقلبات السوق، مما يجعلهم أكثر حساسية تجاه التغيرات الاقتصادية الكبرى. أما الفئة الشابة، فهي ما زالت في بداية مشوارها المهني، ولم تنخرط بالكامل في المنظومة الاقتصادية.
أونتاريو وألبرتا في المقدمة.. وكيبيك أقل قلقاً
أظهرت البيانات أن سكان أونتاريو وألبرتا هم الأكثر قلقًا من تداعيات الرسوم، إذ قال 64% و66% من المشاركين في هاتين المقاطعتين إنهم يشعرون بالتأثيرات المحتملة. أما في كيبيك، فكانت النسبة أقل بكثير، حيث أبلغ فقط 49% عن شعورهم بالقلق، وهو ما اعتبره جيدواب “مثيرًا للاستغراب”، واصفًا سكان كيبيك بأنهم “متطرفون في هذه القضية” – ربما بسبب اختلاف ثقافي أو اقتصادي في تقييم المخاطر الاقتصادية القادمة من الجنوب.
الرد على واشنطن.. ولكن كيف؟
المثير في نتائج الاستطلاع لم يكن فقط مستوى القلق، بل أيضًا موقف الكنديين من كيفية التعامل مع السياسات الأميركية. فرغم إجماع غالبية المشاركين على أن كندا يجب ألا تقف مكتوفة الأيدي، إلا أن الآراء انقسمت بشأن الطريقة المثلى للرد.
أكثر الخيارات شعبية كانت:
فرض رسوم مضادة “دولاراً بدولار” (17%)
فرض عقوبات محددة تستهدف الطاقة والمواد الخام (9%)
تقليص حجم التبادل التجاري مع الولايات المتحدة (9%)
توسيع علاقات كندا التجارية مع دول أخرى لتقليل الاعتماد على أميركا (8%)
الغريب أن هذه النسب جاءت متقاربة في أغلب المقاطعات، بما في ذلك ألبرتا، التي ترفض رئيستها دانييل سميث باستمرار فرض عقوبات على صادرات الطاقة. ومع ذلك، لم تمنع تلك المواقف السياسية من تسجيل نسبة تأييد مطابقة للمعدل الوطني لفكرة “العقوبات المستهدفة”.
عدم الثقة بالأميركيين يتصاعد
واحدة من أكثر النتائج لفتًا للنظر كانت التراجع الحاد في ثقة الكنديين بالأميركيين. فقد أفاد أكثر من 50% من المستطلعة آراؤهم أنهم لا يثقون بالولايات المتحدة، وهو تراجع واضح مقارنة بفترة حكم جو بايدن، حيث عبّر 26.5% فقط عن شعور مماثل حينها.
وتفاوتت الثقة بين التوجهات السياسية أيضًا:
62% من أنصار الحزب الليبرالي لا يثقون بالأميركيين
60.7% من أنصار الحزب الديمقراطي الجديد يشاركونهم الرأي
أما أنصار المحافظين فكانوا الأكثر تفاؤلًا نسبيًا، حيث قال 34% منهم إنهم يثقون بالأميركيين
وبشكل لافت، فإن أنصار الكتلة الكيبيكية كانوا الأقل ثقة، إذ بلغت نسبتهم 4% فقط!
هذه النسب تكاد تطابق حالة الغضب والريبة التي كانت سائدة في سبتمبر 2020، خلال ذروة فترة حكم ترامب، حيث أفاد 66% من الكنديين بعدم ثقتهم بالأميركيين آنذاك.
هل من أمل في الحوار؟
ورغم سوداوية الصورة العامة، فإن جيدواب يرى بصيص أمل، قائلاً: “لا أعتقد أن هذا المستوى من عدم الثقة يساعد على المضي قدمًا نحو اتفاق تجاري أفضل، لكن يجب ألا نغلق أبواب الحوار. على العكس، من الضروري أن نحافظ على قنوات التواصل مفتوحة”.
ويضيف: “إذا لم يتمكن السياسيون من التفاهم، فربما يكون على المجتمع المدني أن يلعب دورًا أكبر في التواصل مع نظرائه الأميركيين لتقليل حدة التوتر، ومنع انهيار العلاقات الثنائية بشكل كامل”.
ماري جندي
المزيد
1