في تحرك أمني واسع النطاق، كشفت هيئة تنظيم الأوراق المالية في بريتش كولومبيا عن تفاصيل “عملية الانهيار” التي نُفذت على مدار يومين كاملين، وأسفرت عن كشف واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في مجال العملات المشفرة شهدتها المقاطعة في الآونة الأخيرة. العملية التي نُفذت بالتعاون بين عدد من الهيئات التنظيمية والشرطة المحلية والفيدرالية، بالإضافة إلى عدد من منصات تداول العملات الرقمية وشركات تحليل البيانات، كشفت عن وجود 89 ضحية خسروا مجتمعين أكثر من 4 ملايين دولار من أصولهم الرقمية، دون أن يدرك العديد منهم أنهم كانوا يتعرضون للاحتيال.
في تحرك أمني واسع النطاق، كشفت هيئة تنظيم الأوراق المالية في بريتش كولومبيا عن تفاصيل “عملية الانهيار” التي نُفذت على مدار يومين كاملين، وأسفرت عن كشف واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في مجال العملات المشفرة شهدتها المقاطعة في الآونة الأخيرة. العملية التي نُفذت بالتعاون بين عدد من الهيئات التنظيمية والشرطة المحلية والفيدرالية، بالإضافة إلى عدد من منصات تداول العملات الرقمية وشركات تحليل البيانات، كشفت عن وجود 89 ضحية خسروا مجتمعين أكثر من 4 ملايين دولار من أصولهم الرقمية، دون أن يدرك العديد منهم أنهم كانوا يتعرضون للاحتيال.
العملية ركّزت على نوع محدد من الاحتيال يُعرف باسم “التصيد بالموافقة” (Approval Phishing)، وهو أسلوب خبيث يتلاعب بالمستخدمين عبر الإنترنت لخداعهم بمنح المحتالين إذن الوصول إلى محافظهم الرقمية، تحت ستار أنهم يقومون بخطوات آمنة أو ضرورية. لكن الواقع أن هذا “الإذن” يتيح للمجرمين الاستيلاء على الأصول الرقمية بهدوء ودون أي ضجة، حيث تتم العملية في كثير من الأحيان دون علم صاحب المحفظة.
جهود جماعية واستجابة استباقية
خلال العملية، تم تعقب عدد من المحافظ المرتبطة بموقع تداول عملات مشفرة مشبوه، وقد تبين أن أصحابها لم يكونوا على دراية بأن أموالهم قد سُحبت فعليًا أو يجري التلاعب بها في الخلفية. ونجحت الجهات المشاركة في العملية في تحديد الضحايا والتواصل معهم مباشرة، ليس فقط لتحذيرهم مما وقع، بل أيضًا لمساعدتهم على اتخاذ تدابير فورية لمنع مزيد من الخسائر.
وفي تصريح رسمي، قالت لوري تشامبرز، نائبة مدير قسم الإنفاذ في هيئة تنظيم الأوراق المالية في بريتش كولومبيا :
“غالبًا ما تكون هذه الجرائم وراءها مجموعات إجرامية منظمة تعمل من خارج البلاد، مما يجعل من الصعب ملاحقتها باستخدام الطرق التقليدية لإنفاذ القانون. ولهذا السبب، نعمل على تطوير أساليب جديدة وغير تقليدية لتعطيل أنشطتهم.”
تشامبرز أوضحت أن أحد أهم الأساليب التي تعتمد عليها الهيئة حاليًا يتمثل في التدخل المبكر والتنبيه الاستباقي، أحيانًا أثناء تنفيذ المخطط نفسه، وهو ما يتيح للجهات الأمنية كسر سلسلة الاحتيال قبل اكتمالها، وبالتالي منع الجناة من الاستفادة من الأموال المسروقة.
تحالف واسع لمواجهة التهديدات الرقمية
العملية لم تكن ممكنة لولا التعاون الواسع بين عدة جهات من مختلف أنحاء كندا، منها هيئات تنظيم الأوراق المالية من مقاطعات ألبرتا وأونتاريو وكيبيك، بالإضافة إلى قوات الشرطة في مدن فانكوفر ودلتا، إلى جانب شرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP) وحتى جهاز الخدمة السرية الأميركي، ما يعكس حجم التهديد وضرورة المواجهة العابرة للحدود.
ولم تقتصر الجهود على الجانب الأمني فقط، بل شملت أيضًا تعاونًا من قبل منصات كبرى لتداول العملات المشفرة مثل Netcoins وNDAX وCoinbase، التي لعبت دورًا مهمًا في تتبع المحافظ وتحليل المعاملات المشبوهة.
خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن المعركة مستمرة
رغم أن هذه العملية تمثل إنجازًا أمنيًا وتنظيميًا ملموسًا، إلا أن الهيئة تؤكد أن الطريق لا يزال طويلاً، وأن المجرمين يواصلون تطوير أساليبهم، مستغلين تعقيدات عالم العملات المشفرة وصعوبة تتبع الأموال الرقمية العابرة للحدود.
وكما عبّرت تشامبرز في ختام بيانها:
“حتى إذا لم نتمكن من القبض على جميع الجناة، فإن أي جهد نبذله لتعقيد مهامهم وجعل حياتهم أصعب، هو جهد لا يُقدّر بثمن.”
بهذا، ترسل هيئة الأوراق المالية في بريتش كولومبيا رسالة واضحة: لا مكان للمحتالين في ساحة العملات المشفرة، وسُبل الاحتيال الجديدة ستُواجه بابتكارات أمنية وتنظيمية لا تقل ذكاءً.
ماري جندي
1