في فبراير من عام 2024، كانت ميلاني ماكجفرن تتصفح حسابها على إنستغرام عندما لاحظت شيئًا غير مألوف؛ ابنة أختها البالغة من العمر 16 عامًا قد أرسلت لها رسالة. لم يكن هذا التواصل المعتاد بينهما، مما جعل ماكغفرن تتساءل عما إذا كان هناك شيء غير صحيح. وبعد أن قبلت طلب الاتصال، تواصل معها صاحب الحساب وطلب منها المال.
كانت ماكغفرن قد عرفت ابنة أختها كمراهقة ناضجة ومسؤولة، وكانت تدرك أن هذه ليست طريقة تصرفها المعتادة. ولذا، شعرت بشيء غير طبيعي، فقررت الاتصال بأخت زوجها لتتأكد. “أرسلت رسالة نصية لأخت زوجي وقلت لها، هل تعلمين أن حساب ابنتك على إنستغرام قد تم اختراقه؟”
في فبراير من عام 2024، كانت ميلاني ماكجفرن تتصفح حسابها على إنستغرام عندما لاحظت شيئًا غير مألوف؛ ابنة أختها البالغة من العمر 16 عامًا قد أرسلت لها رسالة. لم يكن هذا التواصل المعتاد بينهما، مما جعل ماكغفرن تتساءل عما إذا كان هناك شيء غير صحيح. وبعد أن قبلت طلب الاتصال، تواصل معها صاحب الحساب وطلب منها المال.
كانت ماكغفرن قد عرفت ابنة أختها كمراهقة ناضجة ومسؤولة، وكانت تدرك أن هذه ليست طريقة تصرفها المعتادة. ولذا، شعرت بشيء غير طبيعي، فقررت الاتصال بأخت زوجها لتتأكد. “أرسلت رسالة نصية لأخت زوجي وقلت لها، هل تعلمين أن حساب ابنتك على إنستغرام قد تم اختراقه؟”
هذه الحادثة كانت بمثابة نافذة لرؤية جريمة قد تبدو بعيدة عن الأذهان للكثيرين، لكنها تمثل في الواقع تهديدًا متزايدًا في عالم الإنترنت اليوم. فتحت هذه التجربة أمام ماكغفرن بابًا لرؤية تطور عمليات الاحتيال، التي أصبحت أكثر تعقيدًا واحترافية من أي وقت مضى.
التحولات الكبرى في أساليب الاحتيال
تعتبر عمليات الاحتيال الاستثمارية واحدة من أخطر الأنواع في العالم الرقمي اليوم، وقد شهدت تحولات كبيرة في طريقة تنفيذها على مر السنين. حيث كانت في الماضي تقتصر على الحيل البسيطة مثل رسائل البريد العشوائي التي تحاول إقناع الناس بالاستثمار في مشاريع وهمية، لكنها تطورت اليوم لتشمل مواقع إلكترونية مزيفة للعملات المشفرة، رسائل بريدية بنكية مزورة، وحتى انتحال شخصيات أفراد مقربين من الضحايا، بما في ذلك المكالمات الهاتفية التي تعتمد على تقنيات استنساخ الصوت.
ويشكل هذا النوع من الاحتيال تهديدًا متزايدًا للأمن المالي للعديد من الأشخاص، خاصة مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الإعلام المرتبطة بالعملات المشفرة، التي تعمل على تضليل الأفراد وجرهم نحو الاستثمار في مشاريع وهمية.
الواقع المؤلم للأرقام:
بحسب تقرير صادر عن مكتب تحسين الأعمال (Better Business Bureau) في مارس 2024، لا تزال عمليات الاحتيال الاستثمارية تحتل المرتبة الأولى بين أنواع الاحتيال، حيث أبلغ أربعة من كل خمسة أشخاص تم استهدافهم عن خسارة أموالهم. وفي المتوسط، يعاني الضحايا من خسارة تصل إلى 5000 دولار لكل شخص. ومن الجدير بالذكر أن عمليات الاحتيال الرومانسية، رغم أنها أقل شيوعًا، تُسجل أعلى متوسط خسارة مالية على مستوى الأفراد، حيث وصل هذا الرقم إلى حوالي 6100 دولار.
وفي سياق متصل، أفاد المركز الكندي لمكافحة الاحتيال بأن الخسائر الإجمالية الناجمة عن عمليات الاحتيال الاستثمارية في عام 2024 قد بلغت نحو 310 ملايين دولار أمريكي، مقارنة بـ 33.5 مليون دولار فقط في عام 2020. ومع ذلك، يشير المركز إلى أن هذه الأرقام لا تمثل الحقيقة الكاملة، إذ يُقدر أن 90% إلى 95% من الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها، مما يعكس حجم الظاهرة بشكل أكبر من الأرقام الرسمية.
نصائح لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال الاستثماري
إذا كنت قد تلقيت رسالة عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook أو WhatsApp أو TikTok، أو حتى عبر رسالة نصية هاتفية، تطلب منك استثمار أموالك في مشروع عاجل مثل أسهم جديدة أو عملات مشفرة، فلابد أن تتوقف وتفكر مليًا قبل اتخاذ أي خطوة.
يقول جيف مورتون، المدير الأول لاستراتيجية الاحتيال الرقمي في رويال بنك أوف كندا: “المحتالون يحرصون على خلق شعور بالإلحاح والإثارة العاطفية لدى الضحية، وهذا يساعدهم في استغلال تلك الثغرة النفسية التي تجعل الفرد يتصرف بسرعة ودون تفكير”. من هنا، تنبع أهمية أن تمنح نفسك بعض الوقت للتفكير والتأكد قبل أي استثمار، حتى لو كان الشخص الذي تواصل معك يبدو أنك تعرفه شخصيًا.
من خلال اتخاذ خطوات حذرة وتطبيق الإجراءات الوقائية، يمكنك حماية أموالك وعدم الوقوع ضحية لأية مخططات احتيالية.
ماري جندي
1