برلين (أ ب) – شهد مطار هامبورج الألماني حالة من الفوضى صباح الأحد، بعدما أدى إضراب مفاجئ لعمال المطار إلى إلغاء مئات الرحلات، مما أثر على أكثر من 40 ألف مسافر. جاء هذا الإضراب قبل يوم واحد فقط من إضراب أوسع نطاقًا من المتوقع أن يشل الحركة الجوية في 13 مطارًا مختلفًا في جميع أنحاء ألمانيا، وسط تصاعد التوترات بشأن مفاوضات عقود العمل.
برلين (أ ب) – شهد مطار هامبورج الألماني حالة من الفوضى صباح الأحد، بعدما أدى إضراب مفاجئ لعمال المطار إلى إلغاء مئات الرحلات، مما أثر على أكثر من 40 ألف مسافر. جاء هذا الإضراب قبل يوم واحد فقط من إضراب أوسع نطاقًا من المتوقع أن يشل الحركة الجوية في 13 مطارًا مختلفًا في جميع أنحاء ألمانيا، وسط تصاعد التوترات بشأن مفاوضات عقود العمل.
حالة من الارتباك في المطار
من بين أكثر من 280 رحلة كان من المقرر أن تقلع أو تهبط في مطار هامبورج، لم تتم سوى 10 رحلات فقط وفق الجدول الزمني المحدد في الساعات الأولى من صباح الأحد. أما بقية الرحلات، فقد تم إلغاؤها بالكامل، مما أدى إلى حالة من الارتباك بين المسافرين.
امتلأت صالات المطار بالركاب الذين يبحثون عن معلومات حول مصير رحلاتهم، بينما ظلت العديد من مكاتب الخدمة مغلقة، مما زاد من حدة التوتر بين المسافرين. وعلى الشاشات الإلكترونية المعلقة في قاعات المغادرة، ظهرت كلمة “ملغاة” باللون الأحمر بجوار معظم الرحلات، في مشهد يعكس شللاً تامًا لحركة الطيران في المطار.
إضراب مفاجئ يزيد الأزمة تعقيدًا
ما زاد من حدة الأزمة أن الإضراب لم يتم الإعلان عنه مسبقًا، بل فُرض على المسافرين والعاملين في المطار بشكل مفاجئ قبل نصف ساعة فقط من بدء تنفيذه، وفق ما ذكرته إدارة المطار. جاء ذلك قبل يوم واحد فقط من إضراب أوسع نطاقًا كان مقررًا بالفعل في 13 مطارًا ألمانيًا، والذي دعت إليه نقابة “فيردي”.
تضم النقابة آلاف العاملين في مجالات مختلفة داخل المطارات، مثل خدمات الركاب وفحص الأمتعة وشحن البضائع، وقد دعت إلى الإضراب بهدف الضغط على الشركات من أجل تحسين شروط التوظيف وتعزيز حقوق العمال.
انتقادات حادة للإضراب وتأثيره على المسافرين
من جهتها، أعربت كاتيا بروم، المتحدثة باسم مطار هامبورج، عن استيائها الشديد من طريقة تنفيذ الإضراب، قائلة:
“إن سلوك نقابة فيردي غير مسؤول، فالإضراب المفاجئ دون سابق إنذار يؤثر بشدة على حركة المطار، خاصة مع بدء موسم العطلات، حيث كان من الممكن اتخاذ تدابير استباقية لو تم الإعلان عنه مسبقًا.”
وحذّرت بروم من أن يوم الإثنين قد يشهد اضطرابات أكبر، حيث سيتمكن الركاب من دخول المطار، ولكنهم قد يواجهون إلغاءً واسع النطاق للرحلات وتأخيرات كبيرة نتيجة الإضراب المعلن مسبقًا.
كما وصفت الإضراب بأنه “غير عادل” بحق عشرات الآلاف من المسافرين الذين لا علاقة لهم بالنزاع القائم بين النقابة وأصحاب العمل.
مطالب العمال ومبررات الإضراب
تسعى نقابة “فيردي” منذ أشهر إلى التفاوض على عقد عمل جديد يشمل تحسين ظروف العمل، وتعزيز السلامة المهنية، وزيادة عدد أيام الإجازة، بالإضافة إلى رفع قيمة المكافأة السنوية إلى 50%. كما تطالب النقابة بإعطاء الموظفين حرية اختيار الأطباء المسؤولين عن الفحوصات الطبية الإلزامية التي تفرضها بعض الشركات.
وفي تصريح أدلى به لارس ستوب، المسؤول في نقابة فيردي، أوضح أن الهدف من الإضراب هو إحداث ضرر اقتصادي يدفع أصحاب العمل إلى تقديم عرض تفاوضي مناسب.
وقال ستوب:
“نحن ندرك تمامًا أن الإضراب يشكل عبئًا كبيرًا على المسافرين، وزملاؤنا العاملون في المطار يدركون ذلك أيضًا. لكننا لا نملك خيارًا آخر. إذا لم يكن للإضراب تأثير، فلن نحصل على أي تنازلات من الشركات.”
ركاب غاضبون ومشاعر إحباط في المطار
في المطار، سادت مشاعر الغضب والإحباط بين المسافرين، الذين وجدوا أنفسهم عالقين دون تحذير مسبق.
وقالت المسافرة ألفا ويتزل، التي كانت تأمل في السفر عبر مطار هامبورج:
“لا أفهم لماذا حدث الإضراب اليوم، مع أنه كان من المفترض أن يكون هناك إضراب كبير غدًا (الإثنين). الأمر غير منطقي ومزعج للغاية!”
ومع تصاعد الأزمة، يبقى السؤال: هل ستتمكن النقابة وأصحاب العمل من التوصل إلى حل وسط، أم أن المسافرين في ألمانيا سيواجهون مزيدًا من الفوضى الجوية في الأيام المقبلة؟
ماري جندي
المزيد
1