أعلنت شركة “سبيريت إيرلاينز” الأمريكية، يوم الاثنين، أنها تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس وفقًا للفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج بالنسبة للشركة التي تكافح من أجل التعافي بعد التحديات الكبيرة التي واجهتها خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تداعيات جائحة كورونا، فضلاً عن محاولتها الفاشلة لبيع الشركة إلى “جيت بلو”. تعاني “سبيريت”، أكبر شركات الطيران الاقتصادي في الولايات المتحدة، من خسائر ضخمة حيث تجاوزت 2.5 مليار دولار منذ بداية عام 2020، كما أنها تواجه مدفوعات ديون ضخمة تقدر بأكثر من مليار دولار خلال العام المقبل.
أعلنت شركة “سبيريت إيرلاينز” الأمريكية، يوم الاثنين، أنها تقدمت بطلب للحماية من الإفلاس وفقًا للفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس الأمريكي. يأتي هذا الإعلان في وقت حرج بالنسبة للشركة التي تكافح من أجل التعافي بعد التحديات الكبيرة التي واجهتها خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تداعيات جائحة كورونا، فضلاً عن محاولتها الفاشلة لبيع الشركة إلى “جيت بلو”. تعاني “سبيريت”، أكبر شركات الطيران الاقتصادي في الولايات المتحدة، من خسائر ضخمة حيث تجاوزت 2.5 مليار دولار منذ بداية عام 2020، كما أنها تواجه مدفوعات ديون ضخمة تقدر بأكثر من مليار دولار خلال العام المقبل.
ورغم هذه الأزمة، أكدت الشركة أنها ستستمر في تقديم خدماتها للعملاء بشكل طبيعي أثناء سيرها في عملية الإفلاس، التي تم ترتيبها مسبقًا. وأوضحت أن جميع التذاكر والحجوزات، بالإضافة إلى الائتمانات ونقاط الولاء، ستظل صالحة دون تأثير على عمليات الطيران. وأضافت الشركة أن العملاء يمكنهم الاستمرار في حجز التذاكر والطيران دون أي انقطاع. كما ستظل امتيازات العضوية وبطاقات الائتمان الخاصة بالشركة سارية.
على الرغم من هذه التصريحات، شهدت أسهم شركة “سبيريت إيرلاينز” انخفاضًا حادًا بنسبة 25% في يوم الجمعة السابق للإعلان عن الإفلاس، وذلك بعد تقارير صحيفة “وول ستريت جورنال” التي أفادت بأن الشركة كانت تجري مناقشات حول إعلان الإفلاس مع حاملي السندات. وهذه كانت ضربة جديدة للشركة التي شهدت تراجعًا دراماتيكيًا في قيمة أسهمها بنسبة 97% منذ أواخر عام 2018، عندما كانت الشركة لا تزال تحقق أرباحًا.
وفي حديثه خلال الشهر الماضي، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “سبيريت إيرلاينز”، تيد كريستي، أن الشركة كانت تتفاوض مع مستشاري حاملي السندات بشأن استحقاقات الديون القادمة، معتبراً ذلك أولوية قصوى. وأوضح كريستي أن الشركة تركز على إعادة تمويل ديونها وتحسين السيولة المالية، بالإضافة إلى تحسين المنتج المقدم للعملاء، وتوسيع برامج الولاء.
ومن المثير أن “سبيريت” شهدت زيادة بنسبة 2% في عدد الركاب الذين سافروا على متن طائراتها خلال النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ومع ذلك، تراجع الإيرادات بشكل كبير، حيث دفع الركاب 10% أقل لكل ميل، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 20% في الإيرادات لكل ميل من الأجرة. هذا التراجع في الإيرادات كان أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تفاقم الخسائر.
وتواجه الشركة أيضًا تحديات من زيادة تكاليف العمالة، وهو أمر أصاب شركات الطيران الأخرى أيضًا. كما تأثرت “سبيريت” بفشل محاولاتها لجذب العملاء بعيدًا عن المنافسين الذين يقدمون أسعارًا رخيصة، كما أن أسعار السفر الترفيهي قد انخفضت في الولايات المتحدة بسبب الوفرة في الرحلات الجوية الجديدة.
وتزامن هذا الوضع مع مشاكل فنية في محركات الطائرات من طراز “إيرباص”، والتي أجبرت الشركة على إيقاف العديد من الطائرات. بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض التسريحات التي قامت بها “سبيريت” لطواقم الطيران جاءت نتيجة لهذه المشكلات الفنية.
وكانت الشركة قد شهدت محاولات للاستحواذ عليها من قبل شركات أخرى، مثل “فرونتير إيرلاينز” في عام 2022، لكن الصفقة تمت محاربتها من قبل “جيت بلو”، وهو ما أدى إلى صفقة مزاد انتهت بتفوق “جيت بلو”. إلا أن هذه المحاولات اصطدمت بموقف من وزارة العدل التي رفعت دعوى قضائية ضد الصفقة بسبب مخاوف من ارتفاع الأسعار لعملاء “سبيريت” الذين يعتمدون على الأسعار الرخيصة.
يُذكر أن حالات الإفلاس في صناعة الطيران الأمريكية كانت شائعة في فترات سابقة، وخاصة في التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، عندما واجهت شركات الطيران منافسة شديدة، وارتفاع تكاليف العمالة، وزيادة أسعار الوقود. في تلك الفترات، شهدت صناعة الطيران الأمريكية انهيار بعض الشركات الشهيرة مثل “بان آم”، “تي دبليو إيه”، “نورث ويست”، “كونتننتال”، و”يونايتد”، بينما تمكنت بعض الشركات الأخرى من استخدام قوانين الإفلاس لإعادة التفاوض على الديون والاستمرار في عملياتها.
ومن الجدير بالذكر أن آخر حالة إفلاس لشركة طيران أمريكية كبرى كانت في عام 2013، عندما خرجت “أميركان إيرلاينز” من الحماية بموجب الفصل الحادي عشر من قانون الإفلاس واندماجت مع “يو إس إيرويز”.
ماري جندي
1