في أحدث مؤلفاته، أشار مارك ساندلر، المحامي الجنائي البارز والمدافع عن حقوق الإنسان الحاصل على بكالوريوس في القانون، إلى قضية حساسة للغاية متعلقة بازدهار معاداة السامية في كندا. وعبّر عن قلقه من غياب الإرادة السياسية والشرطية في التعامل مع هذه الظاهرة بفعالية.
في أحدث مؤلفاته، أشار مارك ساندلر، المحامي الجنائي البارز والمدافع عن حقوق الإنسان الحاصل على بكالوريوس في القانون، إلى قضية حساسة للغاية متعلقة بازدهار معاداة السامية في كندا. وعبّر عن قلقه من غياب الإرادة السياسية والشرطية في التعامل مع هذه الظاهرة بفعالية.
حالة غضب متصاعدة
استحضر ساندلر خطاب المذيع هوارد بيل في فيلم “شبكة” (1976)، حيث قال بيل عبارته الشهيرة: “أنا غاضب للغاية، ولن أتحمل الأمر بعد الآن”. هذه العبارة تعكس مشاعر كثير من اليهود الكنديين اليوم، الذين يعيشون حالة من الغضب والخوف نتيجة تنامي جرائم الكراهية ضدهم، يقابلها ردود فعل فاترة من المسؤولين السياسيين والشُرَط. يتساءل اليهود عن معنى كندا التي يعرفونها، وعن قيمها التي تتعرض لامتحان قاسٍ في ظل الظروف الراهنة.
سلسلة من الأحداث المؤلمة
في العام الماضي، تعرضت مدرسة بايس شايا موشكا الابتدائية اليهودية في نورث يورك لثلاثة هجمات، كان أحدثها إطلاق ست طلقات نارية. وفي الوقت نفسه، شهدت مونتريال احتجاجات مناهضة لإسرائيل وحلف الناتو، تخللتها أعمال شغب وإشارات نازية علنية. أما في جامعة كوينز، فقد رفع المتظاهرون لافتات تمجد الإرهاب، وفي جامعة تورنتو ارتدى أحد المحتجين زي إرهابي.
مارك ساندلر يرى أن هذه الأحداث ليست سوى قمة جبل الجليد، مشيراً إلى أن الكراهية ضد اليهود أصبحت مشهداً مألوفاً في شوارع كندا وجامعاتها.
الردود الحكومية غير الكافية
على الرغم من إدانة عمدة تورنتو أوليفيا تشاو لحادث إطلاق النار على مدرسة بايس شايا موشكا بقولها: “كفى”، يرى ساندلر أن الإدانة وحدها لا تكفي. يشير إلى أن خطاب الكراهية المعادي للسامية أصبح طبيعياً في كندا، ولم يعد يثير القلق لدى السلطات كما ينبغي. هذا القبول الضمني لتلك الممارسات، سواء كان عن قصد أو تقصير، يشجع المتطرفين على الاستمرار.
خطاب الكراهية العلني
منذ أكتوبر 2023، أصبحت المظاهرات المناهضة لإسرائيل أكثر حدة. يردد المحتجون شعارات تدعو إلى تدمير إسرائيل، تحتفل بالإرهاب، وتشيطن اليهود بشكل عام. في إحدى مظاهرات مونتريال، تمت الدعوة علناً لقتل “الصهاينة المعتدين”، دون أي عواقب قانونية.
ضعف التطبيق القانوني
مارك ساندلر يشير إلى أن القوانين الكندية الحالية كافية لمعالجة الكراهية، لكنها غير مطبقة بالشكل المناسب. فالقوانين المتعلقة بخطاب الكراهية، مثل القرار الشهير للمحكمة العليا في قضية كيجسترا عام 1990، تؤكد أن التحريض على الكراهية غير مقبول قانونياً. ومع ذلك، فإن الشرطة في مدن مثل تورنتو ومونتريال لا تطبق القوانين بالشكل الذي يعكس التزاماً حقيقياً بمكافحة الكراهية.
أسباب الفشل
وفقاً لساندلر، يعود ضعف التطبيق القانوني إلى نقص التدريب لدى الشرطة والمدعين العامين، وسوء فهم معاداة السامية الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، تعاني التحقيقات في جرائم الكراهية من ضعف التنسيق بين الوكالات المختلفة، مما يؤدي إلى نتائج غير متسقة.
يعتقد ساندلر أن التركيز على منع العنف المباشر يتجاهل التأثير العميق لخطاب الكراهية على المجتمع، ويعزز شعور المتطرفين بأنهم يستطيعون الإفلات بأفعالهم دون عقاب.
دعوة للإصلاح
يرى ساندلر أن الحل يكمن في القيادة السياسية الشجاعة. يجب على المسؤولين وضع سياسات واضحة لمكافحة الكراهية، تشمل دعم تطبيق القوانين الجنائية والبلدية بصرامة. كما يجب على المجالس البلدية أن تتبنى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية كمرجعية في صياغة السياسات.
رسالة المجتمع اليهودي
ختاماً، يدعو مارك ساندلر المجتمع اليهودي إلى عدم السكوت والمطالبة بتطبيق القانون. فالقوانين موجودة، لكنها بحاجة إلى إرادة سياسية وشجاعة في التنفيذ. كندا التي يطمح إليها الجميع هي كندا التي تحمي حقوق جميع مواطنيها، وترفض السماح للكراهية بأن تصبح جزءاً من نسيجها الاجتماعي.
ماري جندي
المزيد
1