في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحوّل في مسار التكامل الاقتصادي الكندي، أعلنت حكومة أونتاريو عن تقديم تشريع جديد يهدف إلى إزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع شركائها في الاتحاد الكندي. وقد جاء هذا الإعلان متزامنًا مع توقيع مذكرتي تفاهم جديدتين مع كل من نوفا سكوشا ونيو برونزويك، لتوسيع آفاق التجارة البينية وتسهيل تنقل العمال والسلع والخدمات.
في خطوة وُصفت بأنها نقطة تحوّل في مسار التكامل الاقتصادي الكندي، أعلنت حكومة أونتاريو عن تقديم تشريع جديد يهدف إلى إزالة الحواجز التجارية بين المقاطعات، وتعزيز التعاون الاقتصادي مع شركائها في الاتحاد الكندي. وقد جاء هذا الإعلان متزامنًا مع توقيع مذكرتي تفاهم جديدتين مع كل من نوفا سكوشا ونيو برونزويك، لتوسيع آفاق التجارة البينية وتسهيل تنقل العمال والسلع والخدمات.
رؤية جديدة في خطاب العرش
هذا التشريع المرتقب، والذي حمل عنوان “قانون حماية أونتاريو من خلال التجارة الحرة داخل كندا”، لم يكن مفاجئًا تمامًا؛ فقد ورد كالتزام صريح في خطاب العرش الذي ألقته حكومة أونتاريو في 15 أبريل الجاري، والذي تضمّن إشارات واضحة إلى نية الحكومة تقليص البيروقراطية، وتخفيف القيود التنظيمية التي تعرقل حركة التجارة داخل البلاد.
وتهدف هذه الخطوة إلى تقوية الروابط الاقتصادية مع المقاطعات الأخرى، وتسهيل الاندماج التجاري، وتحقيق استفادة قصوى من الفرص المتاحة داخل السوق الكندية الموحدة. ووفقًا لما جاء على لسان حكومة أونتاريو، فإن التشريع يسعى لخفض العقبات التي تعيق التبادل التجاري مع المقاطعات التي تطبق سياسات مماثلة، مما يعزّز مرونة الاقتصاد الكندي ويقوّيه في وجه التحديات الخارجية.
دوج فورد: كفى للبيروقراطية
رئيس حكومة أونتاريو، دوج فورد، عبّر عن موقفه بحزم، قائلاً:
“لقد سمحنا لفترة طويلة جدًا للبيروقراطية واللوائح غير المنتهية بأن تعرقل اقتصادنا. وقد جعلنا ذلك عرضة لتهديدات خارجية، من بينها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب”.
وأشار فورد إلى أن هذا التشريع لا يُعدّ مجرد إجراء داخلي، بل يمثل خطوة استراتيجية لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصنعة في أونتاريو، وإيجاد فرص عمل جديدة للعمال المحليين، وتعزيز قدرة المقاطعة على المنافسة محليًا ودوليًا.
قيادة أونتاريو لملف التجارة الحرة
من جانبه، أكّد وزير التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل والتجارة، فيك فيديلي، أن أونتاريو أصبحت في طليعة المقاطعات الداعية للتجارة الحرة داخل كندا.
وقال فيديلي:
“التشريع الذي نعلن عنه اليوم، بالإضافة إلى التمويل التاريخي الذي نُقدّمه عبر صندوق التجارة المشترك في أونتاريو، من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة لنمو اقتصادنا، ويؤمن سلاسل التوريد، ويُعزز وحدة البلاد”.
اتفاقيات تاريخية مع نوفا سكوشا ونيو برونزويك
وكجزء من هذا التوجه الجديد، أعلنت أونتاريو توقيعها اتفاقيات تعاون تجاري مع كل من نوفا سكوشا ونيو برونزويك، تهدف إلى إزالة الحواجز التنظيمية أمام حركة العمال والبضائع. ووفقًا لهذه الاتفاقيات، سيتم الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية، بحيث يُعترف بالعمال المؤهلين في إحدى المقاطعات كعمال مؤهلين في جميع المقاطعات الثلاث.
بمعنى آخر، العامل الذي يحمل ترخيصًا أو مؤهلًا مهنيًا في نوفا سكوشا، سيتمكن من العمل بنفس الصفة في أونتاريو ونيو برونزويك، دون الحاجة إلى إعادة التقييم أو التدريب من جديد. وينطبق هذا التفاهم أيضًا على المنتجات والخدمات، حيث سيكون من المقبول تداولها بحرية بين المقاطعات الثلاث إذا كانت مقبولة في إحداها.
دعم سياسي وتوافق إقليمي
رئيس وزراء نوفا سكوشا، تيم هيوستن، وصف الخطوة بأنها لحظة فارقة في مسار التكامل الكندي، مؤكدًا على فخره بكون مقاطعته جزءًا من هذا المسار الرائد مع أونتاريو.
وقال هيوستن:
“نوفا سكوشا فخورة بأن تكون في طليعة هذا التحول مع أونتاريو”، مشيرًا إلى أن مقاطعته كانت قد أقرت بالفعل قانونًا خاصًا بالتجارة الحرة والتنقل بين المقاطعات في مارس الماضي.
أما رئيسة وزراء نيو برونزويك، سوزان هولت، فأعربت عن حماسها للتعاون مع أونتاريو ونوفا سكوشا، ودعت باقي المقاطعات الكندية إلى الانضمام لهذه المبادرة.
وقالت:
“نحن نشجع السلطات القضائية التي لم تفعل ذلك بعد، على الانضمام إلينا في هذه المسيرة، عبر تشريعات تعزز الاعتراف المتبادل وتزيل الحواجز البينية”.
تسهيلات للعمال.. واهتمام خاص بقطاع الصحة
وفي خطوة من شأنها معالجة النقص في بعض القطاعات الحيوية، أعلنت حكومة أونتاريو أنها ستسمح للعمال المعتمدين من مقاطعات وأقاليم كندية أخرى بالبدء في العمل داخل أونتاريو “فورًا” بعد اجتياز “عملية تسجيل مبسطة”.
وستشمل هذه التسهيلات عددًا من المهن الأساسية، خصوصًا العاملين في قطاع الرعاية الصحية مثل الممرضات والأطباء، في خطوة لافتة قد تساعد في تخفيف الضغوط على النظام الصحي بالمقاطعة.
الكحول.. وتسويق محلي جديد
وتعهدت المقاطعات الثلاث أيضًا بالعمل على تطوير إطار قانوني يسمح ببيع الكحول مباشرة إلى المستهلكين، ما من شأنه تسهيل الإجراءات وتنشيط الأسواق المحلية، خاصة في المناطق الريفية والمجتمعات الصغيرة.
كما تضمّن التشريع الجديد مبادرة رمزية ذات طابع وطني، حيث سيتم تخصيص يوم سنوي يُطلق عليه “اشترِ من أونتاريو، اشترِ المنتجات الكندية”، يُحتفل به في آخر يوم جمعة من شهر يونيو من كل عام، بهدف تشجيع المواطنين على دعم المنتجات المحلية وتحفيز الصناعات الوطنية.
أرقام تُثبت أهمية المبادرة
ولإبراز أهمية هذه المبادرة، كشفت الحكومة أن التجارة البينية بين أونتاريو وباقي المقاطعات والأقاليم الكندية ساهمت بمبلغ 326.6 مليار دولار في النشاط الاقتصادي لعام 2023 وحده، وهو رقم يعكس حجم الفرص التي يمكن أن تتعزز إذا ما تم إزالة العقبات التنظيمية.
ما تقوم به أونتاريو الآن ليس مجرد تعديل تشريعي بسيط، بل هو إعادة رسم لخارطة التجارة الداخلية الكندية. وإذا ما سارت المقاطعات الأخرى على نفس النهج، فقد نشهد عصرًا جديدًا من التعاون الاقتصادي، يستفيد منه العمال، والمستهلكون، وأصحاب الأعمال على حد سواء.
هل تود أيضًا تلخيص هذا النص في نسخة قصيرة للعناوين أو الاستخدام في وسائل التواصل؟
ماري جندي
المزيد
1