تعيش مقاطعة أونتاريو في كندا واحدة من أسوأ موجات تفشي الحصبة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تتزايد الحالات المؤكدة بوتيرة مقلقة، وسط دعوات مكثفة من المسؤولين الصحيين لاتخاذ تدابير وقائية عاجلة.
تعيش مقاطعة أونتاريو في كندا واحدة من أسوأ موجات تفشي الحصبة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث تتزايد الحالات المؤكدة بوتيرة مقلقة، وسط دعوات مكثفة من المسؤولين الصحيين لاتخاذ تدابير وقائية عاجلة.
ارتفاع كبير في الإصابات.. والأرقام تدق ناقوس الخطر
أكد الدكتور كيران مور، المسؤول الطبي الرئيسي في أونتاريو، أن عدد حالات الإصابة بمرض الحصبة قفز إلى 173 حالة جديدة خلال الأيام القليلة الماضية، مما رفع إجمالي عدد الحالات المؤكدة هذا العام إلى 350 حالة حتى الآن. وأشار إلى أن ما لا يقل عن 31 شخصًا اضطروا لدخول المستشفى نتيجة مضاعفات المرض، وهو ما يثير القلق بشأن خطورة الوضع الصحي.
وقال مور في تصريح رسمي يوم الجمعة: “هذا هو أعلى عدد من الإصابات تسجله المقاطعة منذ أكثر من عقد. نحن بحاجة إلى تكاتف الجميع لوقف انتشار هذا المرض الذي يمكن الوقاية منه بسهولة عبر اللقاحات”.
تفشٍ متزايد في جنوب غرب أونتاريو.. واللقاحات هي الحل
بحسب بيانات الصحة العامة في أونتاريو، شهدت المقاطعة خلال الأسبوعين الماضيين وحدهما ما لا يقل عن 45 تفشيًا منفصلًا للحصبة، مما يجعل الوضع أكثر خطورة، خاصة في المناطق ذات معدلات التطعيم المنخفضة.
وأوضح الدكتور مور أن غالبية الإصابات المسجلة تتركز بشكل أساسي في جنوب غرب أونتاريو، مشيرًا إلى أن 96% من الحالات المؤكدة سُجلت بين أشخاص غير مطعمين أو لم يتم التحقق من حالة تطعيمهم، سواء بسبب التعرض للعدوى في مجتمعاتهم المحلية أو خلال السفر.
ما هي الحصبة؟ وكيف تنتشر بسرعة؟
الحصبة هي مرض فيروسي معدٍ للغاية يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز التنفسي قبل أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم. وتشمل الأعراض الشائعة:
ارتفاع شديد في درجة الحرارة
سعال مستمر
سيلان الأنف
طفح جلدي مميز يغطي أنحاء الجسم
ويحذر الأطباء من أن الحصبة ليست مجرد مرض بسيط يسبب الحمى والطفح الجلدي، بل يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل التهاب الرئتين، فشل الجهاز التنفسي، التهاب الدماغ، وفي بعض الحالات النادرة قد تكون مميتة.
التطعيم هو السلاح الأقوى ضد الحصبة
في مواجهة هذا التفشي المقلق، يؤكد الخبراء الصحيون أن التطعيم هو الحل الأكثر فاعلية للوقاية من العدوى وتقليل انتشارها. ويشير الدكتور مور إلى أن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) يُستخدم منذ أكثر من 50 عامًا، وقد أثبت فاعليته العالية وسلامته.
وأضاف مور موضحًا: “الأطفال الذين يتلقون جرعتين كاملتين من اللقاح يتمتعون بحماية تقارب 100% من الإصابة بالحصبة، في حين أن جرعة واحدة فقط توفر حماية تصل إلى 95%”.
وتوصي الإرشادات الصحية في أونتاريو بضرورة تلقي الأطفال جرعتين من لقاح MMR:
الجرعة الأولى عند بلوغهم عمر 12 شهرًا
الجرعة الثانية بين سن الرابعة والسادسة
كما يُنصح الآباء الذين لم يطعموا أطفالهم بعد أو الذين لديهم شكوك حول حالة التطعيم الخاصة بهم بمراجعة سجلات التطعيم والتواصل مع مقدمي الرعاية الصحية لضمان تلقي الحماية الكافية.
ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أنك تعرضت للعدوى؟
مع ازدياد حالات الحصبة، شدد الدكتور مور على أهمية اتخاذ إجراءات سريعة إذا اعتقد أي شخص أنه تعرض للفيروس، قائلًا: “إذا كنت تشك في أنك أو أحد أفراد عائلتك قد تعرض لمرض الحصبة، يُرجى الاتصال بمقدم الرعاية الصحية فورًا للحصول على المشورة الطبية واتخاذ التدابير اللازمة”.
ويؤكد الخبراء أن الوعي المجتمعي والتطعيم هما المفتاح الأساسي للحد من انتشار الحصبة وحماية الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات، مثل الأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
ماري جندي
المزيد
1