إيران استيقظت اليوم وعلى رأس أجندتها برنامجها النووي. التهديدات الإسرائيلية تؤرقها، وقدراتها العسكرية لا تسمح لها بأن تتظاهر بغير ذلك. لكن ما يفزعها، هو سيد البيت الأبيض الجديد وسيد العقوبات، دونالد ترامب.
الذكريات مع ترامب لا تنبئ بخير، إذ أنه هو من سحب السجادة النووية من تحت أقدام طهران خلال ولايته الأولى. لتقف إيران.. أمام التطلعات.. التي تصطدم بالمفاوضات.. التي تتم تحت مقصلة العقوبات..
ما هي خيارات إيران؟ وما هي سيناريوهات مستقبل العلاقة النووية بين ترامب وطهران؟. وعلى الضفة الأخرى ما هي آلية سناب باك التي تلوح بها أوروبا في وجه إيران؟
ويبحث ملف اليوم على قناة سكاي نيوز عربية في تداعيات التهديدات الإسرائيلية والضغوط الأوروبية على إيران، في ظل عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.
واستضاف البرنامج كلًا من الدكتور أحمد مهدي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قم، والكاتب الصحفي السيد محمد قواص من لندن، لتحليل السيناريوهات المحتملة في ظل هذه التوترات المتصاعدة.
إيران في مواجهة التهديدات الإسرائيلية
بدأت الحلقة بالتساؤل حول استعدادات إيران لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد منشآتها النووية. ووفقًا للدكتور أحمد مهدي، فإن إيران تأخذ هذه التهديدات بجدية، حيث أكدت أن أي ضربة إسرائيلية على منشآتها النووية ستواجه ردًا قويًا.
وقال مهدي: “إيران لا تملك خيارًا سوى الدفاع عن نفسها في حال تعرضت لتهديدات مباشرة”، مشيرًا إلى أن طهران قد تستخدم كافة أوراقها الدبلوماسية والعسكرية للرد على أي تصعيد من إسرائيل.
وتحدث مهدي عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها إيران لحماية منشآتها النووية، مثل بناء منشأة فوردو تحت الأرض، وهو ما يقلل من تأثير أي ضربات جوية قد تستهدف البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف أن طهران على دراية بأنه حتى في حال تعرض برنامجها النووي لضربات، فلن يتم تدميره بالكامل، بل سيتأخر فقط.
الضغوط الأوروبية.. احتمال تفعيل “السناب باك” قريبًا
انتقل النقاش إلى دور أوروبا في هذا الملف، حيث ناقش مع محمد قواص إمكانية تفعيل آلية “السناب باك” ضد إيران.
وقال قواص إن الاتحاد الأوروبي، رغم محاولاته لإبقاء الاتفاق النووي على قيد الحياة بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018، أصبح قريبًا من تبني الموقف الأميركي في الدعوة إلى تجديد الاتفاق النووي.
وأضاف أن “السناب باك” يعني إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران من خلال مجلس الأمن الدولي، وهو ما سيكون له تأثير مدمر على الاقتصاد الإيراني.
وأشار قواص إلى أن هذه الآلية، التي كان قد تم الاتفاق عليها في 2015، قد تتسبب في فرض عقوبات جديدة على إيران إذا فشل الاتفاق الحالي.
وحذر من أن ذلك سيعني عودة العقوبات الأممية، ما يزيد من عزلة إيران على الساحة الدولية.
العودة المحتملة لترامب.. تصعيد أم تهدئة؟
في الجزء الأخير من الحلقة، تم التساؤل عن تأثير عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض على سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران، حيث قال قواص إن ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي في 2018، قد يتبنى سياسة أكثر تشددًا تجاه إيران.
وأوضح قواص أن إدارة ترامب قد تواصل الضغط على إيران من خلال العقوبات والتصعيد العسكري، في حين أن إدارة بايدن كانت تسعى إلى إحياء الاتفاق بطرق مختلفة.
أما الدكتور مهدي، فاعتبر أن إيران قد تجد نفسها مضطرة لمواجهة سياسة ترامب بشدة، مشيرًا إلى أن طهران قد تواصل التوسع في تخصيب اليورانيوم أو اتخاذ خطوات أخرى لزيادة الضغط على الغرب في حال تبنى ترامب سياسة أكثر صرامة.
العقوبات الأممية
وفيما يتعلق بتفعيل “السناب باك”، أكد الدكتور مهدي أن عودة العقوبات الأممية سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد الإيراني، حيث سيتعرض لتدهور شديد بعد أن نجحت إيران في بعض المجالات مثل تصدير النفط على الرغم من العقوبات.
وأشار إلى أن إيران قد تجد بعض الدعم من دول مثل الصين وروسيا، إلا أن هذا الدعم لن يكون كافيًا في حال تفعيل العقوبات الأممية بشكل كامل.
مستقبل العلاقات الإيرانية الغربية
وعن مستقبل العلاقات بين إيران والغرب في حال استمرت الضغوط الدولية، أشار قواص إلى أن المفاوضات المقبلة قد تشهد توترا أكبر، مع تزايد المخاوف من تصعيد المواقف بين إيران والدول الغربية.
بينما أشار مهدي إلى أن إيران قد تواصل سياستها الثابتة في الملف النووي، رغم التحديات التي تواجهها، وأن طهران قد لا تتراجع عن خططها النووية مهما كانت الضغوط.
ويبقى الملف النووي الإيراني على رأس أولويات السياسة الدولية، وسط تصاعد الضغوط من إسرائيل وأوروبا والولايات المتحدة. وبينما تتواصل التهديدات والتصعيدات، قد تجد إيران نفسها أمام خيارات صعبة في التعامل مع هذه التحديات في المرحلة المقبلة.
المصدر:اكسجين كندا نيوز
المحرر:هناء فهمي
المزيد
1