مع اقتراب يوم الانتخابات، تتجه جميع المؤشرات إلى حقيقة واضحة: مقاطعة ألبرتا ستبقى، كعهدها، معقلاً راسخاً للمحافظين، مما يؤكد استمرارية شعبيتهم وقوة ارتباطهم بتطلعات سكان هذه المقاطعة الحيوية. وعلى الرغم من بعض التحركات الليبرالية المتواضعة، إلا أن الصورة العامة تشير إلى أن الكتلة التصويتية الصلبة للمحافظين ستظل صامدة وقوية.
مع اقتراب يوم الانتخابات، تتجه جميع المؤشرات إلى حقيقة واضحة: مقاطعة ألبرتا ستبقى، كعهدها، معقلاً راسخاً للمحافظين، مما يؤكد استمرارية شعبيتهم وقوة ارتباطهم بتطلعات سكان هذه المقاطعة الحيوية. وعلى الرغم من بعض التحركات الليبرالية المتواضعة، إلا أن الصورة العامة تشير إلى أن الكتلة التصويتية الصلبة للمحافظين ستظل صامدة وقوية.
لطالما كانت ألبرتا واحدة من أكثر المقاطعات وفاءً للحزب المحافظ على المستوى الفيدرالي، واستطلاعات الرأي الأخيرة تؤكد أن هذا التوجه سيبقى قائماً، بل إن العديد من المقاعد ستظل بعيدة المنال عن متناول الأحزاب المنافسة، مهما حاولت.
المحافظون: تفوق راسخ وثقة مستمرة
استمرار هيمنة المحافظين في معظم الدوائر الانتخابية الـ37 في ألبرتا لا يعكس فقط تفضيلات تاريخية، بل يعبّر أيضاً عن التزام عميق من قبل الناخبين بالنهج المحافظ الذي يركز على المسؤولية الاقتصادية، خلق فرص العمل، ودعم صناعات الطاقة الحيوية التي تُعد العمود الفقري لاقتصاد المقاطعة.
حتى في ظل تحركات الليبراليين الطموحة بقيادة مارك كارني، فإن معظم التقدم الذي يأملونه يظل محصورًا في عدد محدود جدًا من الدوائر الحضرية، التي لا تمثل سوى جزء صغير من الخريطة الانتخابية الشاسعة في ألبرتا.
مناطق تبقى عصية على التغيير
بينما يحلم الليبراليون بتحقيق مكاسب رمزية في كالجاري وإدمونتون، تُظهر استطلاعات الرأي أن المحافظين يتمتعون بتقدم مريح في الغالبية الساحقة من الدوائر، خصوصاً في المناطق الريفية والضواحي، حيث يُعتبر الدعم للمحافظين شبه مطلق.
حتى في الدوائر التي شهدت بعض الحديث عن احتمالات التقارب، مثل مركز كالجاري أو اتحاد كالجاري، ما زال المحافظون يدخلون السباق من موقع القوة، مستفيدين من إرث انتخابي قوي، ومن مرشحين ذوي خبرة واسعة.
نظرة على أبرز المعاقل المحافظة
مركز كالجاري
في عام 2019، سحق المحافظون الليبراليين بفارق 20 ألف صوت، وهو فارق يصعب تجاوزه بسهولة. رغم بعض الحراك الليبرالي، تبقى الدائرة متماسكة خلف المرشح المحافظ الحالي جريج ماكلين، الذي يتمتع بقاعدة دعم صلبة.
اتحاد كالجاري
منذ تأسيس هذه الدائرة عام 2015، كانت دوماً وفية للمحافظين. واليوم، ورغم مغادرة لين ويبر الحياة البرلمانية، يتقدم جيريمي نيكسون، مرشح المحافظين الجديد، بثقة، في ظل تاريخ طويل من الإنجازات المحافظة في المنطقة.
جنوب ألبرتا ومناطق الريف
لا تزال المناطق الريفية، التي تمثل قلب ألبرتا النابض بالموارد الطبيعية والطاقة، قلعة منيعة للمحافظين. لا يُظهر الليبراليون أو الحزب الديمقراطي الجديد أي تقدم يُذكر هناك، مما يضمن للمحافظين احتفاظهم بكتلة قوية من المقاعد دون عناء كبير.
كالجاري سكاي فيو
حتى في دائرة كالجاري سكاي فيو، ورغم التقدم الطفيف لليبراليين، تبقى المنافسة مشتعلة، والمحافظون بقيادة أمانبريت جيل ينافسون بقوة لاستعادة هذا المقعد. والمنافسة المتقاربة تشير إلى أن احتمالات استرجاعه واردة بشدة.
إدمونتون جريسباخ
بليك ديسجارليه، مرشح الحزب الديمقراطي الجديد، فاز في الانتخابات الماضية بفارق ضئيل جداً، لكن اليوم، يستعد المحافظون بقيادة كيري ديوت لشن حملة استرجاع نشطة. المؤشرات الأولية تظهر سباقًا محتدمًا، مع تقدم ملحوظ للمحافظين في استطلاعات الرأي الأخيرة.
بوابة إدمونتون
في الدائرة الجديدة “إدمونتون غيتواي”، ورغم انقسام المنافسة بين الليبراليين والمستقلين، يدخل تيم أوبال، السياسي المخضرم عن الحزب المحافظ، السباق بثقة، مستفيداً من قاعدة دعم واسعة بُنيت عبر سنوات من العمل السياسي والاجتماعي الفاعل.
الرسالة الأهم: المحافظون يحكمون قبضتهم
رغم الضجة التي يثيرها الليبراليون حول احتمالات تحقيق مكاسب تاريخية، إلا أن الحقائق الانتخابية على الأرض تؤكد أن حزب المحافظين لا يزال الحزب المهيمن بلا منازع في ألبرتا.
فباستثناء بعض المقاعد القليلة التي قد تشهد منافسة شديدة، فإن معظم الخريطة الانتخابية تبدو محسومة لصالح المحافظين، مما يضمن استمرار تأثيرهم القوي في المشهد السياسي الفيدرالي لسنوات قادمة.
إن ثقة الناخب الألبرتي في الحزب المحافظ لم تأتِ من فراغ؛ بل هي ثمرة عقود من الالتزام بقيم الحرية الاقتصادية، والضرائب المنخفضة، والدعم القوي لقطاعات الطاقة والابتكار، وهي القيم التي لا تزال تجد صدى واسعًا لدى غالبية السكان.
ماري جندي
المزيد
1