بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على بداية ولايته الثانية، حقق الرئيس دونالد ترامب أعلى نسبة تأييد له منذ توليه المنصب، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن عددًا متزايدًا من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وهو مستوى من التفاؤل لم يُسجل منذ أكثر من 20 عامًا.
بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على بداية ولايته الثانية، حقق الرئيس دونالد ترامب أعلى نسبة تأييد له منذ توليه المنصب، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن عددًا متزايدًا من الأمريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، وهو مستوى من التفاؤل لم يُسجل منذ أكثر من 20 عامًا.
تحسن في التأييد رغم الانقسام الحاد
وفقًا لاستطلاع أجرته شبكة NBC News، فإن 47% من الناخبين يوافقون على أداء ترامب، وهي أعلى نسبة تأييد يحصل عليها على الإطلاق، رغم أن 51% لا يزالون يعارضون سياساته. ويبدو أن الناخبين منقسمون بشدة على أساس حزبي؛ حيث يحظى ترامب بدعم ساحق داخل الحزب الجمهوري بنسبة 90%، بينما لا تتجاوز نسبة تأييده بين الديمقراطيين 4% فقط، مما يعكس واحدة من أوسع الفجوات في التأييد بين الحزبين في تاريخ الاستطلاعات السياسية الأمريكية خلال العقود الثمانية الماضية.
ارتفاع نسبة الأمريكيين الذين يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح
في مفاجأة أخرى، أشار 44% من المشاركين في الاستطلاع إلى أنهم يعتقدون أن البلاد على المسار الصحيح، وهو أعلى مستوى منذ أوائل عهد الرئيس جورج دبليو بوش في عام 2004. وعلى الرغم من أن 54% لا يزالون يرون أن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ، إلا أن هذه النتيجة تمثل تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالأشهر الأخيرة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، عندما لم تتجاوز نسبة المتفائلين 28%.
الاقتصاد والتجارة.. تحديات أمام ترامب
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يواجه ترامب تحديات على صعيد الاقتصاد، حيث أظهر الاستطلاع أن 54% من الأمريكيين غير راضين عن طريقة تعامله مع القضايا الاقتصادية، وهي المرة الأولى التي يخسر فيها أغلبية التأييد على هذه الجبهة. ومع ذلك، فإن سياساته التجارية تحظى بتأييد نسبي؛ إذ عبّر 41% عن رضاهم عن قراراته التجارية، مقارنة بـ 38% عارضوها.
التعريفات الجمركية وتأثيرها على الأسواق المالية
يأتي هذا التأييد النسبي رغم المخاوف في وول ستريت بعد فرض ترامب رسومًا جمركية على الواردات من كندا والمكسيك بنسبة 25%، وعلى الصين بنسبة 20%، ما أدى إلى موجة بيع واسعة في سوق الأسهم الأسبوع الماضي. ورغم ذلك، فإن الإجراءات التي اتخذها ترامب على صعيد السياسة التجارية لم تفقده دعم قاعدته، حيث يرى العديد من الناخبين أنها تغييرات إيجابية في مسار البلاد.
قضايا الحدود والإنفاق الحكومي تحظى بشعبية
فيما يتعلق بقضايا أخرى، وجد الاستطلاع أن سياسات ترامب المتعلقة بالحدود تحظى بشعبية كبيرة، حيث يرى 56% من الأمريكيين أنها خطوة إيجابية. كما لاقت تخفيضاته في الإنفاق الحكومي دعمًا واسعًا، حيث أيدها 47% من الناخبين مقابل 29% فقط عارضوها.
السياسة الخارجية وأوكرانيا وحلف الناتو
حتى في القضايا الأكثر إثارة للجدل، مثل التعامل مع الحرب في أوكرانيا والعلاقة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أظهر الاستطلاع أن عدداً أكبر من الناخبين يرون أن قرارات ترامب كانت إيجابية مقارنة بمن يعتقدون العكس. إذ أيّد 41% طريقته في التعامل مع الأزمة الأوكرانية، فيما حظيت سياساته تجاه الناتو بتأييد 40% من المشاركين في الاستطلاع.
التضخم ووزارة “كفاءة الحكومة” المثيرة للجدل
من ناحية أخرى، يُنظر إلى تعامل ترامب مع التضخم بنظرة أكثر حيادية، حيث يرى 40% أن سياساته الاقتصادية ساعدت في خفض معدلات التضخم، بينما يرى 30% أنها زادت الأمور سوءًا، في حين قال 28% إنها لم تحدث أي تغيير على الإطلاق.
كما أنشأ ترامب خلال ولايته الثانية وزارة جديدة تحت اسم “وزارة كفاءة الحكومة” (DOGE)، بهدف تقليص الإنفاق الحكومي وتحسين الأداء الإداري. ورغم المعارضة القوية لهذه الخطوة، لا سيما من موظفي القطاع الحكومي والديمقراطيين، فإن 46% من الناخبين يرون أن إنشاء هذه الوزارة كان فكرة جيدة، مقابل 40% اعتبروها خطوة غير موفقة.
تراجع شعبية الحزب الديمقراطي واتهامات لوسائل الإعلام
في مؤشر آخر يصب في مصلحة ترامب، كشف الاستطلاع أن شعبية الحزب الديمقراطي انخفضت إلى 27% فقط، وهي أدنى نسبة مسجلة في تاريخ استطلاعات NBC News، حيث يرى 55% من الناخبين الحزب بشكل سلبي. كما أكد استطلاع آخر أجرته شبكة CNN النتيجة نفسها، حيث لم تتجاوز نسبة المؤيدين للحزب الديمقراطي 29%.
علاوة على ذلك، أظهر الاستطلاع أن شريحة كبيرة من الناخبين يعتقدون أن وسائل الإعلام تُبالغ في انتقاد ترامب، حيث رأى 46% أن التغطية الإعلامية تجاهه كانت سلبية بشكل مفرط، بينما اعتبر 25% أنها داعمة له بشكل زائد، فيما وافق 24% على نهج الإعلام في التعامل مع سياساته.
وبشكل عام، تعكس نتائج هذا الاستطلاع تحولًا مهمًا في المشهد السياسي الأمريكي، حيث يواصل ترامب تعزيز شعبيته رغم المعارضة الواسعة من الديمقراطيين ووسائل الإعلام. وبينما لا يزال الانقسام السياسي حاضرًا بقوة، فإن ارتفاع نسبة الأمريكيين الذين يرون أن البلاد على الطريق الصحيح يمنح الرئيس دفعة قوية وهو يواصل تنفيذ سياساته في ولايته الثانية.
ماري جندي
المزيد
1