و هنا هبدأ مرحلة جديدة علي تماما و مختلفة، و هي إني أكون متزوجة و معايا حد بيشاركني حياتي بعد ما قضيت سنين كتير لوحدي، و من أهمهم أخر 8 سنين لي لما كنت في دبي.
فكرة إني أصحى الصبح ألاقي معايا حد في البيت كانت مفرحاني، بس كمان كانت قلقاني لأنها جديدة علي و كنت ساعات أقول لنفسي:” يعني لو اتخانقت مع روميو مثلا ممكن أروح عند مين اشتكيله؟!” يعني أي بنت بتتجوز لما بتتخانق مع جوزها بتقوله الكلمة الشهيرة:” أنا ماشية و رايحة عند ماما” لكن أنا لو اتخانقت معاه هروح فين و أنا أمي تبعد عني أميال و أميال!
أحلام مهاجرة (الجزء الثاني:أول سنه جواز)
الفصل الأول: جراج سيل
و هنا هبدأ مرحلة جديدة علي تماما و مختلفة، و هي إني أكون متزوجة و معايا حد بيشاركني حياتي بعد ما قضيت سنين كتير لوحدي، و من أهمهم أخر 8 سنين لي لما كنت في دبي.
فكرة إني أصحى الصبح ألاقي معايا حد في البيت كانت مفرحاني، بس كمان كانت قلقاني لأنها جديدة علي و كنت ساعات أقول لنفسي:” يعني لو اتخانقت مع روميو مثلا ممكن أروح عند مين اشتكيله؟!” يعني أي بنت بتتجوز لما بتتخانق مع جوزها بتقوله الكلمة الشهيرة:” أنا ماشية و رايحة عند ماما” لكن أنا لو اتخانقت معاه هروح فين و أنا أمي تبعد عني أميال و أميال!
طبعا بداية الجواز هي أمتداد لشهر العسل. لكن المرحلة دي ما بتستمرش كتير، و بعد فترة قصيرة جدا بتبدأ الاختلافات الكبيرة و الصغيرة اللي كانت متدارية تبان و اللي عمرها ما هتظهر من غير ما الأثنين المتجوزين يكونوا تحت سقف بيت واحد.
كان فاضل أيام قليلة جدا على إن شهر رمضان يبدأ في نهاية مايو 2017 و حبيت أظبط شوية شكل البيت و خصوصا أوضتنا اللي فيها 3 أوض في بعض دي: أوضة نوم، ومعيشة، وسفرة. قولت أبدأ بأول حاجة و أهم عنصر و هو: باب الأوضة..
كانت الاوضة مالهاش باب و ده لسبب بسيط جدا و هو إنها كانت في الأساس أوضة معيشة، و بالتالي لما حولناها لأوضة نوم بقى ما عندهاش باب و روميو أتصرف مؤقتا و حاطلها ستارة، لكن أكيد مش هنكمل بالستارة دي اللي مكان الباب و هنا قولتله:
“ إحنا محتاجين باب للأوضة”
قالي:” اعمله أزاي بس الأوضة دي مش مصممة أن يركبلها باب عادي، لكن ممكن نتصرف و نجيب باب أكورديون من اللي بيطبق ده”
ما أعترضتش أبدا و عجبتني جدا الفكرة و قولتله:” طيب يلا بينا”
و رحنا اشترينا الباب مع بعض و دفعنا حوالي 45 دولار و كالعادة نص هو و نص أنا..
و علشان نكمل الأوضة كان طبعا لازم نتحول من مرحلة المرتبة و النوم على الأرض طول فترة شهر العسل لمرحلة إن يكون عندنا سرير و كالعادة نبهت روميو للنقطة دي و قولتله:
“إحنا محتاجين نترقى شوية و ننام على السرير اللي انت جايبه و راميه في الجراج و لا إيه رأيك؟ لحسن أنا ضهري أتكسر من النومة على الأرض”
قالي:” السرير ده حوار بس أوعدك في يوم هترجعي تلاقيه أتنصب، وأوعدك انه قريب جدا.. بس أديني كم يوم”
طبعا هو كان شاطر جدا في موضوع التصليحات و التركيبات، و كمان كان عنده خبرة مش بطالة في موضوع النجارة، و ده بسبب انه اشتغل فترة كبيرة مع جوز أمه في إيطاليا في ورشة النجارة بتاعته.
و فعلا يمكن بعد الكلام ده بأقل من يومين ركب السرير و فرش عليه طقم من أطقم السرير بتاعة العروسة اللي كانت بعتهالي ماما و كان شكله حلو جدا، و يمكن مش هنسى قد إيه غير شكل الأوضة و لقيت روميو بيقولي:”
“شوفتي بقى يا روزة أنا لما بوعدك بحاجة بعملها”
و دي كانت نقطة مهمة جدا و في الحقيقية مش كل حاجة وعدني بها حققهالي زي ما قال!
كده الأوضة بدأ يكون شكلها أحسن من الأول، بس لسه فاضل نجيب أباجورة لأنها كانت ضلمة أوي خصوصا إن كان فيها عيب خطير، و هو أن مفيش نور أو نجفة فيها بالمرة و دي كانت حاجة عجيبة الصراحة. كنا حاطين أباجورة معوجة كده من عفش روميو الشياكة اللي فرش به الأوضة في الأول و كانت هي مصدر الإضاءة الوحيدة في الأوضة، بس كانت دايما الإضاءة خافته و كان من عادتي ساعتها إني أقعد في أوضة منورة جدا و تكون إضاءتها عالية.. و مش عارفة ليه أخر سنتين لي تغيرت تماما و بقيت العكس، بقيت بفضل الإضاءة الخافتة و نور الأباجورات الخفيف.
و ضيفنا لقايمة الحاجات اللي محتاجينها أطباق علشان ناكل فيها بدل الأطباق البلاستيك اللي كان جايبها معاه، و طبعا كنا محتاجين كراسي للسفرة اللي لا تصلح إن حد يقعد عليها و كانت منظر مش أكتر.
بعد ما كتبنا قائمة بالحاجات بصينا لبعض علشان نقترح على بعض هنجيبها منين و قولينا في صوت واحد:”يلا ندور على جراج سيل”
طبعا( جراج سيل) ده حاجة معروفة جدا في كندا و مكنتش أعرفها أبدا من أيام دبي. و هو عبارة عن إن ناس بتطلع حاجات في البيت عندها تبيعها و بتكون في حالة ممتازة و تبيعها بأسعار مخفضة جدا و بيكون غالبا في الويك أند..
و دورت جنبنا لقيت بيت في الشارع اللي بعدنا على طول و كان عامل (جراج سيل) كبير و مليان حاجات، و دخلت أنا و روميو علشان نشتري اللي ناقصنا و جيبنا حاجات حلوة جدا و كانت:
طبيقين خزف في منتهى الشياكة الواحد بدولار
طقم كاسات ب 2 دولار
أباجورة ب 5 دولار
ماكينة قهوة ب 15 دولار
أجمالي: 24 دولار
طبعا صفقة حلوة و الحاجات كانت في حالة ممتازة، و ماكينة القهوة قعدت معايا سنة و نص كاملة.
بس كده فاضلنا الكراسي و ملقناش في الجراج سيل أي كراسي، لكن كان نفسي جدا إني ألاقى بديل بدل ما أحنا ما بنقدرش نقعد عليها بقلب لتاخدنا و تقع.
و من المفارقات الغريبة اللي حصلت و كانت و مازالت بتحصلي في كندا كتير .. إني لما بفكر في حاجة جدا و بكون فعلا نفسي فيها بلاقيها قدامي من غير تعب و لا لف كتير..
و قبل ما نطلع البيت و إحنا معانا المشتريات بصيت لرويمو و قولتله:”إنت شايف اللي أنا شايفاه؟”
قالي:” طبعا أربع كراسي في حالة ممتازة”
و شيلناهم مع بعض هيلا بيلا و جيبناهم على البيت..
و دي بقى ظاهرة تانية.. ناس كتير في كندا ما بتعملش (جراج سيل) و لما بيكون عندها حاجة قديمة و حالتها كويسة برضه بتحطها قدام البيت بتاعها (فرنت يارد) و تكتبت عليها مجانا، و بالتالي بتكون رسالة لأي حد معدي أنه يشيلها و ياخدها.
و فرشنا أوضتنا و بقى شكلها جميل و كنت مبسوطة بها جدا، بس فاضل أخر حاجة فيها و هي الكنبة و اللي لما بس كملنا بقية التمشية بتاعتنا خصوصا انه كان يوم ويك إند- و دي الأيام اللي الناس بتطلع يه حاجتها القديمة بره- لقينا كنبة حالتها ممتازة بس طبعا مش هعرف أشيلها مع روميو، و طلبنا من أصحاب البيت نفسهم أنهم يساعدونا، و فعلا ساعدونا و جه الرجل مع روميو و جابوا الكنبة على البيت..
و أتفرشت أوضة الزوجية بالكامل، ونضفنا كل حاجة و خليناها بتلمع ودبت فيها روح جديدة وحسيت إننا فعلا عملنا من الفسيخ شربات..
و بعد اليوم الطويل ده قعد روميو يكلمني و يقولي:
“إنت قنوعة بشكل كبير و بترضي بأي حاجة و دي حاجة عجباني فيكي جدا ”
رديت و قولتله:”
“أنا قنوعة أكيد وعندي رضا كبير، لكن عندي حاجة موازية لهم هم الأثنين و هي الطموح و عدم الاستسلام للظروف”
و ده حقيقي كان أكبر أختلاف بيني و بينه: يعني هو بيرضى بقليله زي لكن معندوش أي طموح ومستسلم للظروف و ده طبعا هيبان لي بعد ما نعيش مع بعض و كان صعب جدا أعرفه قبل الجواز..
و جهز البيت و نقل معانا من أول شهر يونيه المستأجر الجديد (الشاب المغربي موظف البنك) وتزامن مع بداية شهر رمضان كمان. يا ترى أول رمضان هيعدي علي أزاي و أنا مع روميو في بيت واحد؟
المزيد
1