في الواقع، على الرغم من أن مجلس العموم قد يكون في عطلة صيفية، إلا أن التحركات السياسية والمناورات داخل البرلمان لا تزال تجري بنشاط كبير.
الليبراليون الحاكمون يجدون صعوبة في الخروج من الركود الطويل في استطلاعات الرأي، وهذا يأتي في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات العامة المقبلة. القادة داخل الحزب الليبرالي يدركون تمامًا أنهم بحاجة إلى تغيير جذري إذا أرادوا استعادة شعبيتهم والظهور من جديد في الرأي العام، ولكنهم يواجهون صعوبات في تحقيق الاستقرار والتوافق على الخطط المستقبلية.
التركيز مؤخرًا قد تم على الرقصة الغريبة بين مارك كارني، الذي كان محافظاً لبنك كندا السابق، ومكتب رئيس الوزراء، وهذا يكشف عن المؤامرات السياسية التي تتكشف على المستويات العليا داخل الحزب الحاكم في كندا.
في الواقع، على الرغم من أن مجلس العموم قد يكون في عطلة صيفية، إلا أن التحركات السياسية والمناورات داخل البرلمان لا تزال تجري بنشاط كبير.
الليبراليون الحاكمون يجدون صعوبة في الخروج من الركود الطويل في استطلاعات الرأي، وهذا يأتي في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات العامة المقبلة. القادة داخل الحزب الليبرالي يدركون تمامًا أنهم بحاجة إلى تغيير جذري إذا أرادوا استعادة شعبيتهم والظهور من جديد في الرأي العام، ولكنهم يواجهون صعوبات في تحقيق الاستقرار والتوافق على الخطط المستقبلية.
التركيز مؤخرًا قد تم على الرقصة الغريبة بين مارك كارني، الذي كان محافظاً لبنك كندا السابق، ومكتب رئيس الوزراء، وهذا يكشف عن المؤامرات السياسية التي تتكشف على المستويات العليا داخل الحزب الحاكم في كندا.
يرى البعض أن هذه الأحداث قد تؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي القادم، حيث يحاول كل طرف استغلال الأحداث لصالحه للحفاظ على السيطرة أو للتقدم نحو مواقف أقوى في الساحة السياسية الكندية المتقلبة.
المطالبات بتنحي رئيس الوزراء ترودو ازدادت بشكل ملحوظ خاصة بعد خسارة الانتخابات التكميلية في تورنتو-سانت بول، الذي يُعتبر معقلًا تقليديًا لليبراليين. هذه الهزيمة أشعلت مخاوف داخل أروقة الحزب الليبرالي، حيث بدأ النواب الحاليون في التعبير عن قلقهم بشأن استمرارية وظائفهم في البرلمان. بالفعل، أصبح السؤال عن إمكانية خسارة مقعد آمن مثل تورنتو-سانت بول عاملاً محفزًا للنقاش حول مستقبل الزعامة داخل الحزب.
رغم هذا الضغط، رفض ترودو بقوة دعوات التنحي، معتبرًا أنه لا يزال يمثل أفضل فرصة للحزب في المستقبل القريب. هذا التمسك بالقيادة أتى بدعم من عدد من الشخصيات الكبيرة داخل الحزب، الذين يرون في ترودو شخصية مؤثرة ولها قدرة على استعادة ديناميكية الحزب وجذب الناخبين.
من بين الحجج المطروحة من قبل المعارضين لاستبدال ترودو في زعامة الليبراليين هو السؤال الحاسم: “من الشخص البديل الذي يمكن أن نستبدله به؟” هذا السؤال يبرز التحدي الكبير أمام أي حركة لتغيير الزعامة، حيث يجب على الحزب أن يجد شخصية قادرة على توحيد الدعم الداخلي والتقدم بفعالية في الساحة السياسية الكندية.
باختصار، النقاش داخل الحزب الليبرالي بشأن مستقبل ترودو والزعامة يعكس توترات وتحديات حقيقية تواجه الحزب في مرحلة حساسة من الزمن قبيل الانتخابات المقبلة.
بالتأكيد، هذا السؤال يعكس التحدي الكبير الذي يواجهه الحزب الليبرالي في الوقت الحالي، حيث يبدو أنه لا يوجد نجوم بارزون يتنافسون لخلافة ترودو في زعامة الحزب. النقاشات تركز بشكل خاص على مارك كارني، الذي عبر عن عدم استبعاده لهذا الدور.
منذ فترة طويلة، كانت هناك تكهنات حول طموحات قيادية لمارك كارني داخل الحزب الليبرالي، وتصاعدت هذه التكهنات بشكل كبير في ظل تراجع الدعم الشعبي للحزب. على الرغم من أن كارني لم يعلن رسميًا عن نيته الترشح للزعامة، إلا أنه لم ينكر أيضًا وجود هذه الطموحات عندما سُئل عنها بشكل مباشر. يتحرك كارني بحذر بين الدعم والتشجيع الذي يتلقاه وبين الحاجة إلى الحفاظ على موقفه.
هذا التردد يعكس التوتر الداخلي داخل الحزب والحاجة إلى إيجاد شخصية تستطيع أن توحد الدعم الداخلي وتتفاعل بفعالية مع الناخبين في المرحلة القادمة. في النهاية، سيكون على الحزب الليبرالي اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل زعامتهم، مما يتطلب توافقاً داخلياً عميقاً وتحديدًا للرؤية والتوجه المستقبلي للحزب في كندا.
من الواضح أن مارك كارني يمتلك سجلًا مميزًا في الخدمة العامة، حيث شغل مناصب رفيعة مثل محافظ بنك كندا وبنك إنجلترا، ولديه علاقات واسعة في الدوائر الحكومية. حاليًا، يعمل في وظيفة مريحة في قطاع التمويل في تورنتو.
السؤال الذي يثيره الكثيرون هو لماذا يرغب كارني في خوض غمار الزعامة في الحزب الليبرالي في هذه المرحلة، خاصة مع انخفاض مكانة الحزب في استطلاعات الرأي؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب فهمًا عميقًا للطموحات الشخصية والرغبة في تقديم الخدمة العامة، بالإضافة إلى التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه كندا حاليًا.
إذا نجح كارني في الحصول على زعامة الحزب وأصبح رئيسًا للوزراء، فإن هناك خطرًا من أن يواجه تحديات مماثلة لتلك التي واجهها مايكل إجناتييف، الذي قاد الحزب إلى المركز الثالث في انتخابات عام 2011. كما يمكن أن يواجه تحديات تشابه تلك التي واجهها كيم كامبل في انتخابات عام 1993، عندما فشلت حزمة المحافظين التقدميين في الحفاظ على موقعهم.
الأمر يتعلق أيضًا بالطموح والتوقيت. على الرغم من أن كارني ليس متقدمًا في السن، إلا أنه يقترب من الستين، وبالتالي لا يمكنه الاستفادة من الفرص كثيرًا لقيادة الحزب الليبرالي في المستقبل. قد يشعر بأن الوقت يمضي بسرعة، وبالتالي قد يكون مستعدًا لتحمل التحديات والمسؤوليات التي تأتي مع الزعامة، بغض النظر عن الظروف الحالية التي قد تكون تحديًا.
في النهاية، قرار ترشح كارني أو أي شخص آخر لزعامة الحزب الليبرالي سيعتمد على تقييمات متعددة، بما في ذلك القدرة على إحداث تأثير إيجابي ودعم داخلي قوي، وقدرة على تلبية تطلعات الناخبين في المستقبل القريب.
التحديات التي تواجه مارك كارني تتعدد، بدءًا من عدم استعداد رئيس الوزراء ترودو للتخلي عن منصبه في الوقت الحالي. تكهنت النائبة المحافظة ميشيل ريمبل جارنر بأن ترودو ربما يكون قد نفذ مسعى ماكيافيليا لعرقلة طموحات كارني، بتسريب معلومات إلى صحيفة جلوب آند ميل.
وفقًا للتقارير في صحيفة جلوب آند ميل، كانت هناك تكهنات بأن ترودو يفكر في تعيين كارني كوزير للمالية، بسبب شعور مكتب رئيس الوزراء بأن وزيرة المالية الحالية كريستيا فريلاند لم تنجح في إقناع الكنديين بميزانية الحكومة بشكل كاف. على الرغم من نفي ترودو لأي نقص في الثقة في فريلاند، فقد ظهر معها في مناسبات لتأكيد الوحدة داخل الحكومة.
هذه التسريبات والتكهنات أثرت سلبًا على سمعة فريلاند ورفعت من مكانة كارني كمرشح محتمل. يجب على كارني الآن أن يوضح نواياه تجاه مستقبله السياسي، سواء كانت الخطوبة من ترودو جزءًا من استراتيجية سياسية جديدة أم لا.
بصورة عامة، تظهر هذه الأحداث التعقيدات التي قد تواجه أي مرشح يسعى للقيادة في ظروف سياسية حساسة، مما يتطلب منهم التعامل بحذر وبناء الثقة مع الناخبين والداخل الحزبي.
السؤال حول ما إذا كان مارك كارني يرغب حقًا في الانضمام إلى حكومة ترودو في هذه المرحلة الصعبة هو محور نقاش هام. الانضمام إلى الحكومة في وقت يتعثر فيه الأمور قد يكون تحديًا كبيرًا بالنسبة له ولمستقبله السياسي.
من جهة، يمكن أن يكون للانضمام إلى الحكومة تحت قيادة ترودو مزايا واضحة، مثل فرصة لتأسيس نفسه كشخصية سياسية مؤثرة ولكسب الخبرة في السياسة الحكومية. إذا نجح في إثبات قيمته وقدرته على تحقيق التغييرات الإيجابية، فقد يؤدي ذلك إلى تعزيز موقعه كمرشح محتمل لرئاسة الحزب في المستقبل.
من ناحية أخرى، قد يؤدي الانضمام إلى حكومة تعاني من شعبية منخفضة إلى إلحاق ضرر بسمعته السياسية، خاصة إذا لم تتمكن الحكومة من تحقيق التقدم المطلوب أو إذا كان هناك فشل في إدارة الأزمات الحالية بشكل فعال.
بالنسبة لفرص كارني في تولي منصب رئيس الوزراء في المستقبل، فإن عدم الانضمام إلى الحكومة قد يسمح له بالابتعاد عن عدم شعبية الحكومة الحالية والعمل على بناء قاعدة دعم قوية بين الناخبين والأعضاء داخل الحزب.
مع اقتراب الدورة البرلمانية الخريفية، من المهم على الليبراليين إظهار جبهة مستقرة وموحدة كحزب وحكومة، مما يجعل الخيارات التي يتخذها كارني وحكمته السياسية في هذا السياق أمرًا حيويًا لمستقبل الحزب.
ماري جندي
المزيد
1