“لا تراهنوا على أن البلدان ستحقق هدفها المتمثل في الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050” حسبما ذكرت دراسة جديدة.
“لا تراهنوا على أن البلدان ستحقق هدفها المتمثل في الوصول إلى صافي الصفر بحلول عام 2050” حسبما ذكرت دراسة جديدة.
وفي هذا الصدد فأنه وفقا لدراسة أجراها معهد فريزر، فإن الهدف العالمي المتمثل في تحقيق “صافي انبعاثات كربونية صِفر” بحلول عام 2050 ليس غير عملي فحسب، بل تظهر البيانات أن العالم يسير في الاتجاه المعاكس.
وعلى الرغم من الاتفاقيات الدولية مثل بروتوكول كيوتو، فقد ارتفع الاستهلاك العالمي للوقود الأحفوري بنسبة 55% منذ توقيع الاتفاق في عام 1997، وفقا للتقرير.
لقد ألزم بروتوكول كيوتو “البلدان الصناعية والاقتصادات التي تمر بمرحلة انتقالية بالحد من الانبعاثات الغازية المسببة للانحباس الحراري الكوكبي وخفضها وفقاً للأهداف الفردية المتفق عليها”، كما تصفها الأمم المتحدة.
حيث إن حصة العالم من الوقود الأحفوري في الاستهلاك العالمي للطاقة “انخفضت” بنسبة 4% فقط، من نحو 86% في عام 1997 إلى 82% في عام 2022.
كما ذكر تقرير معهد فريزر: “على الرغم من أنه لا يمكن قياس التكلفة النهائية لإزالة الكربون على مستوى العالم بشكل موثوق، فإن تحقيق مستوى الصفر من الكربون بحلول عام 2050 سيتطلب إنفاقًا أعلى بكثير من أي التزامات سابقة طويلة الأجل في وقت السلم”.
وتوقع التقرير قائلًا: من المتوقع أيضًا أن تقوم الدول الغنية مثل كندا بتمويل البنية التحتية الجديدة للطاقة في البلدان “منخفضة الدخل” التي لا تستطيع تحمل تكاليف خفض انبعاثات الكربون الخاصة بها.
ومن جانبها صرحت إلميرا علي أكبري، مديرة دراسات الموارد الطبيعية في معهد فريزر: “يجب على صناع السياسات أن يواجهوا الواقع – فرغم أن إنهاء اعتمادنا على الوقود الأحفوري قد يكون هدفاً مرغوباً على المدى الطويل، إلا أنه لا يمكن تحقيقه بسرعة أو بتكلفة زهيدة”.
وأضافت الدراسة إنه قبل أن يكون أي تحليل فني أو اقتصادي ضروريا، فمن الواضح أن المهمة سيكون من المستحيل إنجازها في ظل كل التكنولوجيا المتاحة.
كما أنه لا تزال العديد من الضروريات التي تعتمد عليها الدول المتقدمة، مثل الأسمنت والحديد والبلاستيك والأمونيا، تعتمد على الوقود الأحفوري ، وإن استبدالها ببدائل سيتطلب تطوير صناعات وشبكات توزيع جديدة واسعة النطاق.
وأيضًا سيتطلب تحول الطاقة أعدادًا كبيرة من توربينات الرياح والألواح والطاقة وخطوط النقل الجديدة.
وفي الوقت نفسه، تفتقر أجزاء أخرى من الاقتصاد، مثل النقل البري البحري، والشحن، والطيران، والصناعة الكيميائية، إلى البدائل الكهربائية المتاحة بسهولة.
ومنذ نهاية عام 2022، تم تحويل 2% فقط من سيارات الركاب، أي أكثر من 40 مليون سيارة، إلى السيارات الكهربائية.
وقال التقرير: “إن اعتماد السيارات الكهربائية على نطاق واسع – وهو أيضًا عنصر رئيسي في خطة أوتاوا لصافي الصفر – بحلول عام 2040 سيتطلب أكثر من 40 مرة أكثر من الليثيوم وما يصل إلى 25 مرة أكثر من الكوبالت والنيكل والجرافيت في جميع أنحاء العالم، مقارنة بمستويات عام 2020”.
ستتطلب الموارد اللازمة لتحويل الاقتصاد بأكمله كمية “غير مسبوقة” من النحاس والليثيوم، مما يتطلب “وقتًا وموارد كبيرة” لتحديد مواقع المناجم وتطويرها.
وأخيرًا، أشار التقرير إلى أن تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية يمثل قضية عالمية تتطلب تعاون الدول في جميع أنحاء العالم.
وأشار التقرير إلى أن هذا قد يمثل تحديًا نظرًا لأن العديد من الدول الكبرى التي تنتج انبعاثات الكربون مثل روسيا والصين والولايات المتحدة لديها مصالح متنافسة ودرجات متفاوتة من الالتزام بالأهداف الدولية لتغير المناخ.
وجدير بالذكر فأنه في أبريل الماضي قام رئيس الوزراء جاستن ترودو بزيادة “ضريبة الكربون” بحجة الحد من الإنبعاثات ، والتي ترتب عليها في الحقيقة زيادة أسعار البنزين وكل شئ .
وقد لاقت هذه “الزيادة” غضب الكنديين ، الذين نظموا إحتجاجات في جميع أنحاء كندا للمطالبة بوقف الزيادة الكارثية .
كما عارض “الزيادة” رؤساء وزراء المقاطعات المختلقة الذين طالبوا بوقفها فورًا ، ولكن كل هذا لم يغير “سياسة” ترودو حتي يومنا هذا !.
المصدر : أوكسيجن كندا نيوز
المحرر : رامي بطرس
المزيد
1