عندما أنظر لحال مصرَ اليوم بعد مائة شهراً من 3 يوليو 2013 ، فإنني أجدُ أنني أمام ظاهرة واضحة. وهى أن مشكلات مِصْرَ المتعلقة بالماديات (الطرق ، الجسور ، الأنفاق ، العشوائيات، محطات الكهرباء …. إلخ) قد شهدت الكثير من التطوير والتحديث والإنجازات. أما مشكلاتها غير المادية (الخطاب الديني و التعليم) فقد كان التطوير والتحديث والإنجازات فيها أقل من نظيرتها فيما يتعلق بالمشكلات المادية. وقد يكون من الطبيعي أن ما يقتضي التعامل مع الحجر والجماد هو أيسر من التعامل مع الأفكار والتوجهات. ولكن يبقي أن الإنجازات فى المجالات المادية لن تصلح أحوال المجتمع وحدها. بل وقد يؤدي عدم الإنجاز فى مجالات المشكلات غير المادية لإنعكاسات سلبية على إنجازات المجالات المادية.
عندما أنظر لحال مصرَ اليوم بعد مائة شهراً من 3 يوليو 2013 ، فإنني أجدُ أنني أمام ظاهرة واضحة. وهى أن مشكلات مِصْرَ المتعلقة بالماديات (الطرق ، الجسور ، الأنفاق ، العشوائيات، محطات الكهرباء …. إلخ) قد شهدت الكثير من التطوير والتحديث والإنجازات. أما مشكلاتها غير المادية (الخطاب الديني و التعليم) فقد كان التطوير والتحديث والإنجازات فيها أقل من نظيرتها فيما يتعلق بالمشكلات المادية. وقد يكون من الطبيعي أن ما يقتضي التعامل مع الحجر والجماد هو أيسر من التعامل مع الأفكار والتوجهات. ولكن يبقي أن الإنجازات فى المجالات المادية لن تصلح أحوال المجتمع وحدها. بل وقد يؤدي عدم الإنجاز فى مجالات المشكلات غير المادية لإنعكاسات سلبية على إنجازات المجالات المادية.
ففى مجال التعليم ، فقد ترك حتى هذه اللحظة على قمة التعليم قبل الجامعي من ثبت فشله الواضح فى تحقيق إنجازات حقيقية فى أهم محاور التعليم وهو محور المادة التعليمية (المقررات). ناهيك عن فشله الأكثر وضوحاً فى قصة التابلويد والتى كان من المستحيل نجاحها فى ظل معطيات الواقع المصري الآني. ومع ذلك ، فلازالت القيادة تحسن الظن به.
وفى مجال تطوير أو تحديث الخطاب الديني ، فقد كانت الطامة أكبر. فالمؤسسات المراد إستحضارها من القرون الوسطي للقرن الحادي والعشرين لم تكتف بمعارضة الدعوة لتجديد الخطاب الديني بل وتمترست ورفضت دعوة رئيس الجمهورية لإلغاء الطلاق الشفوي ، وهو أمر لا يمثل 1% من التحديث المتوخى. وما حدث من إهانة لرئيس جامعة القاهرة عندما تحدث عن تجديد الخطاب الديني كان تجسيداً واضحاً لقوة معارضي دعوة رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني.
ومن المؤكد عندي أن التعامل مع الجهات والأطراف المعارضة لتجديد الخطاب الديني بغير الأسلوب الذى إتبعه أتاتورك مع معارضي التجديد لا يمكن أن يؤدي للغاية المرجوة. لماذا ؟ لأننا نكون حالمين وواهمين إذا إنتظرنا تجاوب سدنة الخطاب الديني الحالي. فهم يعلمون أن التجديد المستهدف سيقلل حتماً من نفوذهم وسيطرتهم على العقل الجمعي المصري.
وما سبق ، يجب أن يختم بالتأكيد على أن ما حدث يوم 3 يوليو 2013 (وهو فى نظري أروع يوم فى تاريخ مِصْرَ) هو الذى يسمح لنا بالحلم بواقع يليق بمصرَ : واقع دولة مدنية تلحق بركب التقدم الإنساني. فلولا ما حدث فى هذا اليوم المجيد لكانت مِصْرَ اليوم فى حال بائسة كحال كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا.
كتب هذا العمود فى لندن يوم 5 أكتوبر 2021.
25
1