و استكمالا للإجراءات رحت على ال(فاميلي دكتور) و كالعادة استنيت كتير جدا بالرغم إن مكتبه هو اللي اتصل بي و كانوا معتبرني حالة طارئة.. و مسكتش و رحت لموظفة الاستقبال و فهمتها الكلام ده، لكن كان أسلوبها كان غاية في قلة الاحترام، و اللي أتفاحات منه إن المرضى التانيين كانوا في صفها جدا، و بصراحة أنا كنت على أخري من كل حاجة و زعقت فيهم كلهم لحد ما دخلت..
وكتب تقرير و بالمرة كان مطلوب مني اني اعمل تحاليل دم، و بعتني على المعمل في نفس المكان..
و استكمالا للإجراءات رحت على ال(فاميلي دكتور) و كالعادة استنيت كتير جدا بالرغم إن مكتبه هو اللي اتصل بي و كانوا معتبرني حالة طارئة.. و مسكتش و رحت لموظفة الاستقبال و فهمتها الكلام ده، لكن كان أسلوبها كان غاية في قلة الاحترام، و اللي أتفاحات منه إن المرضى التانيين كانوا في صفها جدا، و بصراحة أنا كنت على أخري من كل حاجة و زعقت فيهم كلهم لحد ما دخلت..
وكتب تقرير و بالمرة كان مطلوب مني اني اعمل تحاليل دم، و بعتني على المعمل في نفس المكان..
و دخلت عند ممرضة كان بوزها ناشف جدا، و اللي طالع عليها إنها تقول لي:”بصي على الحيطة” بصراحة مكنتش فاهمة ابص على الحيطه ليه يعني!! .. و سألتها:”ليه؟!” .. قالت لي:” بصي على الفراشات اللي على الحيطة و ماتركزيش معايا و أنا بسحب لك العينة”
كنت حساها مهزوزة جدا و مش متمكنة..وفعلا معرفتش تسحب لي عينة الدم، و لقيت نافورة دم خرجت من دراعي و هي السبب..
طبعا كانت مش عارفة تتصرف ازاي.. أما أنا فسحبت دراعي وقلت لها:
“العيب مش عليكي العيب على اللي مشغلك هنا، وأنا لي تصرف مع المكان ده كله”
و برغم الظروف اللي كنت فيها إلا إني قررت اني اروح اشتكي المكان ده، اللي كنت خلاص جبت اخري منهم..
و روحت على البيت و دخلت على موقع خاص بشكاوي الدكاترة، و دخلت على واحد تاني خاص بشكاوي الممرضين..
و جالي رد بعدها سريع جدا انهم فتحوا ملف للشكوى و هيعرفوني بأيه اللي هيحصل، و في المقابل بدأت أدور على (فاميلي دكتور) جديد لأني أكيد مش هينفع اكمل مع دول..
و فعلا رحت قدمت في مكانين كانت سمعتهم كويسة جدا، لكن هتقبل في مكان كويس جدا و فيه مميزات لا تعد ولا تحصى بعد شهر بالظبط من وقت ما سيبت الفاميلي دكتور الجزار ده..
و بعد يومين بالظبط لقيت حماتي رجعالي البيت و معاها صديق ابنها الوحيد، وقال لي:
“معلش أنا مش هقدر استضيفها اكتر من كده.. احجزي لها فندق ولا حاجة، وأنا طالع على نيويورك”
و لقيت نفسي في موقف لا احسد عليه، وسألتها عن المكان اللي تحب إني احجز لها فيه.. لقيتها بتقولي بنبرة صوت هادية جدا:
“أنا عايزة اقعد هنا معاكي.. الفلوس اللي معايا عايزة أوفرها لأبني ده لسه أيامه طويلة”
كنت بحاول اقنعها إن الحياة بينا تحت سقف واحد مستحيلة، و كانت مصممة إن ده الحل الأمثل، و كملت و قالت لي:
“اعتبريني ست كبيرة و بتعملي معاها خير.. كمان ما تنسيش أنا جدة الولد، و هكون دايما بساعدك”
و بصراحة و غصب عني صعبت علي، و قلت لها:
“ماشي بس ما تتدخليش في حياتي، و كل واحد في حاله”
قالت لي:” اتفقنا”
كانت اتفاق غريب و كانت مشاركة اغرب، لكن حسيت إني مكنش ينفع ارميها في الشارع على حد تعبيرها..
ودخلت اوضتها و دخلت اوضتي، و بقيت عايشة مع اتنين اغرب من بعض.. حماتي اللي علاقتي بها متوترة جدا، و الشاب الجديد اللي كان مريب و ماكنتش بشوفه لحد ما هشوفه و يا ريتني ما شوفته..
كنت في كل الأحداث دي حريصة جدا إني ما اقولش لماما أي حاجة، و معرفتهاش اللي حصل إلا بعد شهرين من الأحداث دي كلها لما حماتي مشيت، و كانت حاجات كتير اتضحت..
و لأني بارعة في التمثيل فكنت بقدر امثل على ماما إن كل حاجة ماشية تمام، ومحسستهاش إني في أي مشاكل، ولا أي حاجة خالص..
و جالي شرطي على البيت و سلمني في ايدي ورقة طويلة عريضة تنص على إن روميو حصل معاه الآتي:
-تم الإفراج عنه من القسم و بأمر محكمة اطلق سراحه المشروط بعدم التعرض لي، و أداني إقرار عدم التعرض صالح لمدة سنتين، واللي يلزم روميو انه ما يقربش من البيت ولا الأماكن اللي بتردد عليها بالمرة، وتكون المسافة دايما ما بينا 1000 متر..
و خدت قرار المحكمة، و احتفظت بالمستند المهم جدا ده، و طبعا حماتي كان الفضول هيقتلها و سألتني:
“اسأليه ابني فين؟ أنا لفيت كعب داير مع صديقه على كذا قسم ومعرفناش حاجة عنه”
و سألت الشرطي اللي قال لي:
“هو تم إطلاق سراحه من القسم رقم ،13 لكن تم تحويله لمكان تاني خالص لأنه قاعد مخالف في كندا، واتحول لمحكمة و سجن في مدينة ميلتون اسمه (مابل هيرثت)..”
و قلت نفس الكلام لحماتي اللي كان هيغمى عليها من الصدمة، و مشي الشرطي و بصت لي وقالت لي:
“ارجوكي ساعديني أوصل لأبني.. لازم نطلعه من المكان ده”
و طبعا قبل كل شيء لأن الموضوع أتعقد كان لازم نلجأ لمحامي هجرة، و مكانش قدامي حل الا اني اكلم محامي الهجرة بتاعه.. و فعلا كلمته، وخدت ميعاد معاه، ورحت له أنا، وهي، والبيبي..
وبدأت أشرح له كل اللي حصل و كان متضايق جدا لان دي كانت قضية كسبانة عنده، وكان موكله فاضلة اقل من شهر و ياخد كارت الإقامة و دلوقتي الدنيا اتعقدت تماما، وبصلنا وقال:
“طيب دي قضية جديدة و لازم تدفعولي مصاريف جديدة علشان اروح أترافع عنه في محكمة الهجرة”
و طلب ألفين دولار كاستفتاح، ودفعت فورا حماتي الفلوس و قال لنا:
“أنا هجهز أوراقي، واعمل اتصالاتي،و هبلغكم بميعاد الجلسة، وبالتالي نروح كلنا”
الفكرة إن روميو في الفترة دي كان أتحول على سجن ميلتون، و دي حدوتة كبيرة، و بصراحة فاق كل توقعاتي..
طبعا المشكلة الكبرى عنده كانت فكرة انه قاعد مخالف لان موضوع العضة أتساوى في أول محكمة، وتم إطلاق سراحه في أقل من 48 ساعة لان ما عندوش أي سوابق، أما السجن و مشكلته فكلها سببها انه مش قاعد بشكل قانوني..
كانت الأيام بتمر بشكل سريع، وكانت أحداثها كتير جدا و كل يوم بلاقي ناس جديدة، ومؤسسات عمري ما سمعت عليها قبل كده..
و كلموني مؤسسة (سي ايه اس) المتخصصين في الدفاع عن ومساعدة الأطفال، وجم علشان يعاينوا البيت، و يشوفوا الظروف اللي عايش فيها البيبي..
و جاتلي متخصصة و عاينت البيت و شافت المكان اللي بينام فيه و هدومه كل حاجة، وسألتني عن حماتي.. و استغربت جدا إنها لسه قاعدة معايا ومكنتش محبذة الفكرة، لكن أنا شرحت لها إن ده وضع مؤقت..
و خلصت مقابلتها معايا و سألتني عن مكان روميو علشان تقابله هو كمان، وشرحت لها أنه في سجن الهجرة و من الأفضل إنها تستنى شوية لحد ما يطلع منه..
و عجبتها فكرتي و قالت لي:
“أنا هسيبلك رقمي و لما تعرفي انه طلع ابقي كلميني”
و اتفقت معاها على كده فعلا..
و مشيت الست و كلمني محامي الهجرة اللي طلبني أنا و حماتي بكرة نروح معاه على محكمة الهجرة.. يا ترى اليوم ده عدى إزاي؟
المزيد
1